مجتمعنا نبنيه بأخلاقنا بقلم الدكتورة/ إيمان محمود شاهين

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت

فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

هناك بعض السلوكيات التي تحدث أمامنا كل يوم وتثير في نفوسنا الإزعاج ونوعا من عدم الرضا عن مجتمعنا الذي نعيش فيه مع الآخرين والمفروض أن يحترم كل منا مشاعر الآخر لنحيا بأمان في المجتمع فلا شك أن سلوكيات وأخلاقيات أفراد المجتمع هي المؤشر الحقيقي لنمو أي مجتمع سواء اجتماعيا أو اقتصاديا 

 

مجتمعنا نبنيه بأخلاقنا

 

لقد اهتم الاسلام بالأخلاق الحميدة التي شرعها لنا هذا الدين الحنيف فالأخلاق في الإسلام ليست لونا من الطرف يمكن الاستغناء عنه وليست ثوبا يرتديه الإنسان لموقف ثم ينزعه متى شاء بل إنها ثوابت عقائدية لا تتغير بتغير الزمان فلابد من دوام تلك الأخلاق وثباتها واستمرارها ورسوخها في نفوس أبنائنا فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق “صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

التمتع بالأخلاق والفضائل

 

  جميع الديانات السماوية كافة جاءت تحمل الإنسان على التمتع بالأخلاق والفضائل وتحثه على احترام الآخر ومعاملته المعاملة الكريمة ومن هنا يتجلى دور التنشئة الصحيحة والصحية أخلاقيا لأبنائنا فمجتمعنا حاليا يعاني من ضعف المناعة التربوية والتي يظهر تبعاتها فيما نشاهده اليوم في مجتمعاتنا من سلوكيات سلبية تظهر في جرائم خطف الأطفال والاغتصاب والسرقة وغيرها التي أصبحت منتشرة بشكل مرضى نتساءل هل هذا خطأ مجتمع أم خطأ الأسرة فقد تغافلنا كثيرا عن أبناءنا بالانشغال في أعمالنا والإفراط في استعمال وسائل التواصل الاجتماعي والتي بدورها وضعت حاجزا بين أفراد الاسرة الواحدة و أسكنت كل فرد من أفراده في جزيرة منعزلة عن الآخرين. 

 

دور الأسرة في ترسيخ القيم والسلوكيات السليمة في نفوس أبنائها 

 

 للأسرة دورا هاما في ترسيخ القيم والسلوكيات السليمة في نفوس أبنائها منذ مراحل الطفولة المبكرة فالأسرة تعد من أهم المؤسسات التربوية التي يكتسب الفرد منها مجموعة كبيرة من قيمه حتى لو أراد الفرد في مرحلة المراهقة الخروج على القيم التي اكتسبها من الوالدين من باب إظهار الاستقلالية فإنه في نهاية المطاف يعود لامتثال قيم الوالدين ونمط التنشئة الذي يختاره الأبوان يمكن أن يجنب الفرد الكثير من الصراعات خصوصا في المجال القيمي والأخلاقي 

 

مجتمعنا نبنيه بأخلاقنا لذلك أناشد من هنا وزارة التعليم والتعليم العالي بوضع مادة الارشاد والتوجيه الأسري لتدريسها بالمدارس والجامعات حتى تكون مرجع للأسرة لتربية وتنشئة أبنائهم تنشئة صحية سليمة فإذا أردنا إصلاح ما يحدث في المجتمع من خلل في السلوكيات فلنبدأ بالأسرة لأنها نواة المجتمع فإن صلحت صلح المجتمع وإن فسدت فسد المجتمع .

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.