مجدي الجسور والڤيروس المذعور للكاتب الكبير مجدي الطيب !

مجدي الجسور والڤيروس المذعورتحت هذا العنوان تحدث الكاتب والناقد الكبير مجدى الطيب عبر صفحته الخاصة بالفيس بووك عن تجربته الذاتية التي يعيشها حاليا مع فيروس ” كورونا” 

مجدي الجسور والڤيروس المذعور

استهل كلامه قائلا : على طريقة مجلات القصص المصورة “الكوميكس”، استشاط “الڤيروس” اللعين “كوفيد 19” المستجد، الذي يقدم نفسه للعالم باسمه الحركي المُرعب “كورونا”، غضباً وغيظاً؛ عندما فوجيء بأن حياة جهنم، التي خططها لي، انقلبت إلى حقل من الأشواك والألغام كان عليه أن يتوغل فيه، ويتخطاه، قبل أن يبلغ مناه فالعناية، التي اختارها ليعزلني فيها، في مستشفى عتيق على الكورنيش، تعاملت معها بوصفها غرفة في فندق خمس نجوم مطل على النيل، و”الماسك” الموصل بجهاز تنفس صناعي، حدد حركتي، لكنه أبداً لم يقيد حريتي؛ بعد ما اعتدته، وصار جزءاً من تقاطيع وجهي !

 

حياتي الخاصة

 

  أما حياتي الخاصة، التي كان فيها الليل معاشاً، والنهار لباساًً، فظلت على حالها، ولم تتغير، وباستثناء انقطاعي الاضطراري عن كتابة مقالاتي، لم أتوقف عن تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ومتابعة كل ما يرد فيها، والتعليق على بعض ما جاء فيها، كبديل للرد على آلاف المكالمات الهاتفية اليومية التي انهالت علي منذ بداية المحنة.

الفيروس المذعور

  طوال الوقت كنت أتلصص، بين الحين والآخر، ناحية “الڤيروس”، وهو في مكانه المختار، عند عقب باب “العناية”، لأجده يراقبني مذهولاً، مصدوماً، ومن المؤكد أنه تيقن أنني مخبولاً، لأن شيئاً من أوهامه وخيالاته، لم يتحقق، كما كان مخططاً له، وأنه لم يُعجل بانهياري، أو إحباطي، أو يجعلني أسقط مغشياً علي، لهول ما تعرضت له مثلما توقع، وأغلب الظن أنه لم يتخيل، أبداً، أنني، في الجانب الآخر، الذي كنت أضحك عليه، وهو في ركنه القصي، الذي لم يفارقه، منذ بدأ المشهد؛ بعدما سقط “القناع”، 

 

مجدي الجسور والڤيروس المذعورلقد أدركت، بوضوح، أنه الجبان الحقيقي ..وأنه المذعور الوحيد، الذي يخشى الإصابة بالعدوى !

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.