” مجموعة شبابية تُضيء بالكلمات “
كتبت سارة خالد
في الوقت الذي أصبحت فيه العربية علي أرفف الهُجران، وأعتاد الناس هزيل الكلام، وسقطنا في فلك اللحن في لغة القرءان ولعل الأسوأ هو ترحاب القراء بأمثال كل ذلك الهزل السخيف، بل ونجد من يفعل هذا يحصل علي شهرة واسعه والأسوأ علي لقب كاتب! كان لابد من أن يكون هناك وقفه، هناك من يعترض، من يُعيد للعربية رونقها، من يساعد في أن تعود كما كانت، بجمالها وجمال كلماتها وسحر حروفها، حروف مضيئة، أو كما أحب أنا أن أقول كلمات شبابية تُضيء وسط عتمة الآيام ومُرها.
حروف مضيئة هي فكرة انتقلت من عقل “إسراء محفوظ” إلي أرض الواقع لتجد حفاوة وصدر رحب، وتشجيع للفكرة من الصغار قبل الكبار.
تُقبلت المجموعة من فئة كبيرة من الشباب، بل وحدث إنجذاب من كل الفئات إليها وكأن الشباب وجدوا أقلاماً تحكي عنهم وتسرد همومهم وأحلامهم في الحروف، حروف تتكلم من الواقع لا من خلف زجاج الرفاهيه، وفوق السحاب.
في أيام معدودة، تكاد لا تتجاوز 20يوماً من انطلاقه وجد الكثير من المتابعين، وحصل علي إعجاب الكثيرين ومشاركات شبابيه عديدة.
انطلقت المجموعه في الثلاثين من مايو لعام الفين وتسعة عشر وهو الذي يثير فيك الدهشه فهذا الصالون الثقافي الضخم لم ينشأ سوي منذ أيام قليلة ولكن كان انجذاب الناس له كبير، ولعل ما ساعد علي ذلك هم مسؤلي المجموعه والذين ساهموا بشكل كبير في أن تكون حروف مضيئة هي حروف مضيئة وهم “رحمه حداد_ محمد هشام_نورهان رزق_أحمد صلاح بالإضافة إلي إسراء محفوظ” كلهم من فئة الشباب، شباب حماسي، يؤمن بقلمه، كما يؤمن بأحلامه، ولعل هذا يجعلنا ننظر بفخر إلي الجيل الجديد الذي يتضح لنا أنه ينضج سريعاً ونسلط الضوء عليه وعلي أفكاره، وكتاباته، وعلينا توجيهه حتي يكون أفضل، خاصة وهو يسعي إلي ذلك!
أما ماأبهج قلبي بشكل خاص هو إعادة المجموعة تلك لهيكل العربية في المجتمع ومحاولة تعديلها للذوق الفني بين الشباب والمراهقين تبين ذلك في الشروط التي وضعها المسؤولين لأجل قبول الكتابة وعرضها والتي تعتمد في الأساس علي كون الكتابة باللغة العربية الفصحى مع مراعاة قواعدها وضوابطها وعلامات الترقيم والهمزات وما إلي ذلك، وهو ما يجعلنا نفكر هل ستأتي حروف مضيئة لتُعيد مجد العربية في نفوس أبناء العرب؟ وهل ستعدل من الذوق الذي بدأ ينحدر؟ وهل ستجعل الشباب يقرأون؟
كل تلك الإجابات سنتركها للأيام وحدها تجيب ولكن ما فعلته حروف مضيئة في تلك الأيام يجعلنا نظنُ خيراً في مستقبل هذه المجموعه، وربما نتفاجأ يوماً بكاتب عظيم يُهدي كتابه لتلك المجموعه.
وفي ذكري ميلاد العراب أهدي لهُ مقالي عنهم، الشباب يا عراب أظن أن سيجد بعد كل هذا مساراً صحيحاً، لقد قرر أن يقرأ وستضم تلك الفئة فئات أخري، وسيجد الواقع شباب مُثقف واعي، إنها البدايات فقط يا خَالِد، البداية وسنبهرك، جيلنا يسعي برغم كل شيء وسيمضي نحو الأمام دوماً، سيقرأ، وسيجد نفسه، كل يوم أعرف أن وصيتك كانت أكبر من أن تكون مجرد جملة، كنت تعرف ما تفعله القراءة في الجميع لذا أخبرك أن فئة من الشباب تكتب والكتابة تطلب القراءة والقراءة ستؤدي إلي المبتغي الذي كنت تقصده، أنعم في قبرك فلا بدّ أن وصيتك ستُنفذ _علي الأقل أرجوا هذا_ .
حروف مضيئة الآن في المهد وبرغم هذا يبدوا لنا أنه سيكون عملاً عظيماً يفخر بهِ أصحابه، وأسرته، ولكن ما نرجوه، هو أن يكون هدفه واضحاً وان لا يحيد عنه وأن يكبر حروف مضيئة وفي كل مرحلة يدرك تماماً أنه رسالة أكبر من مجرد حروف تنمق وتسرد وأن لكل كاتب فكرة عليه أن يوصلها، عليه أن يكون مؤثراً بحرفه وأن يكون نصه إبداعياً، واقعياً، مليء بروح الشباب ولعلنا نستمع يوماً إلي صالون ثقافي يُعاد في أرض الواقع بعنوان حروف مضيئة وصالونات عصر الازدهار الادبي وتعود الكتابة شيء مقدس والحروف رسائل منمقه!