محطات وأسرار في حياة ملك الترسو فريد شوقي في ذكرى وفاته
محطات وأسرار في حياة ملك الترسو فريد شوقي في ذكرى وفاته
بقلم وريشة / كيرلس عادل جرجس
اليوم تمر ذكري تُمثل لعاشقين فن الزمن الجميل أهمية كبري فالشخصية التي نحن بصدد ذكراها اليوم لم يتواجد في التاريخ من يتساوي في عطاءها الفني أقصد بذلك العملاق الملك “الفنان فريد شوقي”
الذي لعبت الأقدار في حياته أن يكون شهر يوليو شاهداً علي بداية ونهاية حياة ملك الترسو الذي تربينا علي أفلامه زمننا وله بصمة وعلامة فارقة لن يمحوها الزمن من عقولنا وقلوبنا مهما تعاقبت الأجيال فهو الفنان الوحيد الذي أجد مسيرته ممتدة إلي يومنا هذا وتمتلئ القنوات الفضائية بأعماله وهذا إن دل علي شئ يدل علي قيمة أعماله الفنية ذات الثقل الدرامي فالفنان فريد شوقي كان يليق في كافة الأدوار وذلك راجع لموهبته في التقمص لدرجة تصل إلي حد إقناع المشاهدين به فتارة يطل علينا بدور شرير ماكر وتارة أخري الشخص المسالم المظلوم وتارة ضابط شرطة وتارة أخري بدور مجرم هارب من العدالة لذلك عرفانا منا بالجميل الفني لمسيرته التي تربينا في كنفها زمنا أن نحيي ذكراه وسوف نتناول في السطور القادمة أهم محطات حياته وصعوده إلي قمة المجد.
أهم مراحل حياة العملاق فريد شوقي:-
نشأته:-
ولد وحش الشاشة فريد شوقي في المنزل رقم 6 بشارع زينهم بحى البغالة بالسيدة زينب حيث نشأ وترعرع مما جعله قادرا على تجسيد أفلام الأكشن الشعبية نظرا لمعايشته لتلك الأجواء، وامتدت حياته 78 عاما، منها أكثر من 50 عاما في مجال الفن، تألق فيها ممثلا ومنتجاوكاتب سيناريو، ورصيده الفني 400 فيلم، وغطت شعبيته العالم العربي، بما في ذلك تركيا التي أنتج فيها عدة أفلام هناك، وكان المخرجون هناك يخاطبونه بلقب “فريد باي” السيد فريد كدليل على الاحترام، كما عمل مع أكثر من 90 مخرجا ومنتجا.
تلقى فريد شوقي دراسته الابتدائية في مدرسة الناصرية التي حصل منها على الابتدائية عام 1937 وهو في الخامسة عشرة، ثم التحق بمدرسة الفنون التطبيقية وحصل منها على الدبلوم، ثم عاد الى حى الحلمية الجديدة حيث عشق التمثيل وأحبه حبا جما فالتحق بمعهد التمثيل وفى الاجازة توسط له ابوه لدى بعض العاملين بفرقة مسرح رمسيس ان يعمل فريد شوقى في المسرح وهناك يتقابل مع حسين رياض واحمد علام وسراج منير وفاخر فاخر وغيرهم.
بدايته الفنية:-
من أشهر الأدوار التي وقف فيها كومبارس صامت في مسرحية ” بنات الريف، أما أول أول أعماله كان فيلم “ملاك الرحمة” ثم قدم فيلم “ملائكة في جهنم” عام 1947 إخراج حسن الإمام، ثم توالت أعماله الخفيفة بعد ذلك إلاأنه يتوقف ويفضل العمل الحكومي فيعين مهندسا بمصلحة الأملاك الأميرية حتى يستطيع مساعدة أهله إلا أنه سرعان ما يجد نفسه عاشقا للفن فيشكل هو وبعض الزملاء الرابطة القومية للتمثيل ويستأجرون مسرح الريحاني ليقدمون عروضهم.
ومن مسرحياتهم التي لفتت الأنظار مسرحية الفاجر، وهنا تلعب معه الأقدار ان يشاهده الفنان نجيب الريحاني وهو يمثل فيعجب به وينصحه بالاحتراف وكان من دفعته شكرى سرحان، حمدي غيث، نادية السبع، فاتن حمامة.
أهم محطة فنية فيلم”ملاك الرحمة”
حيث شاهده الفنان يوسف وهبى وهو يمثل إحدى مسرحيات المعهد بالصدفة فيسند إليه دورا في فيلم “ملاك الرحمة ” مع فاتن حمامة عام 1947 ليبدأ فريد شوقى رحلته مع السينما والمسرح متناولا جميع الأدوار أي جميع الشخصيات مهما كان دورها.
قمة الصعود وأهم أدواره التي شكلت علامة فارقة في مسيرته:-
وبعد وصوله الى قمة النجاح بدأ يغير من طبيعة أدواره ليقدم شكلا آخر للبطل بعيدا عن صورة الشر التي ظل يؤديها طوال الفترة الأولى من مسيرته في أفلام مثل “قلبي دليلي” عام 1947 إخراج أنور وجدي، و”اللعب بالنار” عام 1948 للمخرج عمر جميعي، فيلم “القاتل” عام 1948 إخراج حسين صدقي، و”غزل البنات” عام 1949 إخراج أنور وجدي،وغيرها من الأفلام التي أدي فيها أدوار صغيرة، كلها تدور في إطار الشر عن طريق رفع الحاجب وتجهم الوجه.
وجاءت أفلامه في هذه المرحلة متميزة، ومنها فيلم “جعلوني مجرما” عام 1952 للمخرج عاطف سالم، وهو الفيلم الذي ألغى بسببه السابقة الأولى للمجرمين في حال استقامته، وهو من تأليف فريد شوقي ورمسيس نجيب، وقد شارك في كتابة السيناريو والحوار نجيب محفوظ وهو أحد الذين نالوا جائزة نوبل في الأدب فيما بعد.
حياته الشخصية والأسرية وسبب تلقيبه ب”أبو البنات”:-
تزوج الملك فريد شوقي خمس مرات، الأولى من ممثلة هاوية وهو في الثامنة عشرة من عمره، وكانت تغار عليه كثيرًا وهذا ماسبب الإنفصال في علاقتهم، والمرة الثانية من محامية أحبها كثيرًا وقال لها إن لم تتزوجه سينتحر لكن لم تدم تلك الزيجة طويلا، ثم تزوج من ممثلة شابة غير معروفة وهي زينب عبد الهادي وأنجب منها منى، ثم النجمة هدى سلطان وأنجب منها ناهد ومها، وأخيرًا السيدة سهير ترك التي ظلت معه حتى وفاته، وأنجب منها عبير ورانيا، لذلك لقب بأبو البنات، وقد عمل من بناته في الفن الفنانة رانيا فريد شوقي والمنتجة السينمائية ناهد فريد شوقي.
دلائل علي تأثيره الفني وأدواره الهادفة:-
-أن فيلم “كلمة شرف” كان سببا في تغيير قانون السجن الذي يسمح بخروج السجين بزيارة استثنائية لاقربائهم المرضي لمدة ٢٤ ساعة.
-والدليل الآخر عند تكريم السادات للقامات الفنية وعند مجئ دور فريد شوقي قاله الرئيس السادات بالنص خلتني بكيت يافريد ويقصد بذلك فيلم “لا تبكي ياحبيب العمر”
-والدليل الآخر عند تسريب خبر كاذب عن وفاته قبل وفاته بشهر في يونيو 1998 انقلبت الوسائل الإعلامية وانقطعت الافلام والمسلسلات واذاعوا نبأ عاجل لوفاته واحتشد الجماهير والفنانين عند بيته وفوجئوا بأنه حي يرزق فذهبت الإعلامية هالة سرحان لتسجيل لقاء معه وهو علي فراش المرض وظهر نحيل البدن وعلامات المرض ظاهرة عليه ويرتدي جلباب وقبعة بيضاء وطمئن محبيه بأنه بخير واستشعر بمحبة جمهوره العريض في الوطن العربي .
وفاته:-
بعد هذه الحادثة بشهر كامل وافته المنية في 27يوليو1998 عن عمر ناهز 78 عاما