العثور على شخص يفهمك يبدو كأنه حلم صعب المنال، ومع ذلك، إذا كنت من المحظوظين الذين لديهم شخص يستمع إليك بصدق و يشاركك حياتك دون قيد أو شرط، فأنت تملك كنزا لا يقدر بثمن.
كتبت ريهام طارق
يتجلى حضور هذا الشخص نسمة هادئة تحمل معها طمأنينة لا مثيل لها، و مرآة صافية تعكس أعمق زوايا شخصيتك بصدق ودون تزييف، لا يمكن اختزاله في كونه مستمعاً جيداً فقط، بل هو رفيق حاضر بجوارك بكل حواسه، يلتقط نبض أفكارك حتى قبل أن تتحول إلى كلمات، يقرأ صمتك وكأنه يتقن لغة أفكارك الخفية معه، تتلاشى كل الحواجز وتصبح في غنى عن ترتيب كلماتك أو إنتقاء عباراتك، تكون على سجيتك كما أنت.
اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب.. ظننتك رجلاً، لكن خاب الظن وظهر الإثم
هو الرفيق الذي يجعل الحديث معه أشبه بمقطوعة موسيقية تنساب برقة وسلاسة دون أي نشاز، يحتضن أحزانك المكبوتة بحنو دون أن يثقلها بشفقة، ينصت لمشاعرك المختلطة بحب دون أن يصدر حكماً.
إنه ذلك الشخص الذي ترى فيه انعكاساً لروحك و امتداداً لها، يشاركك أحلامك المؤجلة وكأنها جزء من أحلامه هو، يمنحك شعوراً عميقاً بالانتماء و الاحتواء.
اقرأ أيضاً: سلامك النفسي هو أثمن ما تملك.. عش بسلام وأحمي نفسك
بجانبه تشعر بالحرية، كأنك إنسان مكتمل برغم كل ما فيك من تناقضات وضعف وقوة، لا يحاول أن يغيرك بل يحتضنك كما أنت، تراه البوصلة التي تقودك إلى ذاتك الحقيقية والنور الذي يضيء عتمه جمال أعماقك المخفية عن الجميع ، حتى عن نفسك.
في وجود شخص يتقبل تقلبات مزاجك، يصبر على تفاهاتك، ويحتوي لحظات ضعفك، يجعل حياتك أكثر جمالاً وأقل وطأة، هو ذلك الذي يرى قوتك رغم انكسارك، ويمنحك الدعم لإعادة بناء ثقتك بنفسك في لحظات الضياع، في حضوره تشعر بالقوة، فهو يضيء زواياك المظلمة ويعيد إليك الإيمان بجانبك المشرق.
اقرأ أيضاً: قلوب بيضاء تحلق في سماء ابديه النقاء.. هُم الضوء وسط العتمة
ما أجمل أن تجد من يشاركك همومك دون أن تشعر أنك تثقل عليه ، يفهم أوجاعك دون أن تنطق بكلمة، يرى جمال روحك حتى في أشد لحظات ضعفك، و الأروع من ذلك أنه يظل محتفظاً بنسخة من صورتك الجميلة التي يحملها عنك، مهما أفصحت له عن أسرار وخفايا وأخطاء ولحظات ضعف ، حتى لو اعترفت له بارتكاب ذنب كبير، تجده يبحث عن ألف عذر.
اقرأ أيضاً: “الفراودة”.. أحمد العريان يعيد صياغة الإعلام الرياضي عبر بودكاست المتحدة
ابحث عن هذا الشخص لأنه سر من أسرار السعادة:
إذا كنت تمتلك هذا الشخص في حياتك، اعتني به كما يعتني بك، وإذا لم تجده بعد، ثق أن السعادة ليست في المال أو المنصب، بل في عمق العلاقات الإنسانية التي تجعلنا نشعر بأننا لسنا وحدنا، وابحث عن هذا الشخص لأنه سر من أسرار السعادة.
