محمدي: ساحر الألحان.. يُعيدنا إلى زمن الفن الجميل وعبق المدرسة الشرقية
محمدي: أحلامي بلا حدود وتأخري في الغناء كان قرارًا مدروسًا
حين تذكر اسم المطرب والملحن محمدي في الساحة الفنية، تستدعي الأذهان تلقائيا إبداعا موسيقيا يأخذنا في رحلة إلى المدرسة الشرقية الأصيلة، حيث النغم الأصيل والصوت الصادق الذي يضرب بـ جذوره في عمق التراث.
حوار: ريهام طارق
محمدي ليس مجرد مطرب أو ملحن تقليدي، إنه مدرسة متجددة في حد ذاته، يدمج بين الأصالة والتجديد.. يبهر جمهوره بألحان تحمل في طياتها عبق الماضي وروح الحاضر.
محمدي أبرز الملحنين من أبناء جيله:
محمدي، الذي لمع نجمه كواحد من أبرز الملحنين من أبناء جيله، استطاع أن يترك توقيعه الخاص على عدد من أبرز الأعمال الفنية في السنوات الأخيرة، وتغني بـ ألحانه كوكبة من نجوم الطرب العربي، منهم أنغام ، عمرو دياب ، اصالة ، حماقي، تامر عاشور ، رامي جمال ، أحمد سعد.
تري ألحانه تروي حكايات من الشجن والرقي، تعيد للأذهان عمالقة الموسيقى الشرقية مثل محمد عبد الوهاب و بليغ حمدي، دون أن تفقد بريقها العصري، ومع كل نجاح يحققه في التلحين، تتزايد مكانته كواحد من رواد الصف الأول في المشهد الموسيقي.
اقرأ أيضاً: وتر حساس: سيمفونية عشق لمفهوم الاحتياج بين الرجل والمرأة
ولكن، ماذا عن صوته؟
محمدي لا يقتصر على التلحين فحسب، فهو يمتلك صوتا استثنائيا يذكرنا بأصوات زمن الفن الجميل، حيث القوة والعمق والإحساس المتفرد، عندما تستمع إليه، تشعر و كأن الزمن يعود بك لتعيش تجربة فنية نادرة في عصر قلّ فيه الصدق الفني. صوته، رغم قلة ظهوره كمغنٍ، يحمل في طياته القدرة على أن يلامس القلوب ويحيي ذكريات عشاق الطرب الأصيل.
أين محمدي المطرب ولماذا غاب عن الساحة الغنائية ؟
قد تكون قلة أعماله الغنائية سببها انشغاله بـ إبداعاته في مجال التلحين، لكن محمدي كشف لنا في تصريح خاص أن هذا الغياب لن يطول، أعلن أنه يستعد لطرح أغنية “سنجل” بصوته قريبًا، وهي خطوة طال انتظارها من جمهوره، الذين يتوقون لسماع المزيد من هذا الصوت الاستثنائي.
اقرأ أيضاً:راهبة وجدت في صمتها عزاء وفي وحدتها حرية
محمدي ايقونة تجمع بين الإبداع الشرقي الأصيل والتجديد العصري:
محمدي: ليس مجرد فنان، بل هو ايقونة تجمع بين الإبداع الشرقي الأصيل والتجديد العصري، وأكثر ما يميزه حقًا هو شغفه الذي لا ينضب وحبه للموسيقى، الذي يظهر في كل لحن يبدع فيه .
محمدي، بموهبته الشاملة، يستحق مكانته كنجم يضيء سماء الفن في زمن نحن فيه بأمس الحاجة إلى عودة الجمال والصدق في الإبداع الفني.
في لقاء حصري مع جريدة “أسرار المشاهير”، أعرب الملحن محمدي عن سعادته البالغة بالنجاح الكبير الذي حققته أغنية “خلصتني”، والتي قدمتها الفنانة جنات بصوتها العذب و الملائكي. الأغنية من كلمات الشاعر المرهف أحمد المالكي، الذي أبدع في نقل المشاعر الرومانسية بأسلوبه الفريد.
منذ لحظة إطلاقها، لاقت أغنية “خلصتني” إعجاب الجمهور بشكل لافت، وانتشرت بسرعة كبيرة عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، كما جذبت انتباه الصحافة، حيث أشادت العديد من المقالات بنجاحها وتميزها، لتصبح واحدة من أبرز الأغاني الرومانسية لهذا العام.
في هذا الحوار، نغوص مع محمدي في تفاصيل هذا العمل الفني المميز:
محمدي: أغنية “خلصتني” قطعة من قلبي ونجاحها أكبر مكافأة.
كيف تصف شعورك بعد النجاح الكبير الذي حققته أغنية “خلصتني”؟
محمدي: شعور لا يوصف، نجاح الأغنية تجاوز كل توقعاتي، وأنا ممتن جدًا للجمهور الذي أظهر هذا الحب الكبير للعمل، “خلصتني” ليست مجرد أغنية بالنسبة لي، بل هي قطعة من قلبي، وسماع الناس يرددونها ويعبرون عن إعجابهم بها هو أكبر مكافأة لي.
اقرأ أيضاً: “تيتا زوزو”: رحلة دافئة جمعت الأجيال بعودة إسعاد يونس المبهرة
كيف جاءت فكرة لحن الأغنية؟ و ما الذي ألهمك في تقديمها بهذا الشكل؟
محمدي: الفكرة بدأت عندما استمعت إلى كلمات أحمد المالكي لأول مرة، كانت الكلمات تحمل مشاعر صادقة وبساطة عذبة جذبتني على الفور، استلهمت اللحن من الإحساس العميق الذي تجسد في الكلمات، وحرصت على أن يكون اللحن عاطفيا و مؤثرًا ليعبر عن عمق المعاني بكل صدق وإحساس.
اقرأ: ريهام طارق تكتب.. ظننتك رجلاً، لكن خاب الظن وظهر الإثم
كيف تصف التعاون مع جنات في هذه الأغنية؟ وكيف أثر صوتها على الأغنية ؟
محمدي: بصراحة، التعاون مع جنات كان إضافة كبيرة للعمل، هي ليست مجرد مطربة تؤدي كلمات ولحن، بل تمتلك صوتاً مميزاً و إحساساً مرهفاً يندر وجوده، جنات من أجمل الأصوات التي أبدعت في اللون الرومانسي، ولديها قدرة استثنائية على تحويل أي أغنيه إلى حالة حالمة، صوتها يلامس القلوب بصدق وسلاسة، وهذا ما جعل الأغنية تصل للجمهور بسرعة البرق، وأثرت بهم.
اقرأ أيضاً: احمد جمال سعيد بطل درس جديد في مسلسل “وتر حساس”
كيف تصف تجربتك في العمل مع الشاعر أحمد المالكي، خاصة مع هذا الكم من النجاحات التي جمعتكم؟
محمدي: أحمد المالكي فنان مرهف الحس، كلماته تلامس القلب بشكل قريب من الواقع وكأنها تحكي قصة كل شخص يستمع إلى كلماته، لديه موهبة فريدة في تحويل المشاعر إلى كلمات تنبض بالحياة، والعمل معه دائمًا يحمل متعة خاصة.
“خلصتني” ليست أول محطة في رحلتنا الفنية معًا؛ فقد سبق أن تعاونّا في أعمال ناجحة مثل “أول يوم فى البعد” لعمرو دياب، “أنت مين” لرامي جمال، و”كنت فين” لتامر عاشور، لكن علاقتي بأحمد تتجاوز حدود العمل؛ فهو ليس فقط شريك نجاح، بل صديق ورفيق في رحلة طويلة من العمل والكفاح.
بعد النجاح اللافت لـ”خلصتني”، كيف ترى خطواتك المقبلة، وما الذي تخطط له؟
محمدي: النجاح بالنسبة لي ليس محطة، بل هو بداية جديدة تلهمني لتقديم ما هو أعمق وأجمل، وفي الفترة القادمة لدي مشاريع قادمة مع عدد من المطربين الذين أثق بأنهم يضيفون سحرا خاصًا لأعمالنا المشتركة، كما أنني لي بعض التجارب في الدراما التلفزيونية أيضا ولكن سأعلن عن التفاصيل الفترة القادمة ، واتمنى من الله، لأن تحمل هذه الأعمال نفس التأثير العاطفي الذي لامسته “خلصتني” في قلوب الجمهور.. عالم الموسيقى مليء بالتحديات، لكنني أجد في كل تحدي فرصة جديدة للإبداع، وهذا ما يجعلني متحمسا لما هو قادم.
كيف تتخيل ملامح أحلامك المستقبلية في عالم الفن؟
محمدي: أحلامي في الفن لا تعرف حدوداً، فهي تنبض بـ الشغف والطموح للوصول إلى ما يلامس وجدان الجمهور ويظل خالداً في ذاكرته،أحلم أن أصنع مكتبة موسيقية تحمل روحاً و أثراً يشبه الأغاني التي نشأنا على حبها وما زالت تعيش معنا، أيضا أؤمن بأن الموسيقى لغة عالمية توحد الشعوب، ولهذا أحلم بالتعاون مع فنانين من ثقافات وجنسيات مختلفة لخلق أعمال تمزج بين الأنماط الموسيقية بروح فريدة، قادرة على اختراق الحدود والوصول إلى عشاق الموسيقى في كل مكان.
اقرأ أيضاً: ليلة من النغم والفرح.. محمدي والمالكي يحتفلان بنجاح “خلصتني”
إذا أتيحت لك الفرصة لتقديم عمل عالمي، ما الشكل الذي تود أن يكون عليه؟
محمدي: أود أن يكون مزيج بين الموسيقى الشرقية الأصيلة وبعض الأنماط الموسيقية العالمية، مثل الجاز، من أهم احلامي أن اصنع الحان تحمل هويتنا العربية، لكنها قادرة على التواصل مع مختلف الثقافات.
ما هو العمل الذي تعتبره نقطة التحول في مسيرتك الفنية؟
محمدي: كل عمل قدمته له مكانة خاصة في قلبي، ويمثل محطه جديده في نضجي الفني، وكل نجاح حققته يكون بمثابه دافع لاستمر واقدم أفضل ما عندي.
كيف تعمل على تطوير موهبتك الموسيقية وتنميتها باستمرار؟
محمدي: أؤمن بأن الموهبة تحتاج إلى تغذية مستمرة، لذلك أخصص وقتًا يوميًا للاستماع إلى الموسيقى من مختلف الثقافات حول العالم، هذا يساعدني على توسيع آفاقي الفنية، بالإضافة إلى ذلك، أحافظ على ممارسة العزف بشكل منتظم، سواء كان على البيانو أو الجيتار أو العود، لأن التمرين اليومي هو المفتاح لصقل المهارات وتنميتها.
ما نوع الموسيقى الغربية التي تستمتع بها وتجد نفسك تعود إليها دائمًا؟
محمدي: أنا عاشق لموسيقى الجاز بكل تفاصيلها، بالنسبة لي، الجاز ليس مجرد نوع موسيقي، بل هو حالة من الحرية والإبداع التي تأسرني في كل مرة أستمع إليها.
ما هي هوايتك المفضلة التي تلجأ إليها لتجد فيها الهدوء والاسترخاء؟
محمدي: بمجرد انتهائي من أي عمل فني جديد، أحب السفر، لا يهمني المكان، بقدر أن يكون هناك بحر.. البحر هو مكاني المثالي للاسترخاء والتأمل.
كلمة أخيرة توجهها لجمهور الأغنية؟
محمدي: محبتكم هي السبب الرئيسي لنجاح أي عمل لي.. أعدكم بأن القادم سيكون أكثر تميزا، لأنكم تستحقون الأفضل دائمًا.
محمدي، يثبت يومًا بعد يوم أن الفن الحقيقي لا يعترف بالزمن، بل يعبر الأجيال ليبقى خالدًا في ذاكرة عشاق الموسيقى، نحن على موعد قريب مع صوته، لنشهد لحظة تضاف إلى قائمة إنجازاته العظيمة، ونعيش معه لحظة من عبق الماضي في حاضر يعيد الأمل بجمال الموسيقى.
في النهاية نشكر الفنان محمدي علي هذا الحوار الأكثر من رائع علي وعد بحوار آخر مع نجم اخر ونجاحات جديده مع ريهام طارق.