محمد أكسم يكتب:حيرة المرء والتفرقة بين الحب والإعجاب

 محمد أكسم يكتب:حيرة المرء والتفرقة بين الحب والإعجاب

محمد أكسم يكتب:حيرة المرء والتفرقة بين الحب والإعجاب

 

 

 

محمد أكسم..نتفق سوياً على أن للحب الحقيقى سمات وضوابط وقواعد ثابتة وينبغى أن تؤخذ فى الإعتبار قبل البدء فى مسيرته والدخول فى مدينته الفاضلة والعيش فى عالمه المبهج الكبير.

المزيد: محمد أكسم يكتب: للقلم المستنير هيبة..وللكلمة الطيبة تأثير

مشاعر عميقة

الحب نعمة عظيمه وشعور نبيل وعميق وغير مشروط واحساس راقى وجميل وحافز قوى ومتين ودافع للتقدم والنجاح الكبير.

كل هذه المشاعر والأحاسيس العاطفية والجياشة يحملها شخص ما بداخله وفى قلبه تجاه شخص آخر، يقن له الكثير من الإحترام والتقدير ويسعى دائماً في إسعاده وتقديم العون له والدعم الغير متناهى.

تجربة والمسار

بعضنا يلتبس عليه الأمر عندما يمر بهذه التجربة ويشعر بهذه الأحاسيس ويتسائل هل هذا دليل مؤكد على أن الحب الحقيقى يطرق بابه أم أنه مجرد إعجاب صريح.

الكثير منا يمضى فى رحلته دون تمييز معتقداً أنه يسير على خطى سليمة ولا يدرى أنه يسير عكس الإتجاه وفى لحظة ما تتعطل تلك المشاعر ويختلط  عليه الأمر ويصبح فى حيره بين هذا وذاك.

بديهيات الحب

ومن البديهيات أن للحب أسباب لحدوثه لا يمكن إغفالها أو التغاضى عنها ولابد أن يسبقه إعجاب ولا يأتى الحب من فراغ وإن أتى بدون سبب فهذا يكون إعجاب أعمى وليس حباً على الإطلاق .

فالإعجاب مجرد إعجاب بالظاهر والمظاهر،مثل الجمال الخارجى من ثياب وكلمات وعبارات أومال أو مكانة علمية وأدبية أو إجتماعية فالإنسان دائما وأبدا يظهِر للناس أجمل ما فيه.

الحب الحقيقي

لكن الحب الحقيقي هو أن يتعلق المحب بصفات محبوبه وبكل ما تحمله هذه الصفات من فضائل كالصدق والصراحة والجود الكرم والتسامح والإعتذار عند الخطأ والثقة بالنفس وترتيب الأفكار وحب الخير للغير وغيرها من الصفات الجميلة التى تجعل الإنسان مرتبط بروح من يحب وليس بالجسد أو المظهر الخارجى فهذا يوفر له الشعور بالأمان وبالسعادة والرضا والراحة النفسية.

المسار الصحيح

وبعد أن نتأكد أننا نسير فى المسار الصحيح ينبغى أن نتأكد أيضاً من مشاعر الطرف الثانى لدينا  ورد فعله هل يبادلنا نفس المشاعر؟! أم ينظر لنا بعين الإعجاب فقط وهذا يرجع أننا استقبلنا رسالته بشكل خاطئ.

وبالتالى يترتب على هذه المفاهيم واعتقادات خاطئة وهذا مايعرف بمصطلح الحب من طرف واحد أى أن الشخص  يتعلق يشخصا لا يبادله نفس المشاعر بل من الممكن أن يكون مرتبطاً بشخص غيره أو يرفض الإرتباط بشكل مطلق فهو يعتبره فقط أخاً عزيز أو صديقاً مخلصاً.

ولا يعنى هذا الرفض أنه تقليلاً من شأنه إطلاقاً أو أنه غير مناسباً بل له أسباب ودوافع شخصية وظروف لايعلمها إلا صاحبها,وبسبب عدم فهم رسالة الطرف الثانى بشكل صحيح يحدث الصدام  وتتحول الفرحة لتعاسة وحزن يصحبه الدموع وتنهار العلاقة بينهما وتنقطع ويبتعد الطرفين عن بعضهما بعد أن كانت قوية وطيدة.

أقرأ المزيد:الطفل الموهوب كنز يجب علينا رعايته والحفاظ عليه بهذه الطريقة بقلم محمد أكسم

فينبغى على كل إنسان يريد الدخول فى علاقة عاطفية أن يفرق جيداً  قبل البدأ فيها ما بين الحب والإعجاب وأن يتأكد من مشاعر الطرف الأخر لديه وأنه يبادله نفس المشاعر حتى لايحدث الصدام الكبير الذى يأتى  بعده العداء مباشرة ثم الإنتقام والطعن فى الأعراض والتشكيك فى الأخلاق.

علاوة على ذلك فأن الحب من طرف واحد يجعل صاحبه  يتألم فى صمت ويعيش فى معاناة قاسية وشقاء وعذاب للروح والجسد فلسعة الحب مؤلمة ومميته.

المزيد:الفن التشكيلي يجسد الواقع فى عمل فني..بقلم / محمد أكسم

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.