محمد التاجي في حوار شامل لأسرار المشاهير..” أرفض التطبيع ومفيش سينما ولامسرح ولهذا السبب رفضت أقول إني حفيد عبدالوارث عسر

حوار / حسام الأطير

ماهي أحدث مشاريعك الفنية ؟

إنتهيت مؤخرا من تصوير مسلسل ” عش الدبابير” من إخراج الاستاذ احمد خالد موسى ومسلسل” لحم غزال” من إخراج الاستاذ محمد أسامة وبطولة الفنانة غادة عبدالرازق والفنانة وفاء عامر وكوكبة من النجوم، وأيضا على وشك الإنتهاء من تصوير عمل مؤجل من العام الماضي بسبب كورونا ” تقاطع طرق” مع منى زكي ومحمد ممدوح تايسون ومحمد فراج وإخراج العبقري تامر محسن وهذا أول تعاون معه وسعيد جدا بهذا العمل والتعاون مع مخرج موهوب وعبقري فعلا .

ما أهم الأعمال الفنية التي تعتز بها؟

الحقيقة كثيرة جدا ، قلما أعمل مسلسل لمجرد   ( أكل العيش) ولإن عند إختياري للعمل أقوم بإختيار شيئ لا يقلل من رصيد محبتي عند الجمهور ولا يقلل من قيمتي عند الناس ، لأنه العمل في الفم بيكون الفنان كالذي يسير على سلك مشدود إما أن يقع في الفخ ويعمل أعمال غير جيدة و أو أن تحافظ على احترامك لدى الناس وثقة الجمهور فيك لأنه هذا ماسيتبقى للفنان في وجوده وما بعد رحيله.

أذكر لنا أهم المحطات الفنية  في حياتك ؟ 

في كثير من الأعمال التي أعتز بها والحقيقة منذ بداياتي كنت محظوظ جدا إني إشتركت في أعمال كبيرة مع مخرجين ونجوم كبار.
وأذكر أن أول مسلسل إشتركت فيه كان إسمه” خط عرض٤٣” من إخراج محمد فاضل وثاني مسلسل كان ” أديب” قصة الدكتور طه حسين مع المخرج يحي العلمي وتأليف محمد جلال عبدالقوي وكان أول عمل له وبطولة نور الشريف ونورا وأمينة رزق وصلاح السعدني عام ٨١، ومحطة البشاير طبعا لا أستطيع أن أغفلها ،هو وهى مع سعاد حسني الله يرحمها، والجوارح وبوابة الحلواني وزيزينيا والشارع الجديد ، الزيني بركات الخطيئة ونقطة ضعف للعدالة وجوه كثيرة ، يونس ولد فضة ، ولاد تسعة ، الشارع الجديد

والحقيقة أنني عملت مع محمد فاضل مسلسلات كثيرة منهاشخصية محروس في ولاد تسعة كان شخص شرير ولكني عملته بمزاج.

أيضا مسلسل أريد رجلا …حقق لي شعبية كبيرة خاصة مع النساء ومن أعز الأدوار إلى قلبي شخصية الخال عبدالسلام ومن بعد هذاالمسلسل أصبح الكل يطلق علي لقب ” الخال” .

وما هى الأدوار التي تحب أن تؤديها؟

أي عمل أرى أنه يترك بصمة لا أحب أن أمر فقط من أمام الكاميره ، شاركت بمشهد واحد فقط في مسلسل ” لا”قصة مصطفى أمين من إخراج المخرج يحي العلمي ، حيث فوجئت بالريجيسير يطرق باب منزلي وبيقولي إتفضل الأستاذ يحيى العلمي باعت ليك الورق تقرأه ، إذ بي أجد  مشهد واحد فقط في الحلقة الأخيرة ، اتصلت على الفور والمخرج يحيى العلمي وقولت له بلهجة عتاب( إيه دا يااستاذ يحيى حد قالك إني محتاج فلوس)  !!  فرد غاضبا إقرأ المشهد الأول وبعدين كلمني يا محمد .

وبالفعل بعد قرآة المشهدإتصلت به وقولت له     ( التصوير إمتى ياأستاذ) ؟؟

ولك أن تتخيل ذات مرة في عام ٢٠١٤ كنت أؤدي فريضة الحج ووجدت شخص من الحجاج ويذكرني بهذا المشهد وقالي رجعولك أرضك ولا عوضوك عنها..والصراحة ماكنتش واخد بالي هو بيتكلم عن إيه لأن المسلسل كان مر عليه أكثر من ٢٠ سنة .
أيضا عملت ” جبل الحلال ” مع محمود عبدالعزيز الله يرحمه.
الشاهد لو عملت مشهد واحد يترك بصمة عند الناس أفضل من دور لا يترك أثر لدى الناس .
النجوم بتوع اليومين الدول أصبحوا بيقيسوا المسلسل بعدد مشاهدهم وأذكر لك موقف مضحك مرة كنت مع ممثلة بتقولي إزاي فلان كلامه أكتر من كلامي في المشهد؟!
تخيل أن الأمور وصلت لهذا الحد !!

حدثني عن كواليس عمل مسلسل” البشاير”

الحقيقة من أفضل الأدوار التي قمت بها وكان مسلسل جميل جدا وكواليسه رائعة ، لم يجمعني بالفنان محمود عبدالعزيز سوى مشهد واحد، لكن مديحة كامل الله يرحمها كانت شخصية فوق العادة إنسانة راقية وخفيفة الظل وتدخل  اللوكيشن تضفي جوا من البهجة والسرور وتسأل على كل العاملين من أكبر فنان إلى أصغر عامل ، فكانت تتمتع بجمال خارجي وجمال داخلي أيضا.

وماذا عن الفنان نور الشريف الذي عملت معه في آخر الرجال المحترمين والمطارد؟

الله يرحمه نور الشريف كان لي معه حكايات كبيرة،يوم وفاته قولت أنا تيتمت مرتين، مرة عند وفاة أمي عام ٢٠٠٩ ومرة أخرى في ٢٠١٥ عند وفاة نور الشريف ، نور الشريف كان داعم لي في حياتي الفنية من أول يوم و إكتشف في شخصيتي أشياء لم أكن أكتشفها في نفسي كممثل، حيث إكتشف في شخصيتي خامة ممثل جيد ، كان أول عمل إشتركت فيه معه هو مسلسل ” أديب” وبعدها بعامين رشحني معه في فيلم ” آخر الرجال المحترمين” وعملت معه بعدها عدد من الأعمال غالبا ماكان هو الذي يرشحني فيها .
وعملت معه في فيلم المطارد وفيلم ” كلمة السر” وأذكر أنه في هذا الفيلم هو الذي بلغني بالدور قبل المخرج وعملت معه
“مسلسل إبن خلدون” وقمنا بتصويره في تونس وأيضا عملت معه في فيلم ” عفريت النهار” عام ١٩٩٧ وحصلت أنا وهو على جوائز من مهرجانات دولية حيث حصل هو على جائزة احسن ممثل أول وانا حصلت على جائزة أحسن ممثل ثاني .

وفي عام ٢٠١٠ أرسلت له رسالة عتاب وقولت له: ” وحشني التمثيل معاك من ١٣ سنة مااشتغلتش معاك” برغم أنني كنت في هذا الوقت مرتبط بأعمال كثيرة ، إتصل بي وقالي عندي ٢٠ مشهد في مسلسل الدالي ، قولت له ” موافق طبعا” طالما معاك لأن وحشني الوقوف أمام الكاميره معاك جدا وكان هذا آخر عمل جمعني به.

مشهد قتلك في فيلم المطارد من المشاهد الصعبة ..حدثني عن هذا المشهد وكواليسه؟

هذا المشهد قمنا بتصويره على مدار يوميين كل يوم ١٤ ساعة تصوير ، ويومها المخرج سمير سيف شرحلي المشهد وقال :
هيتم ضربك و يقلعوك هدومك ، قولت له أرجوك بلاش يقلعوني هدومي أنا تخين وجسمي مش حلو وممكن المشهد يتقلب ضحك، قال خلاص مش هيقلعوك الهدوم ، لكن آثناء التصوير شعرت بالغدر و نفذ سمير سيف خطته وعمل المشهد زي ماهو عايز وقلعوني هدومي ، وكان من أقوى المشاهد في الفيلم.
وأذكر إن الفنان نور الشريف قال لي ” إنت كده دخلت كلاسيكيات  السينما من خلال هذا المشهد “وكنت حينها أسكن في منزل والدي بوسط البلد وكان الفيلم يعرض في سينما ” راديو” كانت أذهب كل ليلة لمشاهدة الفيلم ومتابعة ردود فعل الجمهور .

شاركت في أعمال كبيرة بالمسرح والسينما والتلفزيون ..هل ترى أن الإنتاج الفني الآن تقلص وأصبح مقتصر على إنتاج المسلسلات فقط ؟

الإنتاج الفني تقلص حتى في المسلسلات وأصبح الإنتاج الدرامي لا يتعدى ال ١٥ مسلسل، كنا    قديما ننتج أكثر من ١٠٠ فيلم في العام الواحد أما الآن لم يعد لدينا أفلام ولا سينما ولا مسرح .
والمدهش أن عدد المهرجانات السينمائية والمسرحية أكثر من عدد الأفلام والمسرحيات التي يتم إنتاجها.
وهنا أسأل لماذا كل هذا الكم من المهرجانات ولا يوجد إنتاج فني ؟
لكن للأسف هذه المهرجانات لتكريم أشخاص وللأسف أيضا
أن من يتم تكريمهم ليس علاقة لهم بالمجال هم نجوم في مجالات أخرى فمثلا يتم تكريم ممثل سينما في مهرجان مسرح على أنه من رواد المسرح !!!
وأذكر في إحدى المهرجانات الخاصة بالمسرح تم تكريم أحد الأشخاص الذين ليس لهم علاقة بالمسرح لأنه كان بيمثل في مسرح الجامعة وقالوا خلال تكريمه ” نجم مسرح الجامعة”

ولماذا أغلب الفنانين الآن اتجهوا للدراما التلفزيونية؟

وهل يوجد مجال آخر للعمل فيه؟ للأسف لم يعد أمام أغلب الفنانين سوى العمل بالدراما التليفزيونية ، حتى مسرح الدولة للأسف لم يعد كما كان سابقا ، ولم يعد يقدم عروضا كبيرة كما كان يحدث قديما .

في رأيك عرض المسلسلات في رمضان أفضل أم في غير رمضان؟
في السنوات الأخيرة كانت كل الأعمال تقدم خصيصا للعرض خلال شهر مضان، ومنذ سنوات قليلة شاركت في عمل خارج السباق الرمضاني ونجح نجاح شديد جدا وهو مسلسل” أريد رجلا” وكان البداية لفكرة عدم ربط العرض الدرامي بشهر رمضان .
وأنا أرى أن عرض المسلسلات خارج شهر رمضان أفضل بالنسبة للمشاهدة ، فالمشاهد لا يتمكن من مشاهدة كل الأعمال خلال شهر واحد ، لاسيما أنه شهر في العام المفترض أن يتقرب الإنسان فيه إلى الله أكثر بالعبادة والطاعات والصلوات .

تجمعك صلة قرابة بالفنان الراحل عبد الوارث عسر فهل كان له دور في دخول مجال الفن؟

ليس صلة قرابة من بعيد أنا حفيد الفنان عبد الوارث هو والد أمي ،وشرف لي أن أكون حفيدا لهذا الفنان الكبير .

والحقيقة لم يكن له دور في دخولي الفن ولو كان له دور كنت أصبحت موجود في منطقة مختلفة تماما زي كل أولاد الفنانين ، هو لم يمنعني من دخول مجال التمثيل ولكن حذرني بشدة أن أقول إني حفيده لكي أعمل ، وحذرني من استغلال إسمه عند المنتجين والمخرجين للتمثيل، وقالي لو عملت غير كده سيكون لي تصرف آخر معاك، فهو رحمه الله كان شخصيته عصبية و قوية وكنا نهابه ونحترم كلمته .
وبالفعل لم أذكر طيلة فترة حياته أنني حفيده حتى وفاته عام ٨٢ وإعتمدت على نفسي و إشتغلت بمجهودي حتى وجدت الناس تناديني ذات يوم ب ” سعيد” وهي الشخصية التي قدمتها في مسلسل البشاير وكان ذلك عام ٨٦ أي بعد وفاة جدي عبدالوراث عسر ب أربع سنوات وقتها بدأت أقول إني حفيد عبد الوارث عسر.

ما رأيك في التطبيع الثقافي مع إسرائيل؟

لا تطبيع ثقافي ولاتطبيع شعبي ولا أي نوع من التطبيع مع إسرائيل أنا غير موافق ولا معترف بهذا الموضوع إطلاقا ، إحنا عملنا سلام مع اسرائيل أيام الزعيم الراحل أنور السادات من أجل إسترداد أرضنا المحتلة وتحرير سيناء لكن لم يطلب منا كشعب أنا نطبع مع إسرائيل أو نكون اصدقاء لهم ومن الصعب جدا أن يصبح بيننا وبينهم صداقة في يوم الأيام لأن بيننا وبينهم دماء وشهداء وأسرى كانوا بيدفنوهم أحياء و أطفال ابرياء أستشهدوا في مدرسة بحر البقر .

ولن أفكر يوما أن أذهب إلى إسرائيل أو إلى القدس إلا إذا تحررت وأصبحت تابعة لفلسطين ، هذا لو أعطاني الله العمر وتحررت القدس في حياتي .

اللي كانوا بيشتموا السادات زمان الآن بيجلسوا مع إسرائيل وأقاموا تطبيع وعلاقات طبيعية معها وبرغم ذلك مازالوا بيشتموه حتى الآن .

إنزل الشارع وإسأل أي مواطن عن رأيه في التطبيع سيجاوبك بالرفض القاطع لأن بيننا وبينهم دماء ، لهم عندنا سفارة ولنا عندهم سفارة لتنسيق العلاقات السياسية فقط
أما على المستوى الشعبي والإجتماعي والثقافي لا يمكن أن يحدث تطبيع معهم .

أكره العمل في السياسة ولم أتخيل نفسي مطلقا أعمل بها فلا أتخيل كيف يكون عدوي بالأمس صديقي اليوم والعكس صحيح لا أجيد هذا الأمر ولا أحبه .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.