محمد رشدى وتفاصيل أخطر ليلة عاشها في حياته .. فنانة شهيرة فدته بحياتها

 

محمد رشدى فنان شعبي شهير حقق نجاحات مدوية في حقبتى الستينات والسبعينات من القرن الماضي .
فقد عشقنا جميعا صوته وظللنا نردد أغانيه الجميلة التى لاتزال تعيش بيننا حتى اليوم وتتناولها الأجيال .

حكاية فنية حزينة تكتبها / غادة العليمى

ومالا يعرفه الكثيرين أن هناك فنانة هى نادية فهمى كتب لها القدر أن يختارها الموت بدلا من محمد رشدى لتلقى حتفها مكانه ويتشبث بعدها رشدى بأمل ان تحدث معجزة طبية تحمية من بتر ساقه.
ليست كل الحكايات الفنية جميلة كزمنها الجميل ولكنها حياة فيها الحلو والمر والمؤلم والمفرح ولكن لان ما ينقل منها غالبا مبهج يوحى بالبراءة والطيبة والجمال من زمن جميل قد يظن البعض ان كل حكاية فنية من الزمن الجميل لابد وان تكون جميلة مبهجة
ولكن حكاياتنا لهذا اليوم حكاية حزينة مثيرة تحمل فى طياتها كثير من العبر والتعجب من الاقدار بطلتها فنانة مغمورة ونجم شعبى محبوب
نادية فهمي مطربة مصرية مغمورة ذهبت لإحياء حفلة غنائية ولم تعود وكتبت الصحف وقتها إنها “ماتت بدل محمد رشدي” فما هى قصتها.

حكاية نادية فهمى

نادية بعد ما انتهت الحفلة اللي شاركت فيها فى فايد وفى طريق العودة إلى القاهرة طلب سواق الأتوبيس من مجموعة الفنانين اللي راكبين معاه إنه يتوقف لدقائق عند “الرست” علشان يصلح فردة الكاوتش.

وقفت العربية ونزل السواق يصلح الكاوتش وفضل الفنانين الموجودين فى الأتوبيس ومنهم محمد رشدي ومحمد أحمد المصري والراقصة سلوي المسيري وغيرهم يضحكوا ويهزروا علشان يقتلوا الوقت.

اقرأ ايضا: الأهلي يحدد مصيره اليوم أمام بورتو البرتغالي .. تعرف على موعد المباراة

وحدها المطربة نادية فهمي ظلت صامته لأنها فضلت أنها تنام
بعد ما انتهى السواق من تصليح الكاوتش تحركت السيارة على الطريق الصحراوي وفجأة ظهر لوري ضخم محمل أنابيب بوتجاز فارغة واصطدم بالأتوبيس من الجنب دمره.
لدرجة إن اللي راكبين الأتوبيس طاروا منه وبدأ الكل يصرخ عدا نادية فهمي التي كانت أول ضحية للحادثة وصمتت للأبد

إكتشاف الحادث

بعد مرور حوالي ساعة على الحادثة مر تاكسي على المكان وجري سواق التاكسي بسرعة إلى اقرب نقطة أمنية ليبلغه بالحادث والنقطة بعتت كونستابل مزود باللاسلكي والكونستابل بلغ الإسعاف وجاءت اخيرا الإسعاف نقلت الكل إلى مستشفى الدمرداش لعلاج المصابين ومنهم الراقصة سلوى المسيري اللي خضعت لجراحة بتر وبعد فترة توفت ولحقت بنادية فهمي.

اقرأ ايضا: بعد عقاري حدائق القبة.. انهيار عقار من 3 طوابق في شبرا مصر

مانشر بالصحف عن الحادثه

نشرت مجلة الكواكب الحادث وقتها وذكرت إن نادية قبل السفر حضر إليها متعهد حفلات يطلب منها إن تسافر معه إلى شبين الكوم تحيي حفلة هناك لكنها اعتذرت لأنها متربطة بحفلة فايد.

وحتى يوم السفر كان المفروض الأتوبيس اللي هينقلها من القاهرة يجي الساعة 2 ولما اتأخر رجعت البيت وقالت “خلاص مش هسافر”.. لكن الأتوبيس جه الساعة 5 واعتذروا لها فقررت إنها تسافر.

عباس فهمي جوز نادية قال للكواكب إنها هى اللي كانت بتتولى مصاريف البيت بعد ما ضاقت بيه سبل الحياة وإنها كانت الأمل لاخواتها ولأمها وإنه فى نفس اللحظة اللي وصل فيها خبر وفاتها كان ساعي البريد بيسلمهم جواب من الإذاعة علشان تروح نادية تسجل أغنية جديدة بعد ما تم اعتبارها من مطربات المتميزات ولكن القدر لم يمهلها تخطو نحو البريق والوهج والشهرة.

من ناحيته كشف محمد رشدي عن كواليس الرحلة وقال إنه كان جالس مكان نادية فهمي قبل الحادثة وانتقل لكرسي اخى لكى تُكتب له النجاة ويولد بعمر جديد.

ماذا قال محمد رشدى

تحدث رشدي إلى الكواكب فى التحقيق الذى نشر وقتها وقيل على لسانه أنه، “مع الخيوط الأولى من الفجر وبعد ليلة مضنية من العمل استقلت مجموعة الفنانين نفس السيارة بنفس السائق النائم المرهق والذي سيقطع المسافة للمرة الثالثة في نفس اليوم وبدأت رحلة الليل المنهكة مع الرابعة صباحا.

أخذت مكاني إلى جوار نادية فهمي في المقعد الأول إلى اليسار خلف السائق مباشرة وبدأت السيارة تقطع الطريق الملتوي عبر الصحراء ما بين السويس والقاهرة حتى وصلت إلى الرست في منتصف الطريق تقريبا وهبط الفنانين للراحة ولاستنشاق شيء من الهواء وللتزود ببعض المأكولات والمشروبات.

وأخذت نجيب السلحدار متعهد الحفل إلى جانب من الطريق وطلبت منه ما بقي لي من أجر فأعطاني خمسة جنيهات ضفتها إلى جنيهين كانا كل ما أملك في هذا الوقت.

واحتوتنا العربة من جديد لنبدأ الرحلة المضنية مرة أخرى ولكنني وجدت نادية فهمي وقد استسلمت للنوم واستلقت على طول المقعد الذي كنت أجلس إلى جوارها فيه ووجدت مكانا في المقعد التالي إلى جوار سلوى المسيري التي جلست بجانب الشباك طلبا لشيء من هواء في تلك الليلة الحارة من شهر مايو وحدثت الحادثة ولعب القدر.

لعبة محكمة لا أجد لها تفسيرا حتى الآن ولا يمكن أن يرسم خيوطها بهذه الدقة والبراعة سوى الخالق العظيم لماذا نامت نادية فهمي حتى لا تترك لي مكانا بجوارها؟
ولماذا جلست سلوى المسيري إلى جوار الشباك لأجلس أنا في الجانب الاخر؟
لا أدري .. لا أدري سر ذلك الإعجاز الإلهي الذي يربطني دائما بدرع غريب من القدر الذي يعترض طريقي في الوقت المناسب تماما ليفعل بي ما لم يكن ليخطر على بالي.

 

لقد انطلقت السيارة من حيث توقفت للراحة.. ولم تكن تمضي 10 أو 15 دقيقة على الأكثر حتى فوجئنا بشيء مدوي مزق سكون الليل بدا لي معها أن كوكبا قد ارتطم بالأرض ولم أشعر بعدها بشيء على الإطلاق.
حدث كل شيء في جزء من الثانية كانت لحظة خارج الزمن لا يمكن أن تُحسب أو يحس فيها الإنسان بشيء وهو يصطدم بالموت بكل عنف وجبروت
وقع حادث مروع للسيارة على الطريق الضيق عبر الصحراء حيث اصطدمت بسيارة ضخمة محملة بالبوتاجاز وكان الليل والموت في هذه الصحراء الموحشة شيئا مروعا.

ومع لحظة الذهول القاتلة وجدت نفسي وأنا أصرخ في وسط الأصوات المتألمة والصيحات العالية المستغيثة وأنا أقبض على الجانب الأيسر من وجهي الذي وجدت لحمه يتساقط متهتكا بين أصابعي والدم يتفجر من الشرايين الممزقة بينما الآلام المبرحة تتصاعد من عيني التي أحسست أنني فقدتها بالفعل
ومع أول بادرة للحركة بعد لحظه الذهول اكتشفت عجزي التام حين لم أجد ساقي بجانبي ولم أشعر بها ووجدتني أقبض عليها بيدي الأخرى في تشبث مستميت
واكتشفت أنها قد انقسمت .. تهشمت عظامها تماما.. ولم يعد يربطها بجسدي سوى الجلد وأخذت أزحف وسط الحطام
إنها الدقائق التي يحس فيها الإنسان بالقوة وحلاوة الحياه قبل الموت مباشرة
واقتربت من الرمال إلى جوار الطريق وسط صرخات الجرحى التي كانت تعلو حتى السماء وأطبقت المأساة على قلبي حين وجدت إلى جانبي نادية فهمي جثة مشوهة وسط الحطام وارتفعت الآلام في جراحي فوق ما يحتملها جسد بشري
ومرت الأيام أمامي بين لحظة الموت والحياة ورأيت نفسي إنسانا مشوه الوجه
فاقدا لعينه وساقه فاقدا لحياته ولفنه
فى لحظه الألم المروعة تلك والمستقبل المظلم مع العجز بكيت وألقيت بنفسي على قدم عسكري الحدود وأنا أتوسل إليه أن ينهي عني البقية الباقية مني ويخلصني من العذاب

معجزة اخرى منحها القدر لرشدى

و فى المستشفى كان ينتظر رشدى خبر اخر مخيف ومريع قرر الإطباء بتر رجله
لكن واحد من قال “نستنى يومين تلاتة يمكن المعجزة تحصل ومتحصلش مضاعفات لرشدي”
وفعلا حصلت المعجزة زي ما قال والتئمت عظام الساق .