محمد رياض يفتح بوابة التغيير المسرحى… وجلسات الفكر ترسم الطريق 

 محمد رياض يفتح بوابة التغيير المسرحى… وجلسات الفكر ترسم الطريق 

تقرير_أمجد زاهر

في مشهد ثقافي مفعم بالحيوية الفكرية، شهد المجلس الأعلى للثقافة انطلاق أولى جلسات المحور الفكري المصاحب لفعاليات الدورة الثامنة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري، التي تُقام هذا العام تحت شعار “المهرجان القومي للمسرح في كل مصر”، برعاية وزارة الثقافة برئاسة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وإشراف الفنان محمد رياض رئيس المهرجان، والمخرج عادل عبده مديره.

محمد رياض يفتح بوابة التغيير المسرحى... وجلسات الفكر ترسم الطريق 
محمد رياض يفتح بوابة التغيير المسرحى… وجلسات الفكر ترسم الطريق

محمد رياض: “جيل الشباب هو طاقة المسرح القادمة”

في كلمته الافتتاحية، أكد الفنان محمد رياض أن المهرجان لا يكتفي بعروضه الفنية، بل يسعى إلى خلق حراك مسرحي شامل يعيد الجمهور إلى قاعات العرض، مشددًا على أن جيل الشباب سيكون القوة المحركة لتحولات الوعي المسرحي والجمالي، من خلال مشاركاتهم الواعية في الكتابة، والإخراج، والتلقي النقدي.

 الجلسة الأولى: التغيرات الاجتماعية وأثرها على أشكال التعبير المسرحي

أدار الجلسة الأولى الدكتور محمد دوير، وقدّم فيها مداخلة تأسيسية حول علاقة المسرح بهوية المجتمع، مؤكدًا أن طرح سؤال “من نحن؟” يُعد بوابة لفهم المسرح داخل السياق المصري. ولفت إلى أن التحولات الطبقية والثقافية فرضت على المسرح أنماطًا جديدة من التعبير، ابتعدت عن النمط الكلاسيكي، واقتربت أكثر من تجريب يخاطب الواقع الجديد.

في ورقته البحثية “الوعي الجمالي للمسرح المصري في مائة عام”، استعرض الدكتور سيد علي إسماعيل نشأة المسرح المصري منذ 1868 حتى 1968، مشيرًا إلى أن الخديوي إسماعيل لعب دورًا محوريًا في دعم المسرح واستخدامه كأداة لتعزيز اللغة العربية. وأبرز إسماعيل العصر الذهبي للمسرح بعد ثورة 1952، حين ازدهرت التجارب الاحترافية بفضل نشأة معهد الفنون المسرحية، وروّاد كـ يوسف وهبي وزكي طليمات.

أما الدكتور محمد زعيمة، فتناول العلاقة بين المسرح والتحولات السياسية والتكنولوجية، مشيرًا إلى تأثير مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في تحديث أدوات النقد والتلقي، ولفت إلى أثر الطبقة المتوسطة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كركيزة لجمهور المسرح، والذي تآكل بفعل الهجرات الداخلية والتغيرات الاقتصادية، ما انعكس على شكل العروض وتكوين جمهورها.

محمد رياض يفتح بوابة التغيير المسرحى... وجلسات الفكر ترسم الطريق 
محمد رياض يفتح بوابة التغيير المسرحى… وجلسات الفكر ترسم الطريق

 الجلسة الثانية: التوجه المؤسسي ودوره في تشكيل الذوق المسرحي العام

الكاتب عماد مطاوع أدار جلسة ثانية أكثر عمقًا حول دور المؤسسات الثقافية في تشكيل الذوق العام. تحدث خلالها المخرج أشرف عزب عن التحولات في السياسات الثقافية منذ الستينيات، مشيرًا إلى تراجع الدعم المؤسسي للفرق التراثية، مثل فرقة رضا التي تقلص عدد أعضائها من 200 إلى 12 فنانًا فقط، داعيًا لإعادة الاعتبار لهذه الفرق بوصفها جسورًا للهوية الوطنية.

أما الكاتبة رشا عبد المنعم فقدمت شهادة حية من قلب البيت الفني للمسرح، موضحة التحديات الإدارية والبنيوية التي يواجهها، مقارنة بحيوية الفرق المستقلة التي نجحت، رغم ضعف التمويل، في تقديم عروض مبتكرة كسرت التوقعات الشكلية والتقليدية.

ومن جهته، تحدث المخرج محمد الطايع، مدير نوادي المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة، عن فلسفة الإنتاج في الثقافة الجماهيرية، مشيدًا بقدرة نوادي المسرح على إنتاج ما بين 155 إلى 350 عرضًا سنويًا، رغم ضعف التمويل. وأكد أن الهيئة لا تتدخل في المحتوى، ما يتيح حرية تعبير واسعة تنعكس على تنوع الأعمال المسرحية المعروضة.

جدول ممتد حتى 29 يوليو… والتكامل بين الفكر والممارسة

يستمر المحور الفكري حتى 29 يوليو 2025، ويضم أحد عشر لقاءً فنيًا وفكريًا تتناول موضوعات دقيقة مثل تحولات العرض المسرحي، جماليات الجسد، الإنتاج المسرحي، النقد المسرحي، والذكاء الاصطناعي في المسرح. كما يُختتم المحور بندوات لتكريم رموز المسرح المصري، في مزج واعٍ بين التنظير والتكريم والممارسة.

بهذا البرنامج المتكامل، يثبت المهرجان القومي للمسرح المصري أنه منصة جامعة للمسرحيين، تجمع بين العروض الحية والتفكير النقدي، في مسعى حقيقي لترسيخ المسرح كقوة ناعمة قادرة على تشكيل وعي الأمة.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.