محمد سلطان..وآلة الزمان.!؟
محمد سلطان..وآلة الزمان.!؟
كتب/ أسامة سمير
كتابة السير الذاتيه تحتاج عملا موسوعيا موثقا يستدعي الكثير من البحث والدرس والتقصي والإبداع .
وقبل كل هذا تحتاج الإحساس بصاحب السيره .
والإنصهار في وجدان أعماله .فما بالنا إذا كان تقديم هذه السيره لموسيقار يحمل مسيرة فنيه تخطت النصف قرن .
ملأها وهجا وإبداعا وحملت تاريخ وطن عظيم بحجم مصر .
إنه عملاق الموسيقي الموسيقار الكبير الأستاذ محمد سلطان..
لقد وضع بين يدي حملا ثقيلا شرفني ضمه وأرقني حمله.. إجتهدت فيه لفترة طويله إستدعيث خلالها عشقي له ولألحانه منذ صغري ثم عايشته لسنوات عده في منزله وخارجه وأطلعني علي أدق التفاصيل والتي طلب في معظمها عدم البوح بها حفاظا علي أصحابها .
واكتشفت خلال هذه المعايشه أنني أمام إنسان يحمل في قلبه كل الرقه وسمو الأخلاق ودماثة الروح والخلق
وكان طبيعيا أن ينأي بإبداعه وينزوى عن هذا الزمان الذي نعيشه . فكيف به يتواجد وسط هذا الضجيج الموسيقي
من أثري مشاعرنا بروائع النغمات وأحلي الألحان ..
فجوة زمنيه أدخلتني إليها آلة زمان محمد سلطان
إرتفعت خلالها لأجلس محل العندليب عبدالحليم حافظ
وهو يحدثني عن أغنية ” أحلي طريق “
وشاهدت” موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب “وهو يحمله إلي مأواه الأخير وينزله إلي قبره .
وحظيت بوقع أنفاس عشق عمره “كروان الشرق فايزه أحمد” في كل ركن من أركان المنزل وبكيت معه وهو يروي كلماتها الأخيره له في لحظات وفاتها .
لقد سموت بين أروقة عظماء جيله.وعظمته.
إنها قطع من الماس والمجوهرات الثمينه لا أمتلكها ولاأستطيع الإقتراب منها أو لمسها..
أستمتع يها وبيني وبينها حواجز كبيره.
لكني ألمح بريقها وأستشعر جمالها .
هكذا كانت بالنسبة لي ألحان الأستاذ الموسيقار الكبير محمد سلطان . قبل تجربة العمل في برنامج” سلطان زمانه “. هذا العمل الدرامي البرامجي الوثائقي الذي وضعه بين أيدينا انا وباقي أفراد فريق العمل المبدع الواعي .الإعلامي القدير “محمود حسن” والمخرج الرائع” وليد جنيدى”
.
لتتحول قطع الماس واللآلئ إلي كنوز تحيط بي وتتملكني أراها عن قرب واتلمسها بين يدى .وأنا من علي أن أرتبها وأعيد صياغتها حسب رؤيتي وإحساسي وأن أبدع في وصفها وتصنيفها وأن أستدعي أمهر الصناع ليتحدثوا عن سحرها وإبهارها.
فجأه بدون مقدمات أصبحت جزءا من هذا الكنز وانصهرت في هذا الكيان من الإبداع وحلقت علي” وش القمر”
و بدأت” دنيا جديده “عبرت خلالها ” المسافات “لقلب سلطان الأستاذ والأب والمعلم .
وبرزت فكرة ربط لآلئ إبداعه . أعماله وأغانيه بمشوار حياته لأقول للمشاهدين
“خليكو شاهدين “أن كل” نقطة ضعف” في نفسي تحولت إلي قوه و فتحت أمامي “أحلي طريق”
بفضل آلة زمان سلطان زمانه.
لنقدم في النهايه وثيقه خالده لكل الأجيال القادمه ترصد وتشهد علي عظمة الفن والإبداع المصرى الحقيقي وليبقي إسم الأستاذ” محمد سلطان” علامة مضيئه متوهجه فارقة خالده في تاريخ الفن العربي الأصيل.
رحم الله فقيدنا الغالي.