محمد شرف…إِفيه صغير بدرجة فنان قدير
لم يلتقط الوسط الفني أنفاسه بعد خبر وفاة الفنانة هياتم حتى فوجئ بخبر وفاة الفنان الكوميدي الراحل محمد شرف، لينزل عليه الخبر كالصاعقة فتُخيم حالة من الحزن والأسى على وجوه محبي ذلك المبدع، الذي تمكن في كل دور من أدواره من رسم إبتسامة عريضة على وجه كل من شاهده حتى وإن حُصر دوره خلال مشهد او مشهدين، لكن عبق تمثيله ترك من البصمات ما لا يُنسى مهما طالت به الأزمان، تاركاً لنا تلك الأعمال بعد أن رحل عن عالمنا اليوم الجمعة عن عمر يناهز 55 عامًا، ليغادر عالمنا ويترك بصماته على الأعمال الفنية التي شارك فيها، وميزها بـ إفيهاته التي لا تنسى.
ورغم صغر حجم أدواره التي شارك بها إلا أن تلك الأدوار تركت لدى المشاهدين ما لم يستطع فنان صاحب بطولة مطلقة أن يتركه، فهو بطل أدواره، صاحب بهجة خاصة في كل إفيه قاله،
ولعل أبرز الإفيهات التي اشتهر بها محمد شرف، حينما شارك بدور مميز بالرغم من صغر حجمه، في فيلم “زكي شان” للفنان أحمد حلمي، إذ جسد شرف دور مجرم وظهر بمشهدين فقط.
وجسد شرف في فيلم زكي شان دور المجرم الذي استعان به الفنان حسن حسني لترويع ابنه زكي (أحمد حلمي) ليجعله يترك مهنة البودي جارد، لكن يخبره شرف أنه اتجه لعالم المخدرات وترك السرقة، فيحاول حسن حسني اقناعه بالعودة المؤقته، ليرد شرف بجملته الشهيرة: “طالما دخلت عالم المخدرات لازم أعد فيه سنة وبعدين أحول”.
كما ظهر في فيلم “ظرف طارق” للفنان أحمد حلمي أيضا ً، في المشهد الشهير وهو يتابع مباراة لمنتخب مصر ويتحمس بعد دخول هدف في مرمى المنتخب، ليستغرب كل من حلمي ومجدي كامل، فيسألانه: “انت بتشجع ايه”، ليرد شرف قائلًا: “حد مصري هيشجع ايه؟ … نيجيريا طبعًا”.
ليشارك الفنان محمد هنيدي في فيلم “عسكر في المعسكر” حيث ظهر محمد شرف في دور المسجون الذي يصطحبه المجند خضر (هنيدي) لحضور أحد الأفراح العائلية له، وبمجرد دخولهما الحارة التي يسكن فيها يندفع شرف نحو حبيبته التي يلومها على بعض أفعالها، فتقول جملتها الشهيرة: “والنعمة ما أنا ده أختي منى”.
إضافةً إلى دوره في فيلم “مستر أند مسز عويس” للفنان حمادة هلال، حيث جسد محمد شرف دور مأذون الجبل الذي ينظر نظرة إعجاب لإحدى المدعوات، فيخاطبها شرف قائلًا: “قولي ورايا يا بنتي .. قبلت الزواج من المأذون”.
لتنتهي أخيراً مسيرة محمد شرف اليوم، الذي بدأ المعاناة العام الماضي مع مرض القلب ليدخل على أثره إلى غرفة العناية المركزة بأحد مستشفيات الأسكندرية، قبل أن يرحل عن عالمنا عن عمر يناهز 55 عاماً بعد صراع مع المرض.