محمد عبدالقدوس يكتب في ذكرى والده الكاتب الكبير / أبي إحسان عبدالقدوس : أحبك

محمد عبدالقدوس يكتب في ذكرى والده الكاتب الكبير / أبي إحسان عبدالقدوس : أحبك

53AD556E-713E-4CE2-82C1-14D0770EE23A
محمد عبدالقدوس

محمد عبدالقدوس .. ثلاثون عاما مرت.. وأنت بعيد عني.. هناك في الحياة الآخرة.
كنت أود وأنا أكتب إليك أن أكسر كل قواعد

الكتابة.. فلا أكتب في المقال كله إلا كلمة واحدة.. أحبك.. أحبك.. أحبك.. أحبك.
حاضر يا بابا.. سأتوقف عن ترديد هذه

الكلمة كتابة، وأحتفظ بها لقلبي.. قالوا أن نسيان الأموات نعمة.. وإلا أصيب الإنسان بحالة إكتئاب مستمرة، والحمد لله يا أحب

الناس قهرت الزمن والنسيان ولم أصب بهذه النعمة! وأشكر ربي ثانية أنه أختارك إلى جواره دون أن يجعلك تتعذب كثيرا بالمرض..

فأنت رقيق حساس لا تتحمل الألم.. لكنني إشتقت إليك.. أحبك.. أحبك.. حاضر سأمسك نفسي يا بابا حتى يتوازن ما أكتبه..

هل تعلم يا حبي الكبير أنك أديت لي خدمة جليلة حتى بعد وفاتك..

قال العلماء: “تذكر الآخرة يجعل الإنسان لا يتكالب على الدنيا”، نصحوا بزيارة القبور

فهي ترقق القلوب.. وبرحيلك يا أحب الناس أصبحت أفكر كثيرا في الآخرة حيث توجد.. أعمل في الدنيا ، وأفكر في الحياة الأخرى

التي تنتظرني بعد رحيلي من هذه الأرض.. إنني لست خائفا منها.. يكفيني أنني سأكون معك.. من المؤكد أنني لن أذهب إلى

عدم.. فقط ستحرر روحي من قيود جسدي لتنطلق حرة في عالم جديد.. عندي شعور يا

أبي أنك مستريح هناك.. فالله غفور رحيم.. والدنيا مقارنة بالحياة الأبدية لا تساوي كثيرا.. فشكرا يا بابا أنك أكدت لي هذه

الحقيقة التي تعلمتها من ديني.. الحياة مشاغل، وكثيرا ما كنت أنسى في زحامها

الحياة الأبدية ، برحيلك أنت وأمي وكل الأحباب أصبحت أكثر أهتماما بالآخرة.. لن

أنسى لك هذا الجميل.. يضاف إلى أفضالك الكثيرة التي طوقت بها عنقي.
أحبك.. أحبك.. ولن أنساك أبدا.

أبنك المخلص المحب لك دوما
محمد عبدالقدوس

إحسان عبد القدوس ١ يناير ١٩١٩ – ١٢ يناير ١٩٩٠ ،

هو كاتب وروائي مصري. يعتبر من أوائل الروائيين العرب الذين تناولوا في قصصهم الحب البعيد عن العذرية وتحولت أغلب قصصه إلى أفلام سينمائية. ويمثل أدب إحسان عبد القدوس نقلة نوعية متميزة في الرواية العربية، إذ نجح في الخروج من المحلية إلى حيز العالمية وترجمت معظم رواياته إلى لغات أجنبية متعددة

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.