محمود المليجى: الأسطورة التى أعادت تشكيل الشر فى السينما المصرية
محمود المليجى: الأسطورة التي أعادت تشكيل الشر فى السينما المصرية
تقرير_أمجد زاهر
في الذكرى السنوية لرحيل “شرير السينما المصرية”، نستعيد ذكرى الفنان العظيم محمود المليجي، الذي أثرى الفن السابع بأكثر من 750 عملاً فنيًا، وترك بصمة لا تُمحى في ذاكرة السينما بـ21 فيلمًا ضمن قائمة الأفضل.
المليجي وشوقي: ثنائي الفن الخالد
كوّن المليجي مع العملاق فريد شوقي ثنائيًا فنيًا متميزًا، حيث أبدعا في أعمال لا تُنسى مثل “أبو الدهب” و”الفتوة” و”رصيف نمرة خمسة”.
وقد وصفه شوقي بأنه كان شخصًا طيبًا ومنطويًا وخجولًا بشكل كبير، بالرغم من أدوار الشر التي قدمها، مؤكدًا أنه فنان لا يعوض ولا يستطيع أحد منافسته.
المليجي: الشرير الذي أحبه الجميع
برع المليجي في تقديم شخصيات مؤثرة، وكان بارعًا في أداء أدوار الشر لدرجة أن المشاهد يتخيل أنه شرير في الحقيقة،
كما في “أمير الانتقام”. ولكنه برع أيضًا في أدوار الخير ومعاناة الفلاح المصري الذي جسده في دور محمد أبو سويلم في “الأرض”.
اقرأ أيضا: أمجد زاهر يكتب”السرب”:السينما المصرية فى مواجهة الإرهاب
بدايات المليجي: من الكواليس إلى الأضواء
بدأ المليجي حياته الفنية في بداية القرن الماضي، وانضم إلى فرقة الفنانة فاطمة رشدي، حيث كان يؤدي الأدوار الصغيرة. ونجح في إثبات موهبته التمثيلية، وتم ترشيحه لبطولة فيلم “الزواج على الطريقة الحديثة”.
وعلى الرغم من فشل الفيلم، إلا أنه لم يستسلم وانضم إلى فرقة رمسيس الشهيرة، حيث عمل فيها ابتداءً في وظيفة ملقن براتب قدره 9 جنيهات مصرية.
الرحيل الأخير: مشهد الموت الذي لم ينتهِ
توفي المليجي أثناء تصوير فيلم “أيوب”، وتحديدًا في مشهد الموت، في لحظة فنية مؤثرة تجسد الاندماج بين الحياة والفن.
كشف المخرج هاني لاشين كواليس وفاة المليجي، حيث قال: “كان يجلس يستعد بالمكياج وطلب قهوة، وأدى مشهده ببراعة، حيث خفض رأسه كأنه نائم وأصدر صوت شخير، ولكنه كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة بالفعل”.
في هذه الذكرى، نحتفي بمحمود المليجي، الفنان الذي لا يعوض، والذي أثرى السينما المصرية بأعماله الفنية الرائعة وشخصياته الخالدة التي ستظل حية في قلوب المشاهدين لأجيال.
فقد كان المليجي أكثر من مجرد ممثل؛ كان فنانًا استثنائيًا أعاد تشكيل مفهوم الشر في السينما المصرية، وترك إرثًا يُحتذى به في عالم الفن.
