محمود المليجي الشرير حينما يبدع في شخصية الشاب العاطفي .. أما أنا مهما جري

محمود المليجي الشرير حينما يبدع في شخصية الشاب العاطفي .. أما أنا مهما جري

 

 

محمود المليجي.. في ليلة من ليالي الشتاء ولد في حي المغربلين العتيق، المجاور للحلمية الجديدة التي شهدت طفولته وشبابه.
وككل شباب الحي التحق بمدرسة الخديوية، وهي من أعرق المدارس في بدايات القرن المنصرم .

 

بقلم / الإذاعية الكبيرة أمال علام

 

المسرح المدرسي كان شئيا مهما في المدارس لوقت ليس بالبعيد.
رائد المسرح العربي عزيز عيد تولي تدريب الطلبة علي العروض المسرحية في المدرسة لانهم كان يعتبرونه شئيا مهما، وبالرغم ملاصقته له المستمرة كشاب يهوي التمثيل لم يسند له اي دور!!
ويقول الفنان العبقري محمود المليجي كان دائما يقول لي :
إنت مش ممثل.. روح دوّر على شـغلـة ثانية غير التمثيل.
عزيز عيد كان قاسياً حتي لو كان الهدف أنه يحميه من الغرور.. قليل من التشجيع مطلوب.

 

المليجي لم يكن شكله عاطفي

 

فرضت عليه ملامحه ادوار الشر، عينيه ونبرة الصوت في شبابه ويبدو انه استمرأ دور الشرير.
المشهد الوحيد الذي كان فيه جان، وغنت له ليلي مراد غنوة من اجمل أغنيات فيلم “غزل البنات” بالرغم من ان الفيلم به مجموعة أغنيات رائعة، لكن هذه الأغنية هي الأعلي، لحنا وكلمات وغناءاً

 

ماليش أمل في الدنيا

 

هذا الأسم لم أشعر يوما إنه جاذب وبفضل ( اما انا مهما جري) لانه معبر عن فحوي الأغنية، التي أبدع فيها حسين السيد عن الحب من غير هدف ، الا أن تري الحبيب متهني،
وهتفضل علي عهدها مهما حدث “حاجة في العذاب والقهر ”
عبدالوهاب بدا بالكمان وعاش معها الحب الافلاطوني اللي مش موجود إلا في الخيال، وأنور وجدي رسم لوحة لطيفة برقص التانجو بين ليلي مراد والمليجي “الذي لم يكن رومانسياً بالمرة” بالرغم من حالة الوله التي تغني بها ليلي مراد خاصة وهي تقول:

 

وان غبت يوم ولا سنه
هافضل انا برضه انا
عندى من الايام ايام اقدر اصورها ف بالى “تعبير رائع من الأيام ..ايام .. ومن الأحلام ..أحلام”
و عندى من الاحلام احلام هافضل اعيشها ف خيالى
و اللى انتا شايفه ف عينيا صورة هواك
علشان لو الشوق فاض بيا
هنده عليك و اقدر اشوفك
اما انا مهما جرا
هافضل اصون عهد الهوا
و ان غبت يوم وللا سنه
هافضل انا برضه انا
بالرغم من أنه كان الحبيب المنشود في هذه الأغنية، لكن لم أحسه كحبيب أو جان .. حتي لو كان بيخدعها.

 

مرحلة النضوج الفني للمليجي

محمود المليجي
محمود المليجي

كانت مع يوسف شاهين في حالة ابداعية اخري، ليفتح له افاقاً مختلفة بعدما بلغ الستين من عمره، فيلم ( الأرض) محمد أبوسويلم ” كنا رجالة ووقفنا وقفة رجاله”.. والاختيار والعصفور وعودة الابن الضال .
يوسف شاهين قال عنه كان يمثل ادواره بتلقائية وبخاف من نظرة عينيه امام الكاميرا .

 

المشهد الاخير في حياة اي انسان هي جزء لا يتجزأ من فيلم حياته، لذلك كان رحيل المليجي دراميا..
رحل وهو يمثل مشهداً للموت في فيلم “أيوب” يرحل في نفس اللحظة وينقلب التمثيل إلي حقيقة..

خواطر بمناسبة عيد ميلاد الفنان الكبير محمود المليجي 22 ديسمبر 1910..

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.