محمود حميدة الوجه الهادئ للشر المُطلق و مسلسل ولاد الشمس

محمود حميدة الوجه الهادئ للشر المُطلق و مسلسل ولاد الشمس

 

 

محمود حميدة في ولاد الشمس شر ناعم بلمسة عبقرية .. لم يكن الشر في ولاد الشمس صاخبًا أو مباشرًا، بل جاء هادئًا ومتقنًا على يد محمود حميدة، الذي جسّد شخصية بابا ماجد بعبقرية لافتة. بأسلوبه الفريد ونظراته الحادة، استطاع أن يصنع هيبة خاصة للشخصية، ليجعلها واحدة من أكثر الأدوار الشريرة التي لا تُنسى في الدراما

 

كتبت / داليا حسام

 

يعد الفنان محمود حميدة أحد أعمدة الدراما المصرية، فهو ممثل قادر على تقديم أدوار متنوعة بعمق وإقناع، حيث ينجح دائمًا في أسر المشاهدين بأدائه القوي وتقمصه المذهل للشخصيات. في مسلسل ولاد الشمس قدّم حميدة دورًا استثنائيًا بشخصية بابا ماجد مدير دار الأيتام، التي أظهرت جانبًا شريرًا مغلفًا بالهدوء والهيبة، مما جعل الشخصية أكثر تعقيدًا وإثارة.

إبداع في تقديم الشر الهادئ

 

نجح محمود حميدة في تقديم الشر بأسلوب مختلف عن النمط التقليدي للشخصيات الشريرة، فلم يعتمد على الانفعالات الزائدة أو الصراخ، بل لعب على هدوء الشخصية وبرودها، وهو ما زاد من غموضها وهيبتها في آنٍ واحد. استطاع أن يجعل بابا ماجد شخصية مرعبة رغم قلة انفعالاتها معتمدًا على نظراته الثاقبة ونبرته الصوتية الهادئة التي تحمل تهديدًا مخفى

أداء متقن

 

من أبرز ما يميز أداء حميدة في ولاد الشمس هو الواقعية التي أضفاها على الشخصية، فقد بدا وكأنه يتقمص الدور بكل تفاصيله، مما جعل المشاهد يصدق أنه شخصية حقيقية وليست مجرد دور درامي. استطاع بحركاته المدروسة، وطريقته في المشي والجلوس والتفاعل مع الشخصيات الأخرى، أن يجعل بابا ماجد كيانًا حيًا يتنفس على الشاشة، وليس مجرد شخصية مكتوبة على الورق.

 

التعبير الصامت أقوى من الكلام

 

كان اعتماد حميدة على لغة الجسد والتعبير الصامت من أبرز عناصر نجاحه في هذا الدور حيث كانت نظرته كافية لنقل عشرات المشاعر دون الحاجة إلى كلمات. استخدم عينيه ببراعة ليُظهر القسوة أو التلاعب أو السيطرة، مما جعل الجمهور يشعر بالتوتر في كل مشهد يظهر فيه

 

إشادة واسعة من الجمهور والنقاد

 

أثار أداء محمود حميدة في المسلسل إعجاب النقاد والمشاهدين على حد سواء، حيث اعتبره البعض أحد أفضل أدواره في السنوات الأخيرة، بينما وصفه آخرون بأنه استطاع أن يجعل بابا ماجد من أكثر الشخصيات الشريرة التي لا تُنسى في الدراما المصرية

 

لماذا نجح هذا الدور؟

 

تكمن عبقرية محمود حميدة في تقديم الأدوار المركبة، فهو لا يعتمد على الأداء المباشر أو النمطي بل يعيد تشكيل الشخصية بطريقته الخاصة ليمنحها طابعًا فريدًا في ولاد الشمس استطاع أن يجعل الشر أكثر هدوءًا وأكثر خطورة مما زاد من تأثير الشخصية على المشاهد وجعلها حديث السوشيال ميديا طوال عرض المسلسل.

 

أثبت محمود حميدة مرة أخرى أنه ممثل استثنائي قادر على تقديم شخصيات تظل راسخة في أذهان الجمهور. في ولاد الشمس قدّم درسًا في الأداء التمثيلي الهادئ والعميق، ليؤكد أن الشر لا يحتاج دائمًا إلى الصراخ بل يمكن أن يكون أكثر رعبًا حينما يأتي في صورة رجل هادئ الملامح، قوي النفوذ، يعرف كيف يحرك الخيوط دون أن يرفع صوته

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.