محمود عبدالله: أطمح لكتابة أغنية لأديل وأعشق إبداع أيمن بهجت قمر
والدتي مصدر إلهامي وقوتي وأثرها الإيجابي يرافقني في كل خطوة أخطوها.
في عالم الكلمة المرهفة والنغم العذب، يبرز اسم الشاعر الغنائي الكبير محمود عبدالله كـ أيقونة للإبداع، حيث نجح في أن يمزج بين الحرف والمشاعر، ليصنع أغنيات تنبض بالحب، الألم، والأمل.
حوار: ريهام طارق
موهبته الفذة جعلت كلماته تتردد على شفاه الملايين، متغلغلة في القلوب، تاركة أثرا لا يُمحى، في هذا الحوار الخاص، مع الشاعر الغنائي محمود عبد الله نغوص في أعماق تجربته الفريدة، و نكتشف أسرار نجاحه، ورؤيته للفن وعلاقته بالشعر الغنائي الذي تحول إلى نوافذ مفتوحة تطل على عالم من المشاعر الإنسانية.
في البداية نرحب بالشاعر الغنائي محمود عبدالله في جريدة أسرار المشاهير ونشكره على إتاحة الفرصة لإجراء هذا الحوار:
في البداية.. متى بدأت رحلة اكتشاف حبك لكتابة الشعر الغنائي؟ وهل كانت هناك لحظة حاسمة شعرت فيها أنك وجدت وجهتك؟
اكتشفت شغفي بالشعر الغنائي عندما كنت في السابعة عشرة من عمري، في تلك المرحلة، كان الأمر مجرد تجربة، لكن بعد ثلاث سنوات تقريبًا، شعرت بقوة أن هذا هو طريقي الذي يجب أن أسلكه، كانت تلك اللحظة بمثابة ولادة حلم جديد دفعني للاستمرار والسعي لتحقيق ذاتي في هذا المجال.
من هو أول شخص آمن بموهبتك ودعمك في بداية مشوارك مع الشعر الغنائي؟
أول شخص قدّم لي الدعم والتشجيع كان الشاعر الأستاذ جابر بسيوني، في قصر ثقافة الأنفوشي بالإسكندرية، كان له الفضل الأكبر في إرشادي، فقد علمني أساسيات كتابة الأغنية وكيفية تحويل الكلمات إلى عمل فني حقيقي، يمكنني القول إن دعمه كان نقطة الانطلاق الحقيقية لـ مسيرتي.
هل هناك مواقف معينة تركت أثرا واضحا في حياتك أو شكلت مسيرتك؟
بالتأكيد، مرت عليّ العديد من المواقف التي تركت بصمتها في حياتي، بعضها كان جميلاً ومليئًا بالفرح، والبعض الآخر كان صعبًا ومليئًا بالتحديات، من الصعب أن أتذكرها جميعًا، لكنها بلا شك ساهمت في تشكيل شخصيتي ومسيرتي بالشكل الذي أعيشه اليوم.
والدتي مصدر إلهامي وقوتي وأثرها الإيجابي يرافقني في كل خطوة أخطوها.
من هم أبرز الأشخاص أو أكثر المواقف التي تركت أثرًا إيجابيا في مسيرتك الفنية وحياتك بشكل عام؟
والدتي، رحمها الله، كانت الأكثر تأثيرا في حياتي، ليس فقط على المستوى الشخصي بل في كل جوانب حياتي بصفة عامة، بما فيها مسيرتي الفنية، دعمها وحبها غير المشروط كانا مصدر إلهامي وقوتي، وأثرها الإيجابي يرافقني في كل خطوة أخطوها.
محمود عبدالله: أؤمن أن الإيمان واليقين بالله يعطيني القوة للبدء من جديد دون يأس.
هل واجهت لحظات إحباط شعرت خلالها بالرغبة في التوقف عن كتابة الشعر الغنائي؟ وكيف تمكنت من التغلب عليها؟
بالطبع، لحظات الإحباط والانكسار تأتي وتذهب باستمرار، وهذا جزء طبيعي من الرحلة الإبداعية التي عشتها علي مدار مشواري الفني، لكن بفضل الله، أستطيع تجاوزها بسرعة، لأنني أؤمن أن الإيمان واليقين بالله يعطيني القوة للبدء من جديد والاستمرار في مسيرتي دون يأس.
اقرأ أيضاً: قلوب بيضاء تحلق في سماء ابديه النقاء.. هُم الضوء وسط العتمة
محمود عبدالله: أنا من اتأثر بسهولة شديدة.. تسقط دموعي من أبسط المواقف.
متى كانت آخر مرة بكيت فيها؟ وهل تعتبر نفسك شخصًا عاطفيا؟
آخر مرة بكيت!! دعني أمزح قليلًا وأقول إنها كانت بالأمس، وأنا أدفع فاتورة الإنترنت بالأسعار الجديدة! بالطبع، هذا ليس صحيحًا تمامًا، في الواقع، لا أتذكر آخر مرة بالتحديد، لكن ما أعرفه عن نفسي أنني من النوع الذي يتأثر بسهولة، قد تدمع عيناي لأبسط المواقف، سواء كانت لحظات فرح، حزن، أو حتى مشاهد مؤثرة في فيلم، أعتقد أن هذه الحساسية تضيف بُعدًا إنسانيًا لشخصيتي وتساعدني في التعبير الصادق عن مشاعري، سواء في حياتي اليومية أو في أعمالي.
محمود عبدالله:الملحن العبقري محمدي هو من يستحق لقب أخي بجدارة.
من هو الشخص الذي يستحق بجدارة أن تعطيه لقب “أخي”؟
داخل الوسط الفني، اعتبر الملحن العبقري محمدي والموزع الموسيقي المبدع نور أخوين حقيقيين لي، وكان ثالثهم الملحن الراحل محمد النادي، رحمه الله، أما خارج دائرة الموسيقى، فهم قليلون ويُعدّون على أصابع اليد.
محمود عبدالله: “حابس نفسك” تحمل الكثير من مشاعري وتجسد مرحلة خاصة في حياتي.
ما هي الأغنية التي كتبتها وكانت تعبر عن تجربة شخصية عشتها؟
هناك العديد من الأغاني التي استلهمتها من تجاربي الشخصية، لكن أبرزها كانت أغنية “حابس نفسك” التي غناها الكابو حميد الشاعري، هذه الأغنية تحمل الكثير من مشاعري وتجسد مرحلة خاصة في حياتي.
اقرأ أيضاً: محمدي يبدع في “ولا بفتكرك”.. لحن يكتسح المنصات ويلفت الأنظار
من أين تستمد إلهامك لكتابة كلمات كتاباتك؟
الإلهام يمكن أن يأتي من أي شيء، سواء كان موقفاً جميلاً أو تجربة صعبة، أحياناً تكون كلمة عابرة أسمعها من أحد الأشخاص و تلامسني، فأجد نفسي أحوّلها إلى أغنية تحمل مشاعري و قصتي.
بعيداً عن الشعر الغنائي، ما هي اهتماماتك الأخرى؟
أستمتع كثيراً بمشاهدة الأفلام الأجنبية. فهي ليست مجرد تسلية بالنسبة لي، بل مصدر إلهام وأفق جديد يساعدني على استكشاف ثقافات وأساليب سرد مختلفة.
محمود عبدالله: الدراما هي الأقرب إلى قلبي دون شك.
ما هو النوع الأقرب إلى قلبك في الكتابة؟ هل هي الأغاني الرومانسية، الدراما، لون لايت ؟
الدراما هي الأقرب إلى قلبي دون شك، المواضيع التي تحمل عمقاً ومشاعر متناقضة تتيح لي التعبير عن أفكاري وتجارب الحياة بشكل يجعل الكلمات نابضة بالحياة.
محمود عبدالله: أول شاعر أثّر فيّ بشكل كبير كان العظيم بيرم التونسي.
من هم الشعراء الذين تعتبرهم قدوة لك، الذين تأثرت بهم من عصر الفن الجميل؟
أول شاعر أثر في بشكل كبير كان العظيم بيرم التونسي، فهو الأساس بالنسبة لي. ثم جاء صلاح جاهين، أحمد فؤاد نجم، وسيد حجاب ليكملوا قائمة الشعراء الذين تعلمت منهم الكثير وتركوا بصمة واضحة في كتاباتي.
اقرأ أيضاً: محمدي: ساحر الألحان.. يُعيدنا إلى زمن الفن الجميل وعبق المدرسة الشرقية
محمود عبدالله: أتمنى أن أكتب أغنية للمطربة الإنجليزية أديل.
إذا أتيت لك فرصة التعاون مع أي فنان عالمي، من سيكون ولماذا؟
أتمنى أن أكتب أغنية للمطربة الإنجليزية أديل، أنا أعشق صوتها و إحساسها العميق، بالإضافة إلى عفويتها التي تجعلها قريبة من القلوب .
محمود عبدالله: أقدر كثيراً أسلوب الشاعر الكبير أيمن بهجت قمر
ما هي الاغنية التي صدرت مؤخراً ونالت اهتمامك وشعرت أنها تقدم احساس مختلف؟
أغنية “معرفش حد بالأسم ده”، لـ عمرو دياب جذبتني بشكل خاص كما أنني أقدر كثيراً أسلوب الشاعر الكبير أيمن بهجت قمر، فهو دائماً ما يقدم كلمات مبتكرة وقريبة من الناس.
هل هناك عمل قدمته وتشعر بالندم عليه؟ ولو عاد بك الزمن، هل كنت ستقرر رفضه؟
نعم، أحياناً أشعر ببعض الندم على بعض الأغاني التي قدمتها، لكن ليس لدرجة كبيرة، وبصراحة، لا أعرف إن كنت أرفضها أو أقبل تقديمها لو عاد الزمن، ربما لأنني أؤمن أن كل تجربة، سواء كانت ناجحة أو لا، تضيف لي وتعلمت منها.
محمود عبدالله: التعبير البسيط والمباشر أسلوبي في كتاباتي
ما الرسالة التي تسعى دائماً لإيصالها من خلال كلماتك؟
لا أركز على إيصال رسائل محددة، لكن ما أتمناه حقاً هو أن أتمكن من التعبير عن مشاعر من يستمع إلى كلماتي بصدق وبساطة، بعيداً عن أي تعقيد أو فلسفة زائدة.
إذا قررت كتابة أغنية تعبر عن مشاعر الناس اليوم، ما هي القضايا أو المواضيع التي ستتناولها؟
أركز على رسالة بسيطة لكنها مهمة: “لا تتابعوا الترندات و تضيعوا وقتكم في أمور غير مجدية، الحياة قصيرة، ويجب أن نستثمر وقتنا في ما يضيف لنا قيمة حقيقية”.
إذا لم تكن شاعراً غنائياً، ما المهنة التي كنت تختارها ولماذا؟
لو لم أكن شاعراً، كنت أتمنى أن أكون مخرجاً سينمائياً، لأنني ببساطة عاشق للسينما بكل تفاصيلها، وأرى فيها وسيلة رائعة للتعبير عن القصص والمشاعر بشكل بصري مؤثر.
محمود عبدالله: أعمل على كتابة سيناريو فيلم وأتمنى أن يرى النور
ما هو الحلم الأكبر الذي لم تحققه بعد في مسيرتك الفنية؟
الحلم الأكبر بالنسبة لي هو دخول عالم السينما والدراما كسيناريست في الحقيقة، أنا حالياً أعمل على كتابة سيناريو فيلم مستوحى من أحداث حقيقية، وأتمنى أن يرى هذا المشروع النور ويحقق النجاح الذي أطمح إليه.
في النهاية نشكر الشاعر الغنائي المبدع محمود عبدالله علي هذا الحوار الأكثر من رائع علي وعد بحوار آخر مع نجم جديد ونجاحات جديده مع ريهام طارق.