محمود مرسي .. رحلة أبوالعلا البشرى من لحظات البداية لسفر الأحلام
محمود مرسي نجم استثنائى بادائه المختلف، وشخصيته المهذبة وأخلاقياته التى لم يختلف عليها اثنان، فلم يتنازل عن مبادئه واعتزازه بنفسه وعاش بسيطا ومات عظيما.
كتبت: غادة العليمى
هو السيد ابو العلا البشرى صاحب المبادئ، التى دفع فى سبيلها الكثير عاش فى صمت، ونعى نفسه قبل الموت.
زوجة واحدة تكفي
الفنان محمود مرسي إسكندرانى أصيل، من مدينة الإسكندرية والده هو مرسي بك محمود نقيب المحامين بالإسكندرية، درس في القسم الداخلي التابع للمدرسة الثانوية اﻹيطالية، وبعدها مباشرة التحق بقسم الفلسفة في كلية الآداب بجامعة اﻹسكندرية، ثم سافر إلى فرنسا من أجل دراسة اﻹخراج السينمائي.
اقأ ايضا: أحمد السقا ومها الصغير يعلنان إنفصالهما رسميا .. تفاصيل أنهيار قصة الحب الجميلة
قضى مرسي في فرنسا خمس سنوات كاملة، ثم انتقل إلى بريطانيا ليعمل في هيئة اﻹذاعة البريطانية، حتى وقع العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956، فاستقال من عمله وعاد إلى مصر، ليعمل في اﻹذاعة المصرية ثم في التلفزيون المصري.
بداياته الفنية
بدأ التمثيل منذ عام 1962 من خلال فيلم (أنا الهارب)، مع المخرج نيازي مصطفى، واستمر في العمل خلال فترة ستينات وسبعينات القرن العشرين.
أشهر أفلامه ومسلسلاته
ومن أشهر أفلامه (الخائنة، السمان والخريف، أغنية على الممر، طائر الليل الحزين، أبناء الصمت)، ومنذ أواخر سبعينات القرن العشرين بدأ في اﻹتجاه للدراما التلفزيونية أكثر، فقدم مسلسلات ” رحلة السيد أبو العلا البشري، بين القصرين، العائلة، لما التعلب فات ، سفر الأحلام”.
اقرأ ايضا: زلزال بقوة 6.24 درجة يهز جزيرة كريت قرب السواحل المصرية
حياته العائلية
تزوج مرة واحدة لم تدم طويلا من الفنانة سميحة أيوب وأنجب منها ابنه الوحيد علاء .
توفي في مدينة الإسكندرية مسقط رأسه في عام 2004 عن عمر يناهز 81 عامًا وكان قد كتب نعيه بنفسه قبلها بفترة قصيرة وكأنه كان يعلم بالنهاية.
فصول مميزة لا يعرفها الكثيرين
عاش عزيزاً داخل شقته البسيطة فى حي المهندسين ، ولم يكن يحب أن يعيش أبداً حياة النجوم ولا يعترف بها ورفض أن يكون عميدآ لمعهد السينما ، كما رفض أن يكون رئيسا لاكاديمية الفنون، ورفض كذلك أن يصبح وزيرا للثقافة و الإعلام وعاش عازفاً عن كل مظاهر الشهرة و الأضواء و أي لقاءات صحفية أو تليفزيونية أو حتي إذاعية، كان يرفض كذلك حتي التصوير.
ولم يكن لديه سائق أو خادم أو مدير أعمال أو بودي جارد، بل رجل بسيط يأتي ليخدمه كل يوم ويعود لمنزله مساءاً.
كانت متعته القراءة و الجلوس مع أصدقائه المقربين جداً وكانوا لا يتجاوزه أصابع اليد الواحدة و لم يكن يوماً طرفاً في خلاف مع أحد، ولم تكن في حساباته الشهرة أو المال، أو كثرة المشاركات الفنية، وكان إهتمامه فقط الفن وإحترام الفنان لفنه، وجمهوره و رسالته المقدسة.
كان فنان صاحب موقف و رأي و قضية و دفع في سبيل ذلك الكثير، ولم يقدم طيلة حياته أي تنازلات ضد مبادئه أو قناعاته.
هدوء الحياة والموت
كانت حياته الفنية التي إمتدت لنصف قرن من العطاء الفني قدم فيها مجموعة قليلة جداً من الأعمال الفنية سواء في السينما أو الدراما أو الإذاعة ولكنها كانت أعمال عظيمة ومؤثرة.
لقد عاش رحمه الله في هدوء ورحل في هدوء، لم يحب الصخب كان مُخلصاً لعمله حتى توفي في 24 أبريل عام 2004 ليُنهي الموت مسيرة رجل أحب الفن للفن و إحترم نفسه و جمهوره فعاش عزيزاً حياً و ميتاً و كان نموذج فني إستثنائي لم نرى كثيرا مثله في الوسط الفنى منذ نشأته حتى اليوم .. رحمة الله عليه.