مدينة بلا أسماء… بقلم / سَعيد إِبْرَاهِيم زَعْلُوك
مدينة بلا أسماء
بقلم / سَعيد إِبْرَاهِيم زَعْلُوك
مدينةٌ بلا أسماء، والليلُ يئنُّ بلا وداع
والأطفالُ يركضونَ بين أطلالٍ تشبهُ الصمتَ العميق
يحملون الريحَ بدلَ الألعابِ، والذكرى بدل الدفءِ الباعِ
والأملَ يختبئُ خلفَ رمادِ الدروبِ الطويلِ الفسيق
البيوتُ تتلوّى كأوراقِ شجرٍ في عاصفةٍ بلا رحمة
والطرقُ تنحني تحتَ ثقلِ الغيابِ الهادئ
والسماءُ ترتدي رمادًا بدلَ النجومِ والرحمة
والنخيلُ يهمسُ للريحِ عن أصواتٍ ضاعت في الأفقِ العميق
أمهاتٌ يزرعن الشجاعةَ في عيونٍ صغيرة
كل دمعةٍ بذرةٌ لزهرةٍ خفية
والآباءُ يحملون في الصدور جبالًا من الصمتِ الكبيرة
يحفظون وطنًا بين أطراف الأصابع الممزقةِ الدقيقة
المزيد من المشاركات
في الخيامِ المؤقتةِ، وفي الأزقةِ المهجورة
ينسجون خيوطَ الحياةِ من العتمةِ والرمال
يرسمون الأملَ على جدارٍ محطمٍ ومؤلمٍ ومجروحة
ويعرفون أن العودةَ ليست وعدًا… بل شمسٌ تنتظرهم خلف الغيوم والآمال
مدينةٌ بلا أسماء، وأهلٌ بلا مأوى
لكن القلبَ لا ينكسرُ، والصبرُ يكتب على الرماد
أن الغدَ لن ينسى هؤلاء الذين حملوا الوطنَ في عيونهم البعيدة
حتى لو صارت الليالي طويلةً… والطرقُ بلا عودة