مذكرات سمير غانم “صانع البهجة” ومشواره الحافل مع الفن والحياة

الحلقة الثانية

خالد فؤاد

 

– رحيل الضيف أصابة بصدمة وقدم عشرات العروض المسرحية وأسباب إنسحابه من الثلاثي .

– قدم مع زوجته دلال أعمال ناجحة وابتعدنا فنيا في الوقت المناسب.

– قال أن دلال نجحت في خطفه من بين أنياب كل الحسناوات وهكذا فعلت معه.

– اعترف بعدم وقوفه بجانب ابنتيه دنيا وإيمي فنيا لهذه الأسباب.

– تعرض لتهمة تقديم أفلام مقاولات فكيف دافع عن نفسه.

– تم تكريمة من مهرجانات وهيئات كثيرة داخل مصر وخارجها .. فماذا قال.

عزيزي القارئ تناول في الحلقة الثانية من مذكرات النجم الراحل سمير غانم علاقته بتوأم روحه الفنان جورج سيدهم واتهام البعض له بعدم الوفاء واليوم نستكمل هذه المذكرات التي لا تنسى لهذا النجم الكبير.

* قضيتم سوياً أكثر من 20 عاماً ما بين العمل والصداقة فلماذا انفصلتما؟

الثلاثي والإنفصال

لقد انفصلت عن (الثلاثي) ولكن لم ننفصل أنا وجورج كأصدقاء. فالاتصال بيننا لم ينقطع أبداً وأكبر دليل على ذلك أنه حينما أختار زوجتي (دلال) للعمل معه في مسرحية (حب في التخشيبة) بعد مرور عشرة أعوام وأكثر على انفصالنا فنياً كنت أول المشجعين لدلال، وذهبت إلى المسرح مع أول يوم للافتتاح وشاهد الجميع جو الحب والمودة بيني وبينه.
* إذاً ما هي الأسباب الحقيقية التي دفعتك للانفصال عنه؟
دائماً أقول أن كل شيء نصيب فإذا كان مقدراً لنا الاستمرار فمن المؤكد كنا سوف نستمر، ولكن علاقة العمل توقفت عند هذا الحد وعموماً أنا سعيد بجذوري مع فرقة (الثلاثي) والتي من المؤكد لولاها ما كنت أصبحت سمير غانم.

خبرات فنية طويلة

وفي حوار آخر كان ممتع للغاية تطرقت معه فيه لمشواره الفني وأهم محطاته وأشهد أيضا إنه كان رحب الصدر ولم يقل مثلا لماذا تحدثونني أو تسألونني في أشياء قديمة لطالما تحدثت عنها والكل يعرفها كما يفعل الكثير من الفنانين ؛ وبالطبع كان هدفنا يومها السعى لإستخراج جديد ومختلف لم يسبق له قوله أو التحدث فيه ..
ومؤكد هو وبخبرته الطويلة وتعامله مع مئات الصحفيين والبرامج التليفزيونية كان يعرف هذا جيدا .

بداية المشوار

* اسمح لنا بالعودة لبداية المشوار النشأة والميلاد وسر عشقك للفن؟
اسمي بالكامل سمير يوسف غانم من مواليد عام 1943 تخرجت في كلية الزراعة عام 1967، وبدأت مشواري الفني قبل التخرج بنحو خمسة أعوام وأنا في العشرين من عمري بعد أن عشقت الفن بصفة عامة والكوميديا بصفة خاصة منذ طفولتي المبكرة.
وتألقت في كل عروض الجامعة بل كنت أشرف عليها وأقوم بإخراجها بنفسي.
* ولماذا تخصصت في فن الكوميديا تحديداً؟
هذا لم يكن اختياري بل هو قدري فقد وهبني الله خفة الظل والتلقائية مثل كل أفراد أسرتي، ولا أخفي عليكم أنني تأثرت بشدة بوالدتي التي كانت تتمتع بخفة ظل وتلقائية شديدة، وأنا واثق تماماً أنها لو كانت دخلت الفن كانت ستتفوق وبجدارة على كل (الكوميديانات) القدامى والمعاصرين أيضاً بما فيهم عادل إمام، فقد اكتسبت منها صفات عديدة جعلتني نجماً كوميدياً بالوراثة!
* وما موقفها هي ووالدك من اختيارك لمجال الفن؟
أنا أساساً لم أعطهم أي فرصة، فقد فوجئوا بي أعمل في عروض الجامعة، وقبلها بالطبع المرحلتين الثانوية والإعدادية ثم وجدوني أنتقل للمسرح وبعد أن كانوا يتخيلون أن هذه مرحلة مؤقتة لن تستمر بعد التخرج وجدوني أضع بكالوريوس الزراعة على الرف وأركز في عملي الفني.
* ومن الذي اكتشف بداخلك موهبة التمثيل الكوميدي؟
هذا شيء حدث عليه اجماع من كل الأساتذة في المراحل الدراسية المختلفة فكانوا يتساقطون على الأرض من شدة الضحك ليس في العروض التي أقدمها فقط بل في اللقاءات الخاصة حينما كنت أتصرف بتلقائية وأتحدث معهم دون أي سعي من جانبي لإضحاكهم، وكان أصدقائي بل والأساتذة يتسابقون على الجلوس معي ويصرون على إعطائي دروساً مجانية مقابل إضحاكهم!

اضواء المسرح

* ومتى بدأ الجمهور يتعرف عليك؟
في عام 1962 بدأت الرحلة حيث تعرف المخرج الراحل محمد سالم على صوتي قبل أن يشاهدني حينما أذيع أحد عروضنا المسرحية بالجامعة في الإذاعة وكان يسعى في هذا الوقت لتكوين فريق مكون من ثلاثة أشخاص للعمل في برنامجه (أضواء المسرح) ووقع اختياره أولاً على جورج سيدهم الذي كان متخرجاً حديثاً من نفس كليتي (الزراعة) وسبقني هو بالطبع في التخرج، وكان محمد سالم قد شاهد جورج في برنامج تليفزيوني واكتشف فيه موهبة الكوميديا ثم وقع اختياره عليّ وانضم إلينا ممثل ثالث هو عادل نصيف قبل الضيف أحمد، وبدأنا في تقديم الحلقات (باسكتشات) فكاهية غنائية من تأليف حسين السيد وألحان محمد الموجي، ولا تتخيلوا مدى النجاح الذي حققه البرنامج فنحن أنفسنا فوجئنا به، ولأننا كنا ثلاثة أشخاص تم إضافة كلمة ثلاثي إلى (أضواء المسرح) ليصبح الاسم هو (ثلاثي أضواء المسرح).
* وكيف انضم إليكم الفنان الراحل الضيف أحمد؟
بعد مرور شهر تقريباً ولظروف خاصة به اعتذر عادل نصيف عن الاستمرار مع الفرقة، وحينما قام أحد المخرجين بترشيح الضيف أحمد لمحمد سالم فوجئنا بعدم اقتناعه به على الإطلاق لكنه قرر ضمه لفترة بسيطة حتى يعثر على ممثل آخر إلا أن الضيف رحمه الله أثبت له وللجميع قدراته العظيمة فأصبح أبرز نجوم الفرقة خاصة أن اللقاء الأول كان مع (الأوبرت الفكاهي) (كوتوموتو) الذي حقق نجاحاً كبيراً.
* فرقة (ثلاثي أضواء المسرح) ظهرت في وقت كانت هناك فرق كوميدية شهيرة مثل (ساعة لقلبك) وغيرها فما هو سر هذا النجاح؟
كانت الساحة الكوميدية حكراً عليهم وتلاحظون أن عمالقة الكوميديا الكبار والعظماء كان لهم سيطرة غير عادية في الستينات.
فبخلاف (ساعة لقلبك) كان هناك فرق إسماعيل ياسين ونجيب الريحاني و(المتحدين) بقيادة مدبولي والمهندس وفرق مسرح التليفزيون، ومن هنا فشلت كل الفرق التي ظهرت وسعت للتواجد وسط هؤلاء الكبار، ويعود السبب الرئيسي لنجاحنا نحن أننا ظهرنا بطابع غنائي مختلف عن الجميع فنجحنا في تحقيق حالة من البهجة في قلوب المشاهدين.

وتعامل محمد سالم مع الموضوع بذكاء شديد فالبداية كانت اسكتشات فكاهية رسخت لشكل جديد من فنون الكوميديا.

فوازير رمضان

وواصل قائلا : ثم بدأنا مرحلة (فوازير رمضان) هي أول فوازير في التليفزيون العربي، وحققت نجاحاً ساحقاً جعلها تستمر أعوماً طويلة ثم كانت خطوة المسرح بعد ذلك، خاصة بعد أن دعمنا وجودنا بالظهور بنفس هيئتنا في العديد من الأفلام الكوميدية في هذا الوقت فكنا نضفي عليها بالاسكتشات التي نقدمها حالة من البهجة لا نظير لها.
* وما هي أبرز العروض المسرحية التي قدمتها فرقة (ثلاثي أضواء المسرح)؟
قدمنا عروضاً كثيرة ناجحة على خشبة المسرح أذكر منها (حدث في عزبة الورد) و(الراجل اللي أتجوز مراته) و(حواديت) وغيرها من العروض.

رحيل الضيف

* وما هي أصعب المواقف التي واجهتكم في هذه الفترة؟
كانت الصدمة القاسية بكل المقاييس حينما رحل عنا الضيف أحمد فجأة عام 1970 وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، فقد اهتزت الأرض من أسفل أقدامنا وبكينا بالأيام والأسابيع ولم نكن نتخيل أبداً أنه يمكننا الاستمرار بدونه.
* وكيف تغلبتم على هذه الصدمة؟
ظللنا لمدة ستة شهور بلا عمل فكيف نعمل وقد رحل عنا رفيق النجاح، إلا أن ضغوط الجماهير بضرورة العودة لإسعاد الناس والحفاظ على اسم الضيف أحمد جعلتنا نعود من جديد ولا تتخيلون الصعوبة البالغة في أول أيام العمل بدون رفيق المشوار الراحل.

عروض ناجحة

* وما هي أبرز العروض التي قدمتها أنت وجورج بعد وفاة الضيف؟
قدمنا عروضاً كثيرة حققت جميعها نجاحاً كبيراً فكان العرض يستمر بالعامين والثلاثة نظراً للإقبال الجماهيري كما حدث مع (موسيقى في الحي الشرقي) و(جوليو ورومييت) و(المتزوجون) التي استمر عرضها من 1976 إلى 1979 ثم (أهلاً يا دكتور) آخر العروض التي قدمناها سوياً حتى عام 1981م.

مسرحيات هامة

* انفصلت بعد هذا عن فرقة (الثلاثي) وقدمت عروضاً كثيرة بمفردك حدثنا عن أهم وأبرز هذه العروض؟
أعتز كثيراً بمسرحيات (الأستاذ مزيكا) و(جحا يحكم المدينة) و(أخويا هايص وأنا لايص) و(بهلول في أسطنبول) و(أنا ومراتي ومونيكا) وغيرها حتى العرض الحالي (دوري مي فاصوليا) وغير هذا من العروض الأخرى.
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.