مراجعة نقدية لرواية “في مرآة السراب” … بقلم الأديب الأستاذ: مجدي محروس

مراجعة نقدية لرواية “في مرآة السراب”      

بقلم الأديب الأستاذ: مجدي محروس              

عنوان العمل يحمل دلالات أدبية وفلسفية متعددة وفي اعتقادي أن الكاتب وفق أيما توفيق في اختيار عنوانه.راقت لي ألوان الغلاف المائلة للقتامة والتي تتماشى مع فكرة العمل، ولكن التصميم نفسه جاء مباشرا، وكأنه ترجمة حرفية للعنوان.
العمل اجتماعي في المقام الأول يحمل بطياته فكرة فلسفية تُشي بالعديد من الدلالات والإيحاءات التي اتسمت بالعمق الشديد، وتلك في رأيي إحدى السمات التي تميز قلم الأستاذ عبده حسين إمام
اعتمد الكاتب على اللغة الفصحى، وجاءت لغته زاخرة بشتَّى ألوان البيان والبديع، وإنه لأمر ليس بغريب الأستاذ عبده حسين إمام؛ فهو قارئ متمرس في المقام الأول قبل أن يكون أديبا وشاعرا وناقدا صاحب بصمة واضحة جلية باعتراف القاصي والداني..
 امتطى الكاتب صهوة الراوي العليم المحيط بكل شيء، وقد يبدو للوهلة الأولى أن الكاتب قد آثر

صورة
صورة

السرد على حساب الحوار ، ولكن في اعتقادي أن هذا هو النموذج الأمثل لأي عمل روائي، شريطة أن تكون الجمل الحوارية مؤثرة في سياقها رغم محدوديتها..

نجح الكاتب بمهارة في رسم شخوص روايته القصيرة غير غافل للتفاصيل مهما بلغت دقتها، فبدت شخوصه أمامنا بين السطور وكأنها من لحم ودم مما يجعلني أجزم يقينا أنها شخوص حقيقية تعثر فيها الكاتب ذات يوم إبان رحلات عمله سواء داخل مصر أو خارجها .. المهم أن شخصياته تنبض بالحياة، وطبعا من السهل على اي قارئ أن يربط بين بطلة العمل والإهداء بمستهل الرواية، رغم تنويه الكاتب بأن أي تشابه بين الواقع وشخوصه وأحداثه هو من قبيل الصدفة..
 راقت لي النهاية جدا وبدت طبيعية للأحداث والدلالات والرسائل التي يحملها العمل..
وقبل الختام هناك أمران يجب الإشارة إليهما:
الأول: يخص تنسيق العمل وبنط الخط المستخدم سببا بعض الإرهاق أثناء مطالعة العمل، بالإضافة لبعض الأخطاء مع اعترافي بندرتها..
الثاني: استغراق الكاتب في الاسترجعات الزمنية قد أحدثت ربكة بعض الشيء
اقتباسات من العمل
*وصوَّبت عينيها في وجه الليل الأسود تصطف في ظلامه الأشجار كالأشباح الحزينة خلف نافذة القطار تعاتب الأوقات بينما بينما يدك القطار على القضبان يعد عليها دقات قلبها المقهور
*في الليل وظلامه تلمع عيون الغربان، وتصطك أجنحتها في صلف وجرأة.. ففي الظلام تلوح حقائق، تترتب المقامات من جديد، فمن يحكم في النهار ، ويصبح أمرا سائدا، ربما يكون في الليل تابعا
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.