مريم طبطبائي تذهلنا بنص “البومة حين تحلُم..”
كان حلماً
يشبهُ طائرةً ورقيّةً بقبضة غيمة
حينها
أجبرتُ فمي أن يعلِكَ مسافة الهواء
كما أجبرتُ تماماً
قلبي أن يطير بصاعق غربة
فأنا وحتماً
لا أؤمن بعلوّ الأجنحة
لقد قال أستاذ الريح يوماً
“سليمان” المبجّل
أن طرفة العين
تموت سرعتها
أمام حضرة “اليقين” الذي يسبق الظنّ وإخوته
وبني عمومه من الشكوك
…………………
حين كان حلماً
كنتُ لا أزال على عكّاز نومي
أفرِّغُ الساعات في جُعَبِ نسوة الحظ
وأملأ جيوبهنّ من أحجار الجفون المطبقة
كانت وسادتي مدينة تغرق بالماء
ولا توقظني إلا
إذا اشتهت ذاكرتي
أن تبتلع النسيان على مهرٍ وقدرهُ
مُعجّل: ثلاثون عاماً بلا نطق حب
ومؤجلهُ غربةُ قلبٍ إلى حين أجل
…………………….
لم يمت الحُلم
إنما أنا التي شردتُ وسرب الشتاء
بلا خُفّين
ألعبُ حافيةً على ظهر النعاس
أشدّهُ بذيله كلما حاول أن ينتعش
طار كل شيء
طائرتي الورقية
ورقة عمري
عمر وردي
ورد صباي
حتى بومة سريري
وغراب الحساء الأسود
هذا كلهُ وجنابي
أركضُ وإرثي من الخيل نائم
كطريدةٍ تخافُ أن تَصهُلَ ببرودة
لكل قدرٍ سيمرُّ من هنا
بلا جبينٍ يفضحه
……………………..
بسم الله أيها الليل
هل من مُشترٍ في أزقتك
أعجزه داء السهر
أبيعه بعض نومٍ بلا حلمٍ ضيّق
وأكفلُ له أن ينعم بغفوةٍ عميقة
مقابل صحوةٍ واحدة
أضعُ بها مساجدي السبعة مواضعها
وأُجري حديثاً مع الملك المعظّم
أشكو له لمرة واحدة
عن قلبٍ طار بلحظة
ولم يعد هدهدهُ
ولم يجئ الخبر !
*اللوحة المرفقة مع النص ل فاطمة مدلج