مزاج المصريين في خطر.. تقلبات المناخ ترفع أسعار البن إلى مستويات قياسية
ارتفاع قياسي في أسعار البن عالميًا
كتب/ ماجد مفرح
في الوقت الذي يستعد فيه عشاق القهوة حول العالم للاستمتاع بفنجانهم اليومي، تواجه هذه اللحظة البسيطة تهديدًا غير مسبوق، حيث شهدت أسواق البن العالمية قفزات هائلة في الأسعار، مدفوعة بعوامل مناخية أثرت بشكل مباشر على المحصول في أكبر الدول المنتجة، هذا الارتفاع ليس مجرد تقلب عابر، بل يمثل ضغطًا متزايدًا على المستهلكين وقطاع القهوة بأكمله.
تأثير المناخ على أكبر المنتجين للبن
تشير البيانات إلى أن السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع هو التغيرات المناخية التي ضربت مناطق زراعة البن الرئيسية، فالبرازيل، التي تعد أكبر منتج للبن في العالم وتزود الأسواق بحوالي 40% من حاجتها، عانت من جفاف شديد خلال موسم الصيف الماضي، مما أدى إلى تضرر كبير في المحصول.
في الوقت نفسه، تأتي فيتنام في المرتبة الثانية عالميًا، وقد واجهت هي الأخرى موجات جفاف حادة أدت إلى انخفاض محصولها من البن بنسبة 20% في عام 2024. هذه الظروف المناخية القاسية، من جفاف وفيضانات، تؤثر بشكل مباشر على العرض العالمي، مما يسبب نقصًا يرفع الأسعار بشكل طبيعي.

أرقام قياسية في الأسواق
لم يكد المستهلك الأمريكي يفيق من صدمة ارتفاع الأسعار حتى فوجئ بأرقام جديدة تحطم الأرقام القياسية السابقة، وفقًا لبيانات “مكتب إحصاءات العمل الأمريكي” التي نقلتها وكالة بلومبرج، وصل سعر البن المحمص والمطحون في الولايات المتحدة إلى 8.41 دولار للباوند، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 33% عن العام الماضي.
يذكر أن هذا الارتفاع ليس مقتصرًا على نوع واحد، فقد زادت أسعار جميع أنواع البن، بما في ذلك القهوة الفورية، بنسبة 14% على أساس سنوي.
جدير بالذكر أن هذه الزيادات جعلت البن ثاني أكبر مكون في مؤشر أسعار المستهلك من حيث الزيادة السعرية، فالأسعار العالمية للقهوة تقترب حاليًا من أعلى مستوى لها منذ 50 عامًا، والذي سجلته في فبراير الماضي.
توقعات بمزيد من الارتفاع
يشير تحليل بلومبرج، إلى أن أسعار القهوة ستواصل مسيرتها التصاعدية في الفترة القادمة. فالتغير المناخي ليس ظاهرة عابرة، ومن المتوقع أن تزداد موجات الجفاف والفيضانات سوءًا، مما يهدد استمرارية الإنتاج في المناطق الحيوية.
وتجدر الإشارة إلى أن أسواق السلع، ومنها القهوة، تتأثر بتوازن العرض والطلب، ومع استمرار تقلبات الطقس التي تحد من كميات المحاصيل، ووجود دول مثل الولايات المتحدة كأكبر مستورد للبن، يظل الضغط قائمًا على الأسعار لتواصل الارتفاع، فهل ستكون القهوة مشروبًا ترفيًا في المستقبل القريب؟ الإجابة قد تكون كامنة في قدرة المنتجين على التكيف مع التحديات المناخية المتزايدة.