مسجد يسع الجميع

تبدو سماحة ديننا الحنيف في أمور كثيرة ولكنّ دروس التواجد في المسجد والاجتماع للصلاة على قلب واحد وفي وقت معين وأداء الصلاة بشكل جماعي أبدا لن يفوتنا تأملها خاصة في هذا الشّهر الكريم.
وقوفنا جنبا إلى جنب أسوياء بكلّ أطيافنا المجتمعية لنؤدي  جميعا ومعا وفي نفس اللحظة فرض الصلاة أمر رائع ومهيب ويذكرنا بمحشرنا يوم نلقى الله جميعا ولا يميزنا شيء سوى أعمالنا وما قدمنا منتظرين الحكم من الله الحكم العدل ! وها نحن ذا نتلمس العفو جميعا من ربّ كريم عطوف جئناه مكبلين بالذنوب ومحملين بالهموم ونطمح أن يلبي لنا ربنا الكثير من المطالب والآمال والأحلام راجين  منه ألا يؤاخذنا بما فعلنا بل  يغدق علينا من فيضه وكرمه في وقفة خاشعة جمعت بين الشّاب والكهل والمسنّ والذين لم يبلغوا الحلم ! ويكفي ان تنظر لشيخ كبير  يكاد لا يستطيع أن يرفع ذراعه وأصابعه قد انحرفت في كل اتجاه وهذا حكم القدر والزمن الذي اعتراه واستهلك قواه ولكنه يصرّ على  أن يأتي إلى باحة المسجد معلنا عن قدرته وإصراره على أن يتواجد بين غفير المصليين داعيا الله بأن يختم له بالخير والقبول … ونحن ننظر إليهم ولا نزال نملك من الصحة ما أكرمنا الله بها ونرجو  من الله أن يتقبّل دعاءهم ونرجو أن يشملنا بعطفه معهم ونحن موقنين بأنُ الله لن يردّهم فهو أرحم منّا بهم وبوقفتهم بين يديه في هذا السن الذي نتبارك به جميعا.
ولم تتأخّر المساجد عن الاحتفاء بكبار السن من حيث توفير المقاعد المريحة لهم كي يؤدّوا صلاتهم في راحة وهناء.
لكنّ وجود المقاعد في المسجد له أصول لا بدّ من مراعاتها أعزائي المقعدين والمسنين فلا ضرر ولا ضرار ، وكما أعطاكم الله متسعا بالرغم من كل الظروف لمشاركة الصلاة فلا تؤذوا الصفوف وتضيّقوا على من جاوركم ومن أحاط بكم من المصليين وأنتم أعلم بما يقتضيه وجود الكراسي من أخذ حيز ! ونحن نرحّب بكم وبمقاعدكم ولكن في المكان الصّحيح كي لا تفرّقوا المصلّين وتجعلوا صفوفهم معوجة !
والأمر بسيط للغاية فبقاءكم في جانب واحد من المسجد أو في الصفوف المتأخرة إلى جانب من يشابه ظروفكم سيجعل صفوفكم وصفوفنا في كمال نرجوه لتمام القبول وأنتم تيجان على رؤوسنا فلا يأخذكم الشّعور بالضّجر لكونكم تأخرتم في الصّفوف وإنما مقامكم محفوظ عند الله عز وجل ولن ينقص من ثوابكم بل يزيد لحرصكم على سلامة الصفوف وعدم التضييق على المصلين بارك الله في صحتكم وأطال بأعماركم وشفى كل مريض وذلّل له من يعينه على أداء فرائضه،  ورمضانكم كريم.
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.