مسرحية “جنه هنا” سيمفونية متكاملة التأليف والإخراج.
مسرحية ” جنه هنا”
هي قصة تحمل أجزاء مختبئة من نفسية المشاهد العربي يرويها و يجسدها أبطال العرض وأن تبدو حول أبطال المسرحية أنفسهم .
وهذا ما ترجمه العبقري مخرج العرض.
بقلم / نهي شكري .
ومن خلال العرض المسرحي حدث نوع من المزيج بين الجمهور وأبطال العرض، فكل من من كان يجلس يشاهد العرض ذاب في جزء من أحداث المسرحية گأنه البطل ، فهي متعددة الأحداث .
أبطال العرض :-
فهنا الأم تضع كل ما تحمله من ذكريات في السرير القديم،
الذي ورثته من جدتها والذي قضت عليه أفضل أيام حياتها مع زوجها محمود ، الذي سافر إلي الخارج منذ فترة ولم يعد حتى الآن .
و ترفض بشدة أن تقوم ببيع السرير وعالمها كله يدور حول هذا السرير و معتقداتها وكل ما تحمله من ذكريات سعيدة واليمه.
فأبدعت حقا الفنانة عبير الطوخي في دور الأم بأدائها الراقي المميز .
وهنا نجد ابنتها جنه وتقوم بالدور الفنانة هالة سرور التي ادمعنا من أعيننا لأتقنها دور الفتاة الممزقة من الداخل ،التي تفتقد حنان الاب ودوره
و ترفض كل شيء تفعله والدتها ، و تريد ان تبيع السرير لبائع الروبابيكيا الفنان القدير أحمد الشريف الذي أستمتعنا بأدائه الكوميدي السلس الجميل.
وتتحدث جنة انها قضت اسوء ايام حياتها على هذا السرير و تستنكر بشده لماذا تتمسك به أمها،
وتحمل الكثير من المشاعر القديمة لفراق والدها وسفره الي الخارج وعدم حضوره ولو حتى يوم لرؤيتها .
وكان همزة الوصل بينهما بضعة خطابات و شيكات مصرفية فقط لا غير.
وعيشنا مع جنه عدة مشاعر كثيرة من الالم وتمزق الذات حيث شاهدنا ب حوارها لوحه لما تعانيه الانثى عند ركوبها المواصلات .
كما شاهدنا لوحة اخرى عند سماع جنه وهي تصف كيفية تم ختانها من عدة سيدات قاموا بذلك .
كما شاهدنا لوحة أخرى ولكن كما تحكيها جنه،
عند زواج جنه وتألمها الشديد و تعرضها للأذى النفسي والجسدي من حادثه الختان ، وهذا منعها من الاستمتاع مع زوجها .
مما ادى الى ان يخونها زوجها و يقوم بتطليقها و شاهدنا عدة لوحات عن طريق الوصف والمشاعر المتقنة،
عن طريق الأحساس العالي مما أدى إلى تفاعل الجمهور و كأنه يعيش قصته او جزء متشابه لما في العرض.
وحيث أبدعوا أبطال العرض في التعبير الجسدي واللغوي وأبدعوا في توصيل الإحساس للجمهور ،
فهي كانت مهمة فكرية أو جمالية أعطت المتعة الكاملة للمشاهد.
سينوغرافيا العرض :-
ايضا ابهارنا الديكور بجمال تصميمه المبدع وملابس العرض الجميله التي صممت بالون الأبيض في الأسود .
كما ابهارنا الموسيقى والأداء الحركي والغناء.
مؤلف العرض :-
تحيه كبيره للمبدعه كاتبه الروايه المسرحيه الأستاذة صفاء البيلي ،
التي تفننت وابدعت في الكتابه كما علمنا انها ليست المره الأولي بل كتبت عدة روايات وتم عرضها وكتبت مجموعة قصصية للأطفال وفي انتظار عرضها .
مخرج العرض:-
وكل هذه السمفونية المبدعه فلن نجدها تخرج سوي من المايسترو القائد الكبير مخرج العرض المسرحي الذي يبهرنا في كل عرض، فكان متألق كالعادة المخرج الكبير المبدع محمد صابر ،
فهو عمل تناغم بين القصه والممثلين والموسيقى والديكور مما اعطي للمشاهدين مساحة ليعيشوا بداخل العرض .
والمسرحية من أنتاج وزارة الثقافة البيت الفني للمسرح .