مسرحية “قمر الغجر” تعيد الأجواء الاستعراضية من جديد ..تفاصيل
مسرحية “قمر الغجر” تعيد الأجواء الاستعراضية من جديد ..تفاصيل
كتب: محمد أكسم
بلاشك أن المسرح يعد من الأساسيات في تشكيل الوعي والفكر فهو على درجة كبيرة من الأهمية في حياة الشعوب وذلك على مر العصور والأزمنة وتكمن أهميته لدى المتلقي ، فقد احتل مرتبة عالية ومهمة, حيث أنه بمثابة مرآة تعكس ملامح المجتمع، لأنه جزء لا يتجزء من هذا المجتمع.
كما يعتبر وسيلة هامة من وسائل التثقيف والتعبير عن الأتراح والأحزان التي يعاني منها أى فرد فى المجتمع، وذلك من خلال محاكاته للأحاسيس وحشد الانفعالات وإخراجها.
فمنذ اكتشاف المسرح على يد الإغريق وهو يحمل على عاتقه مهمة بالغة الأهمية, تكمن فى التفسير للمدلول الحياتي.
وسيلة شعبية
المسرح يعد وسيلة شعبية محببة لدى الناس،هو الوسيلة التعبيرية عن جوانب البناء الإنساني في المجتمعات, بالإضافة إلى اعتبار أن المسرح بالنسبة لعدد كبير من الناس واحد من فئات الأشكال البديلة للتسلية والترفيه عن النفس وتفريغ الهموم.
إن المسرح قارئ الكريم هو بمثابة تقليد للحياة يجعل من المتلقي يهاب من بعض الأفعال التي يقوم بها أبطال العمل داخل الرواية، فينأى بنفسه أن يكون مكانهم وفى نفس موقفهم.
كما يستمد المسرح دوره في المجتمع مجسدًا للأوضاع النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية التي يعيشها وهناك عبارة شهيرة “أعطني خبزا ومسرحا أعطيك شعبا مثقفا”
عوامل النجاح للعمل المسرحي
والجدير بالذكر أن من أهم مقومات النجاح للعمل المسرحي هو النص ويأتى بعده الإخراج فى المرتبة الثانية، حيث أن للنص الجيد عامل كبيرومهم فى النجاح, لـ يجذب شريحة كبيرة من الجمهور لمشاهدة العرض فضلا عن اسم المخرج وأبطال العمل والنجوم المشاركين فى هذا العمل.
ومن خلال ذلك التناغم وانسجام كافة العناصر والمقومات لبعضها البعض يكتب لهذا العمل النجاح والخروج بصورة جيدة ويستمر فى ذهن ووجدان المشاهد وقت طويل حتى بعد انتهاء العرض.
الأجواء الاستعراضية
وفى إطار متصل تعيد مسرحية “قمر الغجر” الأجواء الاستعراضية إلى مسارح الدولة على الساحة الفنية بشكل عام,وذلك بعد سنوات طويلة من الغياب.
والتى تعرض على خشبة مسرح البالون من إنتاج الفرقة الاستعراضية الغنائية إحدى فرق البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية برئاسة الفنان القدير أحمد الشافعي.
ويذكر أن العرض فكرة الأديب الكبير محمود مكى، وكتابه وأخرجه الدكتور عمرو دوارة.
الدكتور عمرو دوارة
ويذكر أن الدكتور عمرو دوارة مخرج وناقد ومؤرخ قبل أن يكون مؤلفاً, تخرج فى المعهد العالى للفنون عام ١٩٨٤، وهو نجل شيخ النقاد المسرحيين “فؤاد دوارة”، حصل على بكالوريوس الهندسة قبل التحاقه بأكاديمية الفنون.
ومن أبرز أعماله:”وهج العشق-داع البصر-عصفور خايف يطير”
وقد تدور أحداث المسرحية “قمر الغجر” فى إحدى القرى السياحية بالساحل الشمالى كما يتناول العرض المسرحي قصة العشق التي جمعت بين “أمير” الفنان التشكيلي ابن الوزير وبين“قمر الغجرية” ضاربة الودع الذى تعلق بها وأحبها حباً شديداً,هذه الفتاة التي تقع في حب هذا الشاب الجامعي ابن الوزير وهو يبادلها الحب أيضا.
“قمر”التي تنتمي إلى مجتمع الغجر، بما يمثله من غموض وصورة ذهنية سلبية مسبقة وتأتى فتاة أخرى زميلة أمير وتفتعل قصة كاذبة وغير حقيقية حتى تحدث وقيعة بينهم بدافع من الغيرة فهي تحب نفس الولد “ابن الوزير” مستغلة الفروقات الطبقية ولكنها تفشل في النهاية فى الوقيعة بينهم وتظهر الحقيقة كاملة.
ورغم صعوبة نجاح هذه القصة “قصة الحب بين الغجرية وابن الوزير” بهذه المقومات، إلا ورجحت كافة المشاعر وتنتصر فى النهاية لـ ينتهى العمل بنهاية سعيدة ينتهي بزواج قمر الغجرية من أمير ابن الوزير.
وذلك على عكس الأعمال الأخرى والتي تجعل من الحدث الدرامي هو الأساس وتضيف إليه بعض الاستعراضات الغنائية ,أما الطابع الاستعراضي هنا فى هذه المسرحية “قمر الغجرية” يمثل الأساس فى المقام الأول,ثم تتخلله بعض الحوارات الشيقة والممتعة والأحداث الدرامية المتعاقبة.
ونذكر أن القصة تدور أحداثها في ثلاث بيئات مختلفة:
الأولى: هي “البيئة الجامعية” الذين يقومون طلابها ويقودهم أستاذهم الجامعي برحلة إلى إحدى قرى الساحل الشمالي من باب اكتشاف الطبيعة.
الثانية:بيئة “قرية الصيادين” وسكانها المتمسكين بقيم الأصالة، وعاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم وتقع هذه البيئة على هامش القرية السياحية.
الثالثة: بيئة “الغجر” من عادات وتقاليد وأعراف متشبثين بها والتى تمثله بشكل خاص الفتاة “قمر” والتى تقوم بتجسيدها الفنانة ميرنا وليد بأدائها المميز،الهادئ وباحترافية شديدة، دون تكلف أو خروج عن النص أو انفعالية غير مبررة.
فهى فنانة مبدعة وصاحبة موهبة كبيرة تستطيع التعايش مع أى بيئة تفرض عليها الممثل أثناء العمل وهذا ما يجعلها دائما متمكنة من أدواتها وقادرة علي توصيل إحساسها الصادق للمشاهد الكريم ونقل خيال المؤلف بأداء راقي فريد.
كما تقدم الفنانة وفاء السيد شخصية “نوارة الغجرية” صديقة “قمر,وتقدم ايضاً مطربة الأوبرا الفنانة نهلة خليل شخصية جديدة وهى “نجمة الغجرية” بائعة اللبن وشاركت أيضاً فى الاستعراضات بصوتها الجميل والساحر.
كما تعد مسرحية “قمر الغجر” التجربة المسرحية الأولى للفنانة ميرنا وليد، بعد تألقها الكبير في الدراما التليفزيونية فى تقديم الأعمال الجميلة أدوار كثيرة متنوعة ومختلفة وذلك لعدة أعوام.
وفي نهاية العرض تلتقي البيئات الثلاثة بحضورهم حفل الزفاف في مشهد يبعث على البهجة.
الأزياء والملابس
قد تلعب الأزياء والملابس دوراً كبيراً ولافتاً في العرض المسرحي وهو مساعدة الجمهور على فهم الخصائص المسرحية المميزة، كما تساعد في التعرف على الفترة الزمنية أو المكان الذي حدثت فيه المسرحية, كما يمكن تقديم معلومات عن الشخصيات وبيئتها.
وهذا ماحدث فى المسرحية الاستعراضية “قمر الغجر” فقد لعبت الأزياء التي صممتها الدكتورة مروة عودة دوراً كبيرا جدا ومهماً في إبراز البيئات الثلاثة ومنح كل مجتمع منهم بالمسرحية هويته البصرية الذى ينفرد بها.
الشعر والالحان
بلاشك أن الشعر المسرحي والألحان الموسيقية يرتبطان ارتباط وثيق في عالم الفنون المسرحية فضلا عن الأداء الحركى
وقد أبدع الفنان الموسيقار أحمد الناصر فى الألحان الذى قدمها فقد قام بالتلحين ووضع الموسيقى التعبيرية اللازمة والمناسبة.
الديكورات والإضاءة
نعلم أن الديكور هو البيئة الحية التى تهيئ الحدث فى كل مشهد وتساعد الممثل ايضاً على تقمص الشخصية الذى يجسدها وهنا فى مسرحية “قمر الغجرية” الديكور الذى صممه الفنان محمد سعد كان مناسب للأحداث، كما كانت الإضاءة والتى صممها الفنان شريف البرعي مناسبة جدا.
الاستعراضات
كذلك الفنان محمد زينهم واستعراضاته المميزة المبهجة والتى تضفي السرور والبهجة على العمل ذاته، وقد ظهر ذلك في التفاعل بشكل كبير وملحوظ لدى الجمهور مع الأحداث الدرامية المتصلة والأغاني الجميلة.
كما تناولت المسرحية ايضاً أحداث قطاع غزة حيث تستعرض الأحداث والمذابح الوحشية والانتهاكات الإنسانية التي تحدث بقطاع غزة. من جانب الكيان الصهيونى المغتصب.
وقد أعربت النجمة الكبيرة وبطلة العرض الفنانة ميرنا وليد عن سعادتها البالغة بالعودة القوية إلى خشبة المسرح و بردود الأفعال التى وصلتها من جمهور المسرح وذلك عن تجربتها المسرحية “قمر الغجر”.
وفى تصريح لها لجريدة أسرار المشاهير أكدت أنها سعيدة بتلك التجربة وإنها تجربة ناجحة وأن هذا النص المسرحي نص جميل وانجذبت له وشخصية “قمر الغجرية” شخصية جديدة ومختلفة وتعتبر لونًا جديدًا بالنسبة لها وهذا كان السبب لتحمسها للعمل.
بطلة المسرحية الفنانة ميرنا وليد
كما صرحت مطربة الأوبرا الفنانة الكبيرة نهلة خليل صاحبة الحنجرة الذهبية لجريدة أسرار المشاهير والتى شاركت فى العرض بأكثر من أغنية بصوتها الجميل الجذاب والساحر الذي يجمع بين قوة وجمال وصدق الإحساس.
” بأن الأحداث تجمع بين ثلاثة أجواء مختلفة هى عالم الصيادين وعالم الغجر بتفرد عاداتهم وتقاليدهم وأيضا أجواء طلبة الجامعة بثقافتهم المعاصرة، وتتضح تلك الأجواء الثلاثة بنهاية العرض بمشاركة كل الأطراف بحفل الزفاف فى قالب اجتماعي كوميدى” .
وأضافت: الهدف إننا نعرف الناس دي عايشين إزاي، لأنهم ناس غامضين بالنسبة لنا، وقمر بتقرأ الودع والطالع، زي الناس اللي بتتجول على الشواطئ، وبتقابل خلال العمل ابن وزير وبتقرأ له الودع، وبعدها بينشأ بينهم قصة خلال الأحداث.
وعند سؤالها عن الدورها “نجمة الغجرية” قالت أنها سعيدة جداً بترشيحها من قبل الدكتور المؤرخ عمرو دوارة لأن الدور جديد ومختلف وانها لم تجد صعوبة فى دراسة الشخصية وتحضيرها, وكانت قد انتهت من مسرحية الشيخ سلامة حجازى بتقديم شخصية أستاذة وباحثة .
وأضافت: “أن العمل بداخله استعراضات هايله والحان حلوى جدا”وهذا انعكس على أن هذا العمل حقق نجاح كبير ومن ثم تم مد العرض.
مطربة الأوبرا نهلة خليل
كما يشارك بالبطولة والغناء والاستعراض ثلاثون ممثلا:
الفنان سيف عبد الرحمن والذى يقوم بدور الدكتور رؤوف عبد المجيد، أستاذ الجامعة وبمشاركة أخرين “علاء حسنى، وفاء السيد، عصام عبدالله، أحمد السباعى، محمود حسن، وفاء سليمان، صابر عبدالله، أحمد مصطفى، أسماء سيف عبدالرحمن، وفتحى سعد وحسان العربى ومحمد زينهم”
وبمشاركة ضيوف الشرف مع الفنانين آمال رمزى, ونخبة من نجوم الفرقة الغنائية الاستعراضية سيد عبدالرحمن، بهجت لطفى، إبراهيم غنام، مها محمد، حسام رسلان، محمد نيازى، هشام الحصرى، أحمد طارق.
وفي النهاية أسجل اعجابى الشديد بعد مشاهدتى هذا العرض الأكثر من رائع واسعدنى كثيراً وأحب أن أشكر القائمين على هذا العمل بالكامل واتمني تصويره لتشاهده الأجيال القادمة.