مسرح البالون .. أسرار مثيرة خلف نشأته وكيف أصبح “قلعة الفنون الشعبية”

مسرح البالون .. أسرار مثيرة خلف نشأته وكيف أصبح “قلعة الفنون الشعبية”

بقلم / عربى ابوسنة

لا شك أن مسرح البالون هو من أكبر واعرق المسارح فى مصر
وهو قلعة الفنون الشعبية فى مصر والوطن العربى
وشهد مسرح البالون بالعجوزة
انكسارات مصر وانتصاراتها تاريخ من التألق عبر الزمن ومحطات كانت شاهدة على بداياته وحضوره فى وجدان الشعب المصرى كان علامة بارزة فى مشوار الثقافة المصرية و تاريخ مسرح والثقافة المصرية جزء لا يتجزأ فى تاريخ المسرح المصرى ،
وأقيم مسرح البالون بكورنيش النيل بالعجوزة بمحافظة الجيزة, ويقع ضمن مجمع ثقافي كبير يشمل مسرح البالون والسيرك القومي وقاعة صلاح جاهين بمسرح البالون يتبعون البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية
كما يضم المجمع الثقافى قاعة الغد الذى تاسس عام 1995
فى عهد الراحل عيد الغفار عوده الذى كان يتبع أيضا البيت الفنى للفنون الشعبية وانتقل تباعيته للبيت الفنى للمسرح فى عام 1997
كما يكون للهيئة العامة لقصور الثقافة مسرح السامر وقاعة منف .
يعود ظهور مسرح البالون في مصر لمكالمة هاتفية عام 1960 من الفنان يوسف وهبي إلى الفنان السيد بدير المستشار الفني لفرق التليفزيون المسرحية في ذلك الوقت، والتى حدثه فيها عن أعجوبة بناء مسرح في شكل بالون قابل للفك والتركيب في ساعات قليلة والحركة من مكان لآخر معروض للبيع في إيطاليا بمبلغ 39 ألف دولار وكان الدولار وقتها يساوى 33 قرشا .وتحمس الفنان القدير سيد بدير للمشروع
وسافر إلى إيطاليا وعاد بالمسرح الذى وصل الى ميناء الإسكندرية عام 1962, وبدأت تشغيله في الإسكندرية بكوم الدكة لعروض فرقة رضا للفنون الشعبية وفرقة القاهرة الاستعراضية وفرقة الأنوار اللبنانية, ثم نقل مسرح البالون إلى القاهرة وتم تركيبه بأرض بجوار نادى الزمالك ثم أرض مسرح السامر وعرضت عليه أولى عروض الفرقة الغنائية الاستعراضية مسرحية القاهرة فى الف عام ،، موكب التاريخ حمدان وبهانة وفي العام التالي تم فكه وتركيبه في مكانه الحالي مع ملحقاته التي تضم أربع كرافانات تستخدم كغرف لتغيير الملابس وعربة إضاءة متنقلة وونش ومدرجات متحركة وبلكون متحرك ومن هنا جائت تسميته بمسرح البالون وبدأت عليه احتفالات ثورة 23 يوليو بحضور الرئيس جمال عبدالناصر ومجلس قيادة الثورة وعدد من الملوك والامراء والرئساء العرب والأجانب وكانت ام كلثوم وعبدالحليم حافظ وفايزة احمد وشادية ونجاة ووردة الجزائرية وعدد كبير من نجوم الطرب فى مصر والوطن العربى الذين شدوا عليه وظل قمرا يشع نورا فى سماء الفنى والثقافة وفى بداية السبعينيات حدث حريق هائل بمسرح البالون وكانت أصابع الاتهام تشير لعمل ارهابى من عناصر دولة شقيقة مجاورة كانت على خلاف مع الرئيس الراحل أنور السادات ، وقد قاموا بايجار شقة فى مدينة الإعلاميين خلف المسرح مباشرتا ثم أطلقوا صواريخ من البدرة الحارقة على الخيمة القماس التى تغطي المسرح حينذك وفى عام 1995 تم افتتاح المسرح مرة أخرى باسم مسرح ام كلثوم تخليدا لاسم ام كلثوم بعد رحيلها وظل يعمل ويقدم عروض لفرقة رضا للفنون الشعبية والفرقة الغنائية الاستعراضية والفرقة القومية للفنون الشعبية ،
وبعد مرور عدة سنوات وفى نهاية عام 1997 احتاج مسرح البالون إلى التطوير وتجهيزات أكبر وهو ما قام به الفنان القدير عبدالرحمن الشافعي خلال فترة رئاسته البيت الفني للفنون الشعبية فقرر تجديده على أحدث طراز مسرحي وقتها؛ فاستبدل الخيمة القماش التي كانت تظل أعلى المسرح بتصميم أجوف يشبه إلى حد كبير البالونة ومن هنا جاءت تسمية المسرح بالبالون، وكان ذلك في أواخر تسعينيات القرن الماضي، تم الافتتاح في يوليو 1999 بحضور وزير الثقافة فاروق حسني , وتم في حفل الافتتاح تقديم العرض الاستعراضي أوبريت قلب في الروبابيكيا, فكرة وإخراج محمود رضا.
ثم توالت ألعروض الناجحة على مسرح البالون،
وفي عام 2017 تمت أعمال التجديد والإصلاح مرة أخرى أثناء تولي الفنان هشام عطوة رئاسة القطاع, وأقيم حفل افتتاح كبير بالمسرح في 18 مايو 2017 بحضور وزير الثقافة الكاتب الصحفى حلمى نمنم حينذاك وقدم فى ليلة الافتتاح عرض (بيت الفن) من تأليف حمدي نوار واستعراضات عادل عبده ومن بطولة مروة ناجي، محمد قماح، مجدي فكري، وفتحي سعد، مع عدد كبير من فناني القطاع الاستعراضي.
وقد تعرض مسرح البالون لمحاولات متعددة لنقله من مكانة الحالة بالعجوزة، والتى وقف فيها المسرح أبيا أن ينتقل من مكانه الذى اعتاد عليه زواره ومحبيه، والتى كان أخرها العام الماضى عقب تقديم النائبة نشوى الديب، عضو مجلس النواب، اقتراحا لمجلس النواب، بنقل مسرح البالون من منطقة العجوزة، إلى مطار إمبابة، واستغلال الأرض المقام عليها الآن في مشروعات، أخرى، ولاقى الاقتراح رفضا تاما من قبل وزارة الثقافة والمثقفين، الذين هاجموا النائبة معللين ذلك بأنه دعاية انتخابية خاصة بالنائبة
وقام بعض المثقفين باتهام النائبة بأن هناك صفقة مشبوهة فى كل الصحف والقنوات الفضائية وفشل خطة النقل لمسرح عاش احزان وافراح
الشعب المصرى وغنى عليه أكبر والنجوم من مصر والعالم العربى ووقف مسرح البالون شامخا فى مواجهة اعداء
الفن والثقافة رغم كل هذا المحاولات الفاشلة أمام ارادة شعب يحمل على هاتقه سبع تلاف سنة حضارة اضاءت العالم كله فكرا وفنا وثقافة وابداع لأنها قوة عظيمة من قوة مصر الناعمة .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.