مسرح التجريب في المهجر: رؤى متعددة وتحديات مستمرة

 

مسرح التجريب في المهجر: رؤى متعددة وتحديات مستمرة

تقرير_ أمجد زاهر

نظم مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثلاثين،

ندوة بعنوان “التجريب المسرحي في المهجر العربي”،

بحضور نخبة من المسرحيين والنقاد من مختلف الدول العربية.

الهدف من هذه الندوة هو فتح حوار بناء حول مفهوم التجريب في المسرح،

وكيفية تأثير المهجر على طبيعة واتجاهات المسرح العربي، وما هي التحديات والفرص التي يواجهها المسرحيون في ظل ظروف مختلفة من الانتقال والاندماج والتغير.

 

 فاروق صبري: التجريب كعملية إبداعية

ففي بداية الندوة، شارك فاروق صبري، المسرحي العراقي المقيم في نيوزيلندا، تجربته في التجريب المسرحي في المهجر،

مؤكدًا على أن التجريب هو عملية إبداعية تستلزم التغلب على المألوف والسائد، والبحث عن رؤية جديدة تستند إلى التفكير العملي في الصورة والأداء.

قال صبري: “إن التجريب يمثل لغة مسرحية جديدة تستطيع أن تخبر قصصًا جديدة بطرق جديدة، فهو يستخدم عناصر مسرحية غير تقليدية مثل الفضاء والفراغ والحركة والصوت والضوء، ويسعى إلى بناء شخصيات متعددة الأبعاد”.

 محمد سيف: التجريب كحالة من الازدواجية

ومن ناحية أخرى، تحدث محمد سيف، الفنان والناقد المسرحي العراقي، عن التجريب المسرحي في المهجر كحالة من الازدواجية بين الهوية العربية والهوية الغربية،

وكتحديث للفنون الأدائية بما يتناسب مع السياقات الثقافية والاجتماعية المختلفة.

قال سيف: “إن التجريب المسرحي في المهجر يعكس تنوعًا وتعقيدًا في المشهد المسرحي العربي، فهو يتضمن ظواهر مثل الهجرة واللجوء والانتماء والانفصال والاندماج،

ويطرح أسئلة حول الصورة النمطية والتطور والتغير. إن مسرح المهجر يحتاج إلى تناغم وانسجام بين المسرحيين في المهجر، وبينهم وبين المسرح في الوطن”.

 

جميلة زقاي: التجريب كفضاء مفتوح

وفي سياق متصل، ألقت جميلة زقاي، الناقدة المسرحية الجزائرية، الضوء على التجريب كمحور رئيسي في المسرح بشكل عام، مشيرة إلى أن التجريب هو فضاء مسرحي مفتوح على التواصل والحوار بين المسرحيين والجمهور،

وأنه يستند إلى اللغة الشفاهية التي تعبر عن اللغة الاجتماعية. قالت زقاي: “إن التجريب هو مسرح ثوري يتمرد على التقاليد والأصول، ويستخدم أشكالًا جديدة من التعبير مثل المقارنة والتشبيه والمجاز. إن التجريب هو مسرح يستلهم من كل شيء، سواء كان عربيًا أو غربيًا، فهو يعبر عن هوية متعددة الألوان”.

وأشادت زقاي بالمسرح الجزائري كتجربة مغايرة للمسرح الفرنسي، مؤكدة على رغبتها في أن يكون مسرحًا عربيًا شاملًا.

 يوسف الحمدان: تعليقات وأسئلة

وفي ختام الندوة، تفاعل يوسف الحمدان، الناقد والكاتب المسرحي البحريني، مع المتحدثين، مطرحًا بعض التعليقات والأسئلة حول تجاربهم.

قال الحمدان: “إن المهجر له تعاريف متعددة ومختلفة، فهناك من هاجروا بإرادتهم، وهناك من اضطروا لذلك. إن المجتمع في المهجر يعاني من إشكالية في التوازن بين مفاهيمه وأفكاره المتباينة والمتضاربة.

وأشار إلى أن جميع الأوراق التي قدمت خلال الندوة تناولت هذه المسألة من زوايا مختلفة، وأبدى اعجابه بالبحوث التي قدمها المتحدثون،

ولكنه طرح بعض التساؤلات على كل منهم، مثل: لماذا لم تشارك شهادتك الشخصية؟ ولماذا لم تذكر نقطة التحول في تجربتك؟ ولماذا حصرت المسرح الجزائري في موضوع الهجرة؟ ولماذا اعتمدت على المسرح الفرنسي؟

وفي نهاية الندوة، ختم الدكتور سامح مهران، رئيس المهرجان، الحوار ببعض التأملات حول مصطلحات التجريب والمهجر، وموقف المسرحيين من الاستقطاب الثقافي والآليات الموجودة في المجتمعات التي يعيشون فيها. قال مهران: “إن مسرح التجريب في المهجر هو مسرح يعبر عن هوية متغيرة ومتحولة، فهو يستجيب للظروف والتحديات التي تواجهه، ويحاول أن يكون صوتًا للمهمشين والمضطهدين. إن مسرح التجريب في المهجر هو مسرح يبحث عن جسور التواصل والانفتاح على الآخر، ويسعى إلى تقديم رؤى جديدة وإبداعية تثري المشهد المسرحي العربي”.

وبهذا انتهت الندوة التي استمرت لأكثر من ساعتين، وشارك فيها أكثر من خمسين شخصًا من مختلف الدول العربية، وتم نقلها عبر الإنترنت للجمهور المهتم بالمسرح

وقد حظيت الندوة بإشادة كبيرة من قبل المشاركين والمستمعين، وأثارت نقاشات حول مستقبل المسرح التجريبى.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.