مسلسلات رمضان 2025 تحت سطوة التيك توك.. فن أم سقوط في فخ التريند؟

مسلسلات رمضان 2025 تحت سطوة التيك توك.. فن أم سقوط في فخ التريند؟

 

شهدت مسلسلات رمضان 2025 حضورًا طاغيًا لمواقع التواصل الاجتماعي، خاصة “تيك توك”، حيث أصبح عنصرًا أساسيًا في الحبكات الدرامية.

 

بقلم: علياء نجاح

 

وبينما نجحت بعض المسلسلات في توظيفها بذكاء لكشف أبعاد اجتماعية ونفسية عميقة، سقطت أعمال أخرى في فخ التريند والسطحية، مكتفية بجذب المشاهدين من خلال الألفاظ الخادشة والمحتوى المثير للجدل، فإلى أي مدى نجحت الدراما المصرية في تقديم معالجة متوازنة لهذا العالم الرقمي؟

مسلسلات رمضان التي سقطت في فخ الاستسهال والتريند

 

مسلسل العتاولة 2

تناول هذا المسلسل تأثير “تيك توك” على الشباب، حيث قدمت هدى الإتربي شخصية تسعى لتحقيق الشهرة عبر المنصة.

ورغم أن الفكرة تمتلك إمكانيات درامية جيدة، فإن التنفيذ جاء سطحيًا، إذ ركز على المشاهد الكوميدية الخفيفة دون تقديم معالجة حقيقية لمخاطر الهوس بالشهرة الرقمية أو أثرها على القيم المجتمعية، كما بدت المشاهد وكأنها تروج للأفعال غير اللائقة التي تحدث عبر منصة تيك توك.

 

 

ظهرت هدى الإتربي في أكثر من مشهد وهي تقوم بعمل بث مباشر (لايف) على تيك توك، مستخدمة مصطلحات بعض “التيك توكرز” أثناء قيامهم بجولات لجذب الداعمين، مما بدا وكأنها تؤيد هذه التصرفات غير اللائقة بالمجتمع المصري.

 

مسلسل 80 باكو

 

مسلسل “80 باكو” هو دراما اجتماعية وكوميدية، يتناول حياة الطبقات الشعبية ومجتمع العشوائيات، مسلطًا الضوء على التحديات والصعوبات التي تواجهها النساء في هذه البيئات.


وظف العمل السوشيال ميديا كأداة للضحك، حيث استخدمت رحمة أحمد المنصة لتحقيق مكاسب تجارية، وبينما كان يمكن أن يناقش المسلسل بحرفية كيف أصبح “تيك توك” بابًا مفتوحًا لريادة الأعمال، إذ أن له تأثيرًا سلبيًا وإيجابيًا أيضًا لمن يمتلكون محتوى هادف، فإنه اكتفى بتقديم مشاهد طريفة دون تعمق في تأثير هذه الوسيلة على المستخدمين.

 

مسلسل المداح 5

 

في الجزء الخامس من مسلسل “المداح”، جسدت الممثلة إيمي الجندي شخصية “سلمى”، وهي فتاة تعمل كـ”تيك توكر”. تُعتبر هذه الشخصية مركبة ومعقدة، حيث تسلط الضوء على قضايا السوشيال ميديا، بالإضافة إلى تعرضها لأحداث غامضة تتعلق بالجن.
تجسد سلمى وزوجها شخصية بعض ثنائيات التيك توك، حيث أظهرت العديد من المشاهد شخصية الزوج الذي يستغل زوجته من أجل الربح، مستخدمين حياتهم الشخصية كوسيلة لإثارة الجدل وتحقيق الشهرة عبر التريندات.

 

الأعمال التي قدمت السوشيال ميديا برؤية ناضجة

 

مسلسل “أثينا” هو دراما مصرية تدور أحداثه حول “نادين” (ريهام حجاج)، مراسلة صحفية تتعرض لأزمة كبيرة تجبرها على التقاعد المؤقت بعد انتحار شقيقتها “مي” في ظروف غامضة تتعلق بالإنترنت المظلم (الدارك ويب).

يُعد مسلسل “أثينا” دراما نفسية تتناول تأثير تطور التكنولوجيا على المجتمع، خاصة جيل الشباب، كما يناقش كيف يمكن أن نتعرض لنوع من أنواع التلاعب، سواء كان بشريًا أو غير بشري، وكيف يمكن لهذا التطور أن يؤذينا كبشر.

 

يتضح من دراما رمضان 2025 أن السوشيال ميديا لم تعد مجرد خلفية للأحداث، بل أصبحت محورًا رئيسيًا في الدراما المصرية.
بعض الأعمال استخدمتها بذكاء للكشف عن تحولات المجتمع، بينما ركزت أخرى على ركوب موجة التريندات دون مضمون حقيقي.
ورغم ذلك، فإن هذا الموسم يعد خطوة نحو إدراك أعمق لأثر التكنولوجيا على حياتنا، مما يفتح المجال لمناقشات أكثر وعيًا في المستقبل حول علاقتنا بعالم التواصل الرقمي.

 

بعيدًا عن هيمنة السوشيال ميديا على الحبكات، كان القاسم المشترك بين معظم المسلسلات الرمضانية هذا العام هو استخدام لغة حوار متدنية، مليئة بالألفاظ الخادشة للحياء، والتي أصبحت تتكرر بحجة أنها “لغة الشارع”.

 

المشكلة هنا ليست في نقل الواقع كما هو، بل في تقديمه دون أي رؤية نقدية أو محاولة لتهذيبه دراميًا، فالدراما ليست مرآة تعكس القبح فقط، بل أداة لتفسيره وتقديم بدائل أكثر وعيًا.

 

مع تزايد الجدل حول حدود الجرأة في الدراما، أصبح من الضروري إعادة النظر في معايير كتابة الحوارات واختيار المشاهد، بحيث لا تؤدي الرغبة في الواقعية إلى فقدان الدراما جوهرها الإبداعي، فالجمهور بحاجة إلى محتوى يحمل فكرًا ورسالة، وليس مجرد إثارة وقتية سرعان ما تتلاشى مع انتهاء الموسم الرمضاني.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.