مش كسل ولا توتر.. علامات صادمة تكشف إصابتك بـ ADHD بعد الثلاثين
علامات صادمة تكشف إصابتك بـ ADHD بعد الثلاثين
كتبت نهير مدحت
يظن كثير من الناس أن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) يختفي مع التقدم في العمر، أو أنه مجرد مرحلة طفولية تنتهي مع الدراسة، لكن الحقيقة الطبية تؤكد أن هذا الاضطراب قد يستمر مع الإنسان حتى البلوغ وما بعد الثلاثين، بل وقد يظهر بشكل أوضح في هذه المرحلة بسبب ضغوط الحياة والعمل والمسؤوليات.
بعد سن الثلاثين، تتغير صورة ADHD، فلا يكون فرط الحركة هو العرض الأبرز، بل تظهر أعراض أكثر خفاءً، وغالبًا ما يُساء تفسيرها على أنها كسل، قلق، توتر عصبي أو ضعف في الشخصية.
من أبرز العلامات التي قد تكشف إصابتك بـ ADHD بعد الثلاثين:
يعاني كثير من المصابين من صعوبة شديدة في التركيز، خاصة في المهام الروتينية أو الطويلة، فتبدأ العمل بحماس ثم تفقد انتباهك سريعًا دون سبب واضح. كما يظهر النسيان المتكرر في تفاصيل يومية مهمة مثل المواعيد، دفع الفواتير، أو حتى متابعة المحادثات.
واحدة من العلامات الشائعة أيضًا هي التشتت الذهني المستمر، حيث يشعر الشخص بأن عقله يعمل طوال الوقت، مع أفكار متداخلة لا تتوقف، حتى أثناء محاولات الراحة أو النوم.
كذلك يعاني المصابون من ضعف إدارة الوقت، فتقدير الزمن يكون غير دقيق، ويغلب عليهم التأجيل حتى اللحظة الأخيرة، ما يخلق ضغطًا نفسيًا دائمًا. ويصاحب ذلك شعور سريع بالملل، حتى من الأشياء التي كانت ممتعة في البداية.
الاندفاعية من العلامات المهمة، سواء في اتخاذ قرارات سريعة، أو الشراء دون تخطيط، أو التحدث قبل التفكير، وهو ما قد يؤثر على العلاقات الاجتماعية والمهنية. كما تظهر تقلبات مزاجية واضحة، وحساسية مفرطة للنقد، مع شعور متكرر بالإحباط.
كثيرون يعانون أيضًا من صعوبة الالتزام بالروتين، إذ يشعرون بالاختناق من التكرار والالتزام، رغم إدراكهم لأهميته. ويظل الإحساس بعدم الإنجاز مسيطرًا عليهم، حتى مع بذل مجهود حقيقي، وكأنهم دائمًا أقل مما ينبغي.
ولا يمكن تجاهل ارتباط ADHD لدى البالغين بـ القلق والتوتر المزمن، وأحيانًا الاكتئاب، نتيجة تراكم الضغوط وسوء الفهم من المحيطين.
لماذا يتأخر التشخيص؟
غالبًا ما يتم تجاهل ADHD في الكبار لأن الأعراض تتداخل مع ضغوط الحياة، أو لأن الشخص تعلم التعويض منذ الصغر، أو بسبب نقص الوعي بأن الاضطراب لا يقتصر على الأطفال.
رسالة مهمة
ADHD ليس عيبًا ولا فشلًا شخصيًا، بل اختلاف عصبي يحتاج إلى فهم وتشخيص صحيح. كثير من المصابين يتمتعون بإبداع عالٍ، وذكاء ملحوظ، وقدرة على التفكير خارج الصندوق، لكنهم يحتاجون فقط إلى الدعم والعلاج المناسبين.
الوعي هو أول خطوة للراحة.

