مصادر الخوف وأسبابه ودوافعه ” الرعب من المجهول”
مصادر الخوف وأسبابه ودوافعه ” الرعب من المجهول”.
يرصدها: ثروت عبدالرؤوف
أكبر مصدر للخوف في الحياة هو( الخوف التخيلي )
نخاف من الأمراض قبل الإصابة بها وقد نموت بدون الإصابة بها، منذ بداية الوعي والإدراك نصاب بالخوف من الموت ويستمر خوفنا حتىٰ النهاية.
نخاف من الفقر قبل أن يلحق بنا
نخاف من نكبات الدهر قبل أن تقع
نخاف من السلطة الغاشمة وقد تأتي وتذهب بدون ممارسة أي نوع من الغشم معنا، نخاف من المختلف معنا والمختلف عنا بالرغم من أنه يُكملنا ولا يمكننا الحياة بدونه.
الخوف هو شعور يسببه عقل يتخيل ولذلك يسمىٰ الخوف التخيلي، والعقل كالكوب يكتسب لون المشروب
مثال بسيط للتبسيط.
إنسان سأل عن مكان مظلم، أخبره أبوه أو شخص ما أن هذا مكان مهجور مأوىٰ للجن والعفاريت ومن يقترب منه يتلبس ويلحق به أذىٰ، وإنسان آخر أخبره أبوه أو شخص ما أنه مكان عادي فقط ينقصه مصدر ضوء….
الأول يظل يعاني من هذا المكان طول عمره ويحلم بالزواج من بنت ملك الجان وتسخير عفريت يستعين به علىٰ أعداءه.
الثانى سوف يبحث عن مصدر ضوء ويستعين به في الدخول لهذه المنطقة المظلمة وبالطبع لن يجد فيها جن ولا عفريت،
لذلك يُقال أن الإنسان الذي تحيط به مساحات مظلمة يزداد خوفه والمساحات المظلمة هنا يقصد بها كل ما يجهله الإنسان.
سعي الإنسان لمعرفة ما يُحيط به من مناطق مظلمة وما تحويه هذه المناطق هو سعي طبيعي فطري،
فالطفل منذ بدايه وعيه وإدراكه لا يتوقف عن طرح الأسئلة والمحيطين به يجيبون وبناء علىٰ الإجابات يمتلىء العقل بالمشروب ويكتسب لونه،
فإما أن يغرق في مستنقع من الخرافات والأوهام وإما أن يسلك طريق العلم.
وهنا السؤال المهم… كوب العقل المصري الجمعي
ماذا يحوي؟
الإجابة ببساطة
قس مساحة الخوف التخيلي عند الناس، شعب يخاف من المرض والموت والفقر وغشم السلطة ثم ضع ألف خط تحت الغشم والعشم تمنعه من مجرد إبداء رأيه فيما يخصه شخصيا، وللأسف الشديد هناك من يروج لبعض العبارات مثل ( من خاف سلم.. إمشي جنب الحيطة ٠٠كل عيش ٠٠ربى العيال ٠٠عدى أيامك مهما كانت سودا على خير ٠٠طاطى حتى تمر الريح ٠٠٠٠).