نجوم الزمن الجميل والفن الأصيل كانوا لا يهتمون بالمكسب المادي ولا يعنيهم أن يمتلكوا سيارة فارهة وبيت فاخر ، كان فقط يكفيهم حب وإسعاد جماهيرهم لهم، كان الفن بالنسبة لهم حياة وليس سبوبة كما يستخدمه البعض حالياً ،الربح من الفن كان آخر اهتماماتهم .
هؤلاء النجوم تركوا لنا تراث من أعمالهم إلى الأن محفور في الأذهان ، وفي تاريخ السينما المصرية، ومع الأسف على الرغم من هذا ألا أن الكثير منهم رحلوا لا يملكون حق علاجهم والبعض لا يملك حتى السكن الذي يأويه .
سنوضح في مقالنا بعض من النجوم التي يتردد أسمائها وتعرض أعمالهم حتى الآن ولكن الأزمات المادية والمرضية جعلت حياتهم تنتهي نهاية مأساوية وأثبتوا أن بالفعل دوام الحال من المحال وأن الدنيا لاتدوم لأحد فكل أسم سنذكره يعد علامة محفورة في تاريخ السينما المصرية .
من هؤلاء النجوم : “سعاد حسنى ، إسماعيل يسٍ ، عبد السلام النابلسى ، أمين الهنيدى ، يوسف بك وهبى ، زينات صدقى ، فاطمة رشدى ، عبد الفتاح القصرى وغيرهم من الفنانين الذين” قتلهم الفقر والمرض بالبطىء”، وسوف نتحدث عن كلاً منهم بمفرده .
الفنان عبد الفتاح القصرى:
الفنان “عبد الفتاح القصري ” رمز من رموز الكوميدية الذي إستطاع بخفة ظله أن يسعد جمهوره ، بعد مشواره الطويل وأعماله التي قدمها ، أصيب القصري بالعمى المفاجئ أثناء تقديمه لأحد العروض المسرحية ، التى كان يشارك فيها مع إسماعيل يس وأعتقد الجمهور وقتها أنها مشهد إرتجالي له وخروج عن النص وضحكات الجمهور ملئت المسرح وقتها .
أستغلت زوجته التي كانت تصغره بعدة سنوات إصابته بالعمى ، وجعلته يوقع لها على بيع كل مايملك ، وعاش “القصرى” الأيام الباقية من عمره عاجز النظر فى حجرة تحت السلم حتى أن توفاه الله في عام 1964م .
الفنان “رياض القصبجى” أو “الشاويش عطية” :
“الشاويش عطيه ” كما أشتهر في مجموعة أفلامه مع إسماعيل يسٍ ، أنتهى به الأمر كرهينة بمستشفى بعد الوفاة ، لعدم إستطاعة أهله دفع فاتورة المستشفى ، إلا بعد تدخل المخرج حسن الإمام وسدد مصاريف علاجه بالكامل، ومن ثم تمكن من إستخراج جثته لدفنها رحمه الله.
الفنانة زينات صدقى:
التى أضحكت الملايين لم تجد إلى جوارها من يحاول رسم البسمة على وجهها بعد أن تخلى عنها الأصدقاء ، وأنعزلت عنها الأضواء ، أضطرت لبيع أثاث منزلها لتأمين إحتياجاتها المعيشية ، وظلت تعانى المرض والفقر وسوء الحظ الذى رافقها ولم تستطع تحقيق أبسط أمانيها وهي تأدية مناسك الحج .
حيث طلبت الفنانة زينات صدقي من الرئيس الراحل “محمد أنور السادات” الحج على نفقة الدولة أثناء تكريمها فى 1976م ، ولكنها توفت بعد إصابتها بماء على الرئة دون أن تحقق أبسط أمانيها.
الفنان “إسماعيل يس” :
إسماعيل يس أو أبو ضحكة جنان كما كان يلقبه جمهوره ، الذي انطفأت ضحكته وملئ حياته الأحزان بعد أن حاصرته الديون بعد توقفه عن العمل قبل وفاته بحوالي أربع سنوات ، فلم يعد مطلوباً من قبل صناع السينما ، مما اضطره إلى الرجوع للمونولوج ولكن لم ينجح هذه المرة حتى بعد سفره للبنان وتقديمه أعمال لا تليق بمكانته الفنية ، فعاد إلى مصر وباع جميع أملاكه ، وتوفى فى عام 1972 م رحمه الله .
السندريلا ” سعاد حسني “
السندريلا كما لقبها الجميع ، التى كانت تنشر البهجة والفرح والسعادة ، وكانت أبتسامتها لا تفرقها أمام الشاشات ، توفيت وهى لا تملك سوى 3950 جنيهاً إسترلينيا للعلاج و58 جنيها لنفقات المعيشة ، لدرجة انها كانت تقدم رباعيات صلاح جاهين بصوتها في الراديو مقابل مبلغ مالي بسيط ، بعد أن منعت الدولة عنها الإعانة المخصصة لها ولعلاجها والتى كانت ترسل لها فى إنجلترا إلى أن قتلت أو أنتحرت والله أعلم .
الفنان يونس شلبي
الفنان الكوميدي الراحل يونس شلبي رغم مشاركته في أكثر من 77 فيلما ،
توفي الفنان بعد صراع طويل مع المرض ، وناشدت وطالبت زوجته الحكومة بعلاجه على نفقة الدولة ، بعد أن اضطرت الأسرة إلى بيع آخر أملاكها في الدقهلية بسبب تكاليف العلاج رحمه الله .
الفنان عبد السلام النابلسى:
كان من المميزين في تقديم دور الفنان الأرستقراطي بشكل كوميدي ، طريقته المميزة جعلت الجمهور يضحك من قلبه ، أصيب بمرض خطير أخفاه عن الجميع وأبعده عن الشهرة والنجومية ، و أعلن بنك “إنترا” إفلاسه وكانت الضربة القاضية له ، بعد أن عاش معزولاً ووحيداً ،لا يملك القليل من المال لقضاء أبسط احتياجاته ، حتى توفى عام 1986 م رحمه الله .
عمالقة الفن “يوسف وهبى، أمينة رزق”:
العمالقة بعد ما قدموه من أدوار عديدة ومتنوعة خلدتهم في تاريخ السينما ، بعد أن أفنوا عمرهم في الفن ، أستكملوا حياتهم بعد تقدمهم بالعمر و الأمر الذي أدى بدوره لقلة و ندرة الأدوار التي تعرض عليهم ، وأنتهى بهم الحال للحصول على معاش تقاعدي قيمته 32 جنيها إلى أن توفي .
