معاناة الأطفال بعد الطلاق بقلم د. سلوى سليمان
معاناة الاطفال بعد الطلاق ؟
بقلم /د.سلوى سليمان
نتيجة لصعوبة الحياة وكثرة الخلافات بين الزوجين ،منها ما ينتهى بالتصالح ومنها ما يؤدي إلى الطلاق ،والطلاق حدث ذا وقع قاسي على الأبناء كالصاعقة ،ومربك ومدمر في بعض الأحيان، حيث ينتج عنه تأثيرات مُتباينة تختلف من طفلٍ لآخر، حسب طبيعته ونُضجه اعتماداً على عمره، وعلى طريقة انفصال الوالدين، ودورهم في زيادة تقبّلهم لهذا القرار، وشعورهم بالارتياح بعده ومهما كان عمر اطفالهم، فإنهم عُرضة للمعاناة من العديد من المشاعر السلبية بعد الطلاق، مثل الغضب، والرفض، والشعور بالصدمة، إلى الشعور بالحزن. بل الأكثر من ذلك انخفاض مستوى تحصيلهم وعدم التكيف النفسي والاجتماعي والعاطفي ، وحال حدوث الطلاق تتغير أدوار ومسؤوليات الوالدين؛ فقد تقوم الأم بدورها ودور الأب ايضا والعكس وهذا القرار قد يكون قرار صعب وخاطئ
فيؤثر بالسلب على افراد الاسرة ، وقد يكون صائب ويحقق الاستقرار النفسي للأطفال والتوازن الأسري، وهنا دعوة إلى كل أب وأم ، لابد من الحرص والتأني لبقاء العلاقة وعدم افتعال مشاكل، وتوفير بيئة صحيّةً ،خاليّةً من النزاعات والخلافات، ينشأ بها الأبناء ويهتم كل منكما بسعادتهم وتتناوبون على رعايتهم وتوعيتهم، والعمل يداً واحدةً من أجل مصلحتهم ومستقبلهم، حرصا على بقاء علاقةً وديّة تُبنى على الاحترام والتعاون .
اخيرا … معظم الأطفال يحتاجون وقتا طويلا لكي يعودوا الي حالتهم الطبيعية حتي لو عاد الوالدان الي العيش سويا؛ لذلك حاول بكل الطرق ان تكسب أطفالك الحرية وعدم فرض التزمات عليهم كأن تطلب منهم أن ينحاذو إلى طرف دون الآخر، واحرص ان تكسبهم الإحساس بالأمان وأن تقوم بدور مؤثر في حياتهم مهما تدهورت العلاقة بينكما ومن الطبيعي أن يشعر الأطفال بمجموعة من المشاعر الصعبة، ولكن الوقت والحب والاطمئنان سيساعدهم على التعافي والتجاوز، أما إذا ظل أطفالك يعانون من المشاعر الصعبة فقد تحتاج إلى طلب مساعدة متخصصة من الإرشاد الأسري والنفسي ……