معانى الوحى فى اللغة بقلم الداعية الإسلامية مهندسة بهيرة خيرالله
معانى الوحى فى اللغة بقلم الداعية الإسلامية مهندسة بهيرة خيرالله
الوحى لغة : ” الإعلام فى خفاء ” ، وقد ورد فى القرآن الكريم في استخدامات له بعدة معانٍ :
▪️ الإشارة : كانت آية سيدنا زكريا على أنه سيُرزق بولدٍ وهو فى أرذل العمر ، أن يحبس عن الكلام مع الناس ثلاثة أيام إلا رمزاً بالإشارة والإيماء ، كما قال تعالى : { فخَرَجَ على قومِهِ من المِحْرَابِ فأوْحَى إليهِمْ أن سَبِّحوا بُكْرَةً وَعَشِيًا }.
[ مريم:11] .
▪️ الإلهام : وفى الحديث عن أم موسى لما خافت على رضيعها من القتل ، ألهمها الله بما تفعله .
كما قال تعالي : { إذْ أوْحَينا إلى أمِّكَ ما يُوحَى (38) أن اقذفيه فى التابُوتِ فاقذفيه فى اليَمِّ فليلقه اليَمُّ بالسَّاحِلِ … } [ طه ] ..
وقوله : { وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) } [ القصص ] .
▪️الوسوسة : قوله تعالي : { وَإنَّ الشَّيَاطِينَ ليُوحُونَ إلى أوْليائِهِمْ ليُجادلوكم وَإنْ أطعتموهُمْ إنَّكمْ لمُشركُون } [ الأنعام:121] ، أي يوسوسون إلي أتباعهم فيلقون في قلوبهم الجدال بالباطل .
▪️ التسخير : قوله تعالي : { وَأوْحَى رَبُّك إلى النَّحْلِ أنِ اتَّخِذِى مِنَ الجبالِ بُيُوتاً ومن الشَّجرِ وَمِمَّا يَعرِشُونَ } [ النحل:68] .
▪️ الأمر : قوله تعالي : { وَإذْ أوْحَيتُ إلى الحَواريينَ أنْ ءَآمِنُوا بِى وَبرَسُولى قالوا ءآمنَّا واشهدْ بأننا مُسْلِمُون } [ المائدة : 111 ].
قيل اي قذفت فى قلوبهم الإيمان بالله وبعيسي عليه السلام وقوله : { إِذْ يوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ ءامنوا } [ الأنفال :12] .
أي يوحي إِلى الملائكة بأنه معهم بالعون والنصر ، وهذا أمر لهم بالقتال مع المؤمنين يوم بدر .
▪️ الأمر والإخبار : قوله تعالي : { يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا (5)} [ الزلزلة ] .
▪️ أما الوحى شرعا :
فهو من الإعلام فى خفاء : { إنْ هُوَ إلاَّ وَحْىٌّ يُوحَى } [ النجم : 4 ] ؛ وهو الصلة بين الخالق عز وجل ومن يصطفيه من عباده لحمل أمانة البلاغ من الأنبياء والرسل ، الموحى إليهم من الرجال فقط دون النساء – وهو كقوله تعالى : { وَمَآ أرْسَلنا مِن قبلكَ إلاَّ رجالاً نُوحِى إليهِمُ .. } [ النحل:43] .
– ويقول تعالي مُبينا أنواع الوحي الشرعي : { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) } [ الشوري ] .
وهذه مقامات الوحي بالنسبة إلى جناب الله عز وجل ، فهو تارة يقذف في روع النبي شيئا لا يتمارى فيه أنه إلهامٌ من الله عز وجل ، كما جاء في صحيح ابن حبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، خذوا ما حلَّ ودعوا ما حرَّم ..
أو بالمنام كما كان من رؤيا إبراهيم عليه السلام بالأمر بذبح ابنه { فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ .. (102)} [ الصافات] ورايا الأنبياء حق ؛ أو يكلمه من وراء حجاب كما كلم تعالي موسى عليه السلام ، فإنه سأل الرؤية بعد التكليم للإستئناس فحجب عنها ؛ أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء كما أرسل روح القدس جبريل عليه السلام أوغيره من الملائكة إلى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، فهو عليم خبير حكيم .
قال ابن عباس : نزل جبريل عليه السلام على كل نبي فلم يره منهم إلا محمد وعيسى وموسى وزكريا عليهم السلام ، فأما غيرهم فكان وحيا إلهاما في المنام .
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما بفضلك وكرمك يارب العالمين.