معدلات الطلاق فى مصر ..نسب صادمه!!بقلم الكاتبه مني سعد سراج
…الأسباب والحلول
يعانى المجتمع المصرى فى السنوات الاخيرة من مشكلات عديده على المستوى الأسرى ..ومن اكثر المشكلات التى تحتاج الى علاج ونظر بشكل فعّال كثرة حالات الطلاق حيث لوحظ للاسف الشديد إنهياراً كبيراً فى منظومة القيم التى كانت تحكم المجتمع المصرى منذ وقت طويل نتج عنه هذا الارتفاع الكبير فى نسب الطلاق حيث بلغت (3.2%)بينما يقابله انخفاض فى نسب عقود الزواج (2.8%)وذلك فى العام 2018 وذلك حسب الهيئة العامه للإحصاء ..مما يشكل تهديداً للبناء الأسرى فى المجتمع وبذلك لم يعد احد فى مأمن من هذا التحول الاجتماعى الخطير ..
وفى هذه السلسله من المقالات نحاول الوقوف معاً على الأسباب التى أدت الى تفاقم هذه الظاهره ومحاولة ايجاد الحلول عسى ان تساهم فى توعية الآباء والأمهات الذين يعدون ابناءهم ليكونوا أزواج وزوجات المستقبل ..
ونبدأ باختلاف المعايير :
حيث اختلفت معايير اختيار الزوج والزوجه..وأصبحت النظرة للزواج نظره ماديه بحته وأصبح هناك تغاضى عن التوافق الفكرى والثقافى فى مقابل توافر المستوى المادى على وهم انه يصنع الامان للمستقبل ..
وهنا ياتى دور الاسره التى اصبح دورها الان من عوامل الهدم بينما كانت فى الماضي من اهم عوامل البناء فكان الأب او ولى الامر يختار لابنته من يشتهر عنه الدين والخلق مع توفر مصدر معقول للدخل يكفى لحياه كريمه لا يشترط فيها توفرالرفاهيات وكانت الكلمه الشهيرة ( احنا بنشترى راجل ) هى السائدة وهو ما نادى به ديننا الحنيف ( من اتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه الا تفعلوا تكن فتنة فى الارض وفساد عريض..
وبالفعل بسبب تجاهل هذه السنه النبويه العظيمه انتشرت فتنة الطلاق ..
اما الان فان الوالدين يريدان ان تبدا ابنتهما من حيث انتهوا هم متجاهلين سنوات الكفاح التى تطلبها الامر ليصلوا الى ماهم عليه الان ..
وعلى مستوى الشباب فانه يتقدم للفتاه وفى ذهنه صوره وهميه مسبقه صنعتها ميديا الإنترنت والإعلام التى يتم التلاعب بكل سهوله فى صورها لما ستكون عليه
صورة زوجة المستقبل ..دون النظر الى مستوى ثقافتها الدينية والعامه وقدرتها على فهم وتطبيق هذه الثقافه ..
وكان نبينا الكريم يعلم تماما هذه المعضله فكان حديثه الشريف ( تُنكح المراه لأربع مالها وجمالها وحسبها ودينها ) وحسم الاختيار فقال فاظفر بذات الدين تربت يداك ..
بينما والدا الشاب يسعيان لزوجه غنيه حتى يستطيعان بذلك توفير حياه ( مريحه) لابنهما خاليه من المسؤوليه
او من عائله كبيره ليتم التفاخر بالنسب ..ولا يلقيان بالا
لتربية الفتاه العائلية والدينية ..فتحدث المشاكل بعد الزواج لينتهى بالطلاق ..
وهكذا فان للاسف فان المغالاه فى المهور وانتشار ثقافة المظاهر والمقارنات أدت الى سوء الاختيار وبالتالى ما سيترتب عليه من حياه زوجيه تعيسه تؤدى الى الطلاق ..
أيضاً من العلامات الكبيره لاختلاف المعايير فى المجتمع المصرى فى خلال ال١٠سنوات الاخيرة فى بعض فئات المجتمع وبالذات ذات المستوى التعليمي والثقافى المنخفض انه اصبح الكثير من الرجال يفضلون البطاله وترك مسؤولية الإنفاق على الزوجه ..وبذلك اصبح هناك اختلاف فى الأدوار بحيث أصبحت المرأه تقوم بمهام ومسؤوليات الرجل وهو ما انتشر بكثره فى الوقت الذى كانت مثل هذه الأمور فى نفس هذه الفئات تعتبره (عيباًويمس كرامة الرجل )..!!حيث اصبح الزواج قائماً على البحث عن الاحتياج وليس البحث عن شريك حياه..
مع توقف شبه تام عن التوعيه المجتمعيه سواءاً إعلاميا او على مستوى الأعراف والتقاليد ..
الحلول:
*يجب ان نتكاتف جميعاً لإعادة القيم التى كانت تميز مجتمعنا حتى عهد قريب ويجب ان تكون التوعيه المجتمعيه على جميع الأصعدة فى المدارس والجامعات ومراكز الشباب وإقامة الندوات والأنشطة التى تعزز من المفاهيم والقيم التى ترتكز للدين ..
الاهتمام بالتوعية الإعلامية وزيادة الرقابه على الدراما والمسلسلات وأنتاج منها ما يخدم ويرسخ القيم الاصيله للمجتمع المصرى ..
*الاهتمام بالسوشيال ميديا حيث ان الكثير يتاثر بما فيها
من حيث القناعات والأفكار فيجب التركيز على الوصول
للشباب من خلالها باعتبارها الوسيله الاقصر للوصول اليهم ..
*عدم المغالاه فى المهور وتغيير ثقافة المظاهر
*العمل على التوعيه الثقافية للارتقاء بالنفس وبالتالى النظر برقي لصفات الشريك الشخصيه لا الماديه ..
*يجب على الآباء الجدد ترسيخ القيم والمبادئ التى تمس الاسره فى نفوس اولادهم منذ الصغر وان الاختيار الصحيح وتحمل المسؤوليه والحرص على سلامة الاسره هى واقع لابد من تحقيقه بكل السبل وانه هو المثال الحقيقى للنجاح فى الحياه وليس النجاح المادى .
*المؤسسات الدينيه يجب ان تقوم من غفلتها الطويله
وان تحرص على حضور قوى فى كافة وسائل الإعلام للحديث عن هذه المشكلات الملحه وفى هذا الإطار فقد قام الازهر الشريف بمبادرة لم الشمل التى ساهمت فى إنقاذ عشرات الأسر من شبح الطلاق ..
ومن الأسباب الكبرى التى تفشت حديثا كعدوى محمومه نظرا لانتشار الثقافه الغربيه وتأثرنا بها هى ظاهرة ( الانا) وتضخمها بشكل مريع ..وهذا ما سنتكلم عنه فى مقالنا القادم باذن الله ..
دمتم بخير ..
بقلم :منى سعد سراج