معرض مسقط للكتاب ملتقى عُماني دولي متجدد للرؤى والأفكار بعقل واع

معرض مسقط للكتاب ملتقى عُماني دولي متجدد للرؤى والأفكار بعقل واع

  مسقط، خاص:

يُعد معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الجديدة الثالثة والعشرين والتي أعلن تفاصيلها الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام، عُرساً ثقافياً يتجدد باستمرار لينهل منه المُتعطشين إلى الفكر والثقافة والأدب والفن، وسط مناخ من حرية الرأي والفكر المستنير البعيد عن المصادرة.

وبات المعرض واحدا من المعارض الدولية المهمة على كافة الأصعدة العربية والخليجية بل والعالمية، إذ يعتبره المثقفون إطلالة حضارية وثقافية عُمانية متجددة على العالم، يعرضون خلاله إبداعاتهم الأدبية والثقافية دون حظر أو تقييد، وتشهد هذه الدورة مشاركة 783  دار نشر من 28 دولة ، بينها 603 تشارك بشكل مباشر و180 تشارك عبر توكيلات.

تعمل سلطنة عُمان باستمرار على إدخال التحديثات الثقافية المستمرة على فعاليات المعرض، وذلك بهدف بناء وصياغة عقلية الانسان بما يتواكب مع التقنيات الحديثة والتدفق المعلوماتي في عصر أصبح فيه العالم عبارة عن “قرية كونية” من خلال شبكة المعلومات الدولية “الإنترنت” والتي صاحبها التطور غير المسبوق في الإعلام الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي من تويتر وفيس بوك وغيرها من الأدوات العصرية الجديدة.

إذ تحرص سلطنة عُمان على إتاحة مختلف المعارف في العلوم الاجتماعية لجذب جميع المواطنين إلى اقتناء وقراءة الكتب من أجل صقل مواهبهم وقدراتهم الثقافية، لأن عُمان بوتقة للجميع بتنوع أفكارهم التي لا تصادر على فكر ورأي الآخرين.

 

السلطان قابوس: ” نحن لن نسمح بمصادرة الفكر. أبدا”.

حرية الرأي وعدم مصادرة الفكر نهج أصيل رسخه السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان، حينما قال” نحن لن نسمح بمصادرة الفكر. أبدا”.

وأكد على هذا المبدأ لدى افتتاحه الدورة الخامسة لمجلس عمان عام 2013، حيث قال:” نحن نؤمن دائما بأهمية تعدد الآراء والأفكار، وعدم مصادرة الفكر، لأن في ذلك دليلا على قوة المجتمع، غير أن حرية التعبير لا تعني قيام أي طرف باحتكار الرأي، ومصادرة حرية الآخرين في التعبير عن آرائهم، فذلك ليس من الديمقراطية ولا الشرع في شيء، كما لا يمكن السماح بالتطرف والغلو من جانب أي فكر كان”.

وأضاف السلطان قابوس قائلاً:” كما أن الفكر متى ما كان متعددا ومنفتحا لا يشوبه التعصب، كان أقدر على أن يكون الأرضية الصحيحة والسليمة لبناء الأجيال، ورقي الأوطان، وتقدم المجتمعات، فإن التشدد والتطرف والغلو على النقيض من ذلك، والمجتمعات التي تتبنى فكرا يتصف بهذه الصفات إنما تحمل في داخلها معاول هدمها ولو بعد حين”.

ودعا سلطان عُمان في كلمته جميع العمانيين إلى التوعية في ذلك لتكون كما قال: “سياجا يحميهم من التردي في مهاوي الأفكار الدخيلة التي تدعو إلى العنف والتشدد والكراهية والتعصب والاستبداد بالرأي، وعدم قبول الآخر، وغيرها من الأفكار والآراء المتطرفة التي تؤدي إلى تمزيق المجتمع، واستنزاف قواه الحيوية، وإيراده موارد الهلاك والعياذ بالله”.

” حرية مسئولة” كفلها النظام الأساسي العُماني

أقر النظام الأساسي العُماني حق حرية الرأي والتعبير عنه، وأوجد له من الضمانات التي تعينه، وذلك كله وفق القانون، وكفل لكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة وسائر وسائل التعبير، إذ نصت المادة (29) على أن: “حرية الرأي والتعبير عنه بالقول أو الكتابة وسائر وسائل التعبير مكفولة في حدود القانون.”

كما خص النظام الأساسي (الصحافة والنشر) باعتبارها أقدم وأقدر الوسائل للتعبير عن الرأي، وجاءت المادة (31) من النظام الأساسي للدولة كاشفة لذلك بالقول “حرية الصحافة والطباعة والنشر مكفولة وفقا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون ويحظر ما يؤدي إلى الفتنة أو يمس أمن الدولة أو يسئ إلى كرامة الإنسان.”

وتأسيساً على ذلك، فإن حرية التعبير عن الرأي لا تتم بشكل مطلق وإنما تخضع للضوابط القانونية المنظمة، أي أن تكون “حرية مسئولة” بهدف حماية وحرية الآخرين والصالح العام، ولذا فإن النظام الأساسي أوجب على السلطات العامة في عُمان ضمان وكفالة ممارسة هذه الحرية في حدود القانون.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.