معنى مقولة : اللهم اجعله خيراً بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى
معنى مقولة : اللهم اجعله خيراً
بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى
مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
السؤال :
معنى مقولة اللهم اجعله خيراً
من عادة المصريين وغيرهم، أنهم إذا ضحكوا كثيراً، قالوا : اللهم اجعله خيراً ..
فهل لهذا دليل ؟ وما معنى هذا ؟
الجواب :
نعم له دليل، ومعناه أن بعد الفرح حزن، وبعد الضحك دمع ..
فعن ابن عباس قال :
” ما من قوم قال لهم الناس طوبى إلا خبَّأ لهم الدهر يوما يسوءهم “.
ورُوِيَ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ :
” لِكُلِّ فَرْحَةٍ تَرْحَةٌ، وَمَا مُلِئَ بَيْتٌ فَرَحًا إلَّا مُلِئَ تَرَحًا .
وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ رَحِمَهُ اللَّهُ :
مَا كَانَ ضَحِكٌ قَطُّ إلَّا كَانَ بَعْدَهُ بُكَاءٌ “.
وَقَالَتْ هِنْدُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ :
” لَقَدْ رَأَيْتنَا وَنَحْنُ مِنْ أَعَزِّ النَّاسِ وَأَشَدِّهِمْ مُلْكًا , ثُمَّ لَمْ تَغِبْ الشَّمْسُ حَتَّى رَأَيْتنَا وَنَحْنُ مِنْ أَقَلِّ النَّاسِ ، وَإِنَّهُ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يَمْلَأَ دَارًا حِيَرَةً إلَّا مِلْأَهَا عِبْرَةً .
وَبَكَتْ أُخْتُهَا حُرْقَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ يَوْمًا وَهِيَ فِي عِزِّهَا فَقِيلَ : مَا يُبْكِيك لَعَلَّ أَحَدًا آذَاك ؟
قَالَتْ : لَا ، وَلَكِنْ رَأَيْت غَضَارَةً فِي أَهْلِي وَقَلَّمَا امْتَلَأَتْ دَارٌ سُرُورًا إلَّا امْتَلَأَتْ حُزْنًا “.
وَالْغَضَارَةُ طَيِّبُ الْعَيْشِ .
وَقَالَتْ حُرْقَةُ أَيْضًا :
” مَا نَحْنُ فِيهِ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِمَّا كُنَّا فِيهِ بِالْأَمْسِ . إنَّا نَجِدُ فِي الْكُتُبِ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْل بَيْتٍ يَعِيشُونَ فِي حِيرَةٍ ، إلَّا سَيُعَقَّبُونَ بَعْدهَا غُبْرَةٌ ، وَإِنَّ الدَّهْرَ لَمْ يَظْهَرْ لِقَوْمٍ بِيَوْمٍ يُحِبُّونَهُ إلَّا بَطَنَ لَهُمْ بِيَوْمٍ يَكْرَهُونَهُ ..”
وعن سعيد بن أبي بردة قال :
” ما ينتظر من الدنيا إلا كل محزن أو فتنة تنتظر “.
وعن محمد بن سيرين قال :
” ما كان ضحك قط إلا كان من بعده بكاء ”
ودخلت امرأة من بني أمية :
على سليمان بن علي الهاشمي ، فلما رأت ما هم فيه بكت بكاء ، فقال لها ما يبكيك ؟
أذكرت ملك أهل بيتك ؟
قالت : لا ولكن كل قوم رهن بما يسوءهم .
وروى ابن ابى الدنيا فى ذلك حديثا لا أعلم حكم سنده فقال :
عن أنس بن مالك قال :
” خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى وادي العقيق ، فقال يا أنس خذ هذه المطهرة املأها من هذا الوادي ، فإنه واد يحبنا ونحبه ، فأخذتها فملأتها وعجلت ، ولحقت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو آخذ بيد علي ، فلما أن سمع حسي التفت إلي ، فقال يا أنس : فعلت ما أمرتك به ؟
قلت : نعم يا رسول الله . فأقبل على علي فقال :
” يا علي ما من حبرة إلا سنتبعها عبرة ، يا علي كل هم منقطع إلا هم النار ، يا علي كل نعيم يزول إلا نعيم الجنة ” .