مغامرات سامية جمال أثناء تصوير الفيلم الفرنسي علي بابا

كتب احمد علي

شاركت فراشة السينما المصرية سامية جمال في الفيلم الفرنسي Ali Baba and the forty thieves أو علي بابا والأربعين حرامي سنة 1954 ومن إخراج جاك بيكر، الفيلم مأخوذ عن إحدى قصص ألف ليلة وليلة الشهيرة، وقام فيه الممثل فرناندل بدور علي بابا.، بينما قدمت سامية دور مرجانة.

وكتبت مجلة المصور المصرية تحقيق صحفي عن مشاركة سامية جمال في فيلم علي بابا الكواليس والمواقف التي قصتها سامية للمجلة.

وقالت مجلة المصور،عادت سامية جمال في الاسبوع الماضي من باريس بعد ان عاشت ثلاثة اشهر ونصف بين صحراء طارودان المراكشية في شمال افريقيا وفندق رفائيل.

ووجدت سامية بعد وصولها الى القاهرة ان وزنها قد نقص خمسة كيلو جرامات كاملة بسبب الرجيم الذي اتبعته في فرنسا بالرغم منها وتقول سامية ان الغلاء في فرنسا لا يتصوره مخلوق وان وجبة الطعام البسيطة التي تتكون من صف واحد يتكلف اكثر من ثلاثة جنيهات..
ولذلك فقد كانت تكتفي في الفترة الاخيرة اثناء اقامتها هناك بوجبة واحدة طوال اليوم لكي توفر المصروفات اللازمة للاقامة والظهور بصورة لائقة امام الجميع.

وكانت تصحب سامية طوال اقامتها هناك اثناء تصوير فيلم “علي بابا” احدى الصحفيات الفرنسيات المقيمات في مصر واسمها “بياتريس كاسيس”.. وكانت تشرف على اعمال الدعاية والاتصالات التي تقوم بها راقصة مصر السمراء.. ولم تأخذ سامية معها عند سفرها اكثر من 300 جنيه فقط كان الفروض ان تنفق منها طوال هذه الفترة.. وقد اضطرت في النهاية ان تطلب سلفة من الشركة الفرنسية التي تقوم بانتاج الفيلم.. ولكنها حتى اللحظة التي ركبت فيها الطائرة لم تصرف لها الشركة مليما واحدا من هذه السلفة.. واحتجت بانها قد حولت اجرها كله.. ويبلغ 7 الاف جنيه.. الى مصر بالطرق المالية المعروفة.

مصر جنة..
وكل واحد تقابله الان سامية جمال تقول له: ان مصر جنة فعلا.. واننا لا نحس بالنعيم الذي نعيش فيه لاننا لم نلق طعم الحياة في الخارج.. وحتى في باريس مدينة النور والجوع والبقشيش.. ان كل شيء هناك بثمن.. خادم الفندق يقول لك “صباح الخير” نظير فرنكات.. والابتسامات والتحيات لها تسعيرة يعرفها السياح الذين يذهبون الى هناك.. وقبل كل هذا ان كل فستان في الفندق يتكلف جنيها كاملا.

وقد عادت سامية جمال ومعها نفس الحقائب الاربع التي سافرت بها.. ولم يرد عليها اي شيء.. وكانت تنوي فعلا ان تشتري بعض التصميمات الحديثة التي اخرجها جاك فات ولكنها بعد جولة قصيرة في دور الازياء الباريسية اقتنعت بان المبلغ الذي جاءت به من مصر لايكفي لثمن بنطلون واحد للبلاج.

وفي اليوم الاول الذي وصلت فيه سامية الى باريس وجدت ان الشركة قد حجزت لها غرفة في فندق رفائيل واستراحت هناك يومين. سافرت بعدهما بالطائرة الى “طارودان” في مراكش وبقيت هناك خمسة اسابيع لتصوير المناظر الخارجية للفيلم… وكانت البعثة التي ارسلتها الشركة الفرنسية تتكون من 150 شخصا بينهم “فرنانذل” الممثل الكوميدي الفرنسي ومخرج الفيلم جاك بيكر.. وسامية جمال التي تقوم بدور “مرجانة” جارية “علي بابا” وهو الدور النسائي الاول.. وكانت اول المتاعب التي واجهتها بعد وصولها الى طارودان.. هي مسألة انقطاع الماء في فترات معينة من النهار والليل.

وكان السبب هو ان الفندق الذي نزلت فيه البعثة كان عبارة عن شاليهات. تم اعدادها فاضطرت الشركة الفرنسية ان تدفع اعانة لصاحب الشاليهات نظرا اعداد جزء منها خلال يومين لاستقبال الممثلين والمصورين.. وكان هناك موعد واحد لادارة ماكنة الكهرباء واستمر بالتناوب.. وتروي سامية جمال كيف قضت ليلة كاملة بلا طعما ولا ماء لانها وصلت من باريس في اليوم الاول بعد الغروب.. واضطرت ان تظل هكذا حتى الصباح حينما احضر لها خادم الفندق بعض المياه الساخنة في جردلين من النوع المخصص لتنظيف غرف الشاليهات،ومرة ثانية عاشت سامية جمال ثلاثة ايام متتالية بلا استحمام ورمال الصحراء تغمر كل شبر فيها.

خناقات على المياه
وكان الفندق يشهد كل صباح خناقات حامية على المياه.. وكان السبب هو ان الجميع يقومون تقريبا في ميعاد واحد هو الثامنة صباحا. وبعد نصف ساعة كانت تنطلق القافلة الى قلب الصحراء وتسلق الهضبات تصل الى المغارة التي يتربص فيها كنز الاربعين حرامي.. وكان التصوير ينتهي غالبا في الخامسة مساء. ولذلك لم تكن هناك دقيقة واحدة يضيعها الممثلون في الاستراحة او التسلية.

وكان البرنامج الموضوع بعد ذلك لجميع افراد البعثة هو ان يخصص كل واحدة منهم فترة معينة في نهاية اليوم لمراجعة اعماله في اليوم التالي.. والمخرج كان يغلق على نفسه باب غرفته حتى منتصف الليل ويضع تقرير عن الاعمال التي تمت خلال اليوم السابق.. وقد تكلف فيلم “علي بابا” حتى اللحظة الاخيرة 300 الف جنيه منها 35 الف جنيه اجرة الممثل الفرنسي “فرناندل” وقد تم تصويره بالالوان الفرنسية وسوف يعرض في مصر باللغتين الفرنسية والعربية.

بينما اجريت عملية دوبلاج له باللغتين الايطالية والالمانية ايضا لعرضه في برلين وروما، ويعتبر هذا الفيلم اكبر فيلم ملون تنتجه فرنسا بعد الحرب الاخيرة وقصة هي نفسها قصة “علي بابا والاربعين حرامي” المعروفة ولكن بعد ان ادخلت عليها بعض التغييرات المناسبة.. والذي يقوم بدور “علي بابا” هو فرناند الذي يقدسونه في فرنسا مثل نجيب الريحاني في مصر.. وتقول سامية جمال ان فرناندل يمتاز بقدرة عجيبة على اضحاك الذين يعيشون حوله.

ومنذ اللحظة التي يدخل فيها البلاتوه حتى اللحظة التي يزيل فيها الماكياج من وجهه لا يمكن ان يقفل فمه دقيقة واحدة وفي احدى المرات اعيد تصوير احدى اللقطات اكثر من عشر مرات لان فرناندل كان يؤدي حركة مضحكة لم يتمالك المخرج نفسه معها اعصابه يضحك هو ايضا في النهاية!.

وفرناند كان ينادي سامية جمال دائما بقوله” يا مصرية”.
واشتهرت بعد ذلك سامية بهذا الاسم في كل مكان كانت تذهب اليه!.

انت حلوة.. يا مرجانة
واثناء تصوير المناظر النهائية لفيلم علي بابا.. تدخلت سامية جمال واعترضت على النهاية المعدة للفيلم.. وظل المخرج يناقشها يوما كاملا واخيرا اقتنع بوجهة نظرها.. واصبحت النهاية السعيدة للفيلم تسير هكذا.. بعد ان يكتشف علي بابا الخدعة التي دبرها اللصوص وسيده “قاسم” لقتله في حفلة عيد ميلاده.. يدعو جميع ضيوفه لزيارة المغارة ورؤية الثروة التي انعم الله عليه بها.. وحينما يذهبون الى الصخرة الخضراء ويشاهدون بريق الجواهر ينسون انفسهم وينقضون على الثروة ويستولون عليها بينما تدوس اقدامهم على الرجل الطيب.. ويتركونه وحيداً بلا شيء.

وتدخل مرجانة وتقول له.. تركوك وحيدا فيهز علي بابا راسه ويضيف، “واخذوا كل شيء” ولاول مرة يتأمل وجهها ويكتشف فيها شيئا جديداً بعد ان ذهب المال فيقول لها: انت حلوة.. يامرجانة. و تكون هذه النهاية.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.