مقابلة بوفون مع فرانس برس.. لهذا غابت إيطاليا عن المونديال

ما حدث مع كورتوا في سباق الكرة الذهبية لا يمكن تفسيره البرازيل و الأرجنتين و فرنسا و بلجيكا الأقرب للقب كأس العالم

بوفون: أستحق مكاني في التاريخ.. و لهذا غابت إيطاليا عن المونديال

 

أبدى الحارس الإيطالي الأسطوري جانلويجي بوفون، سعادته بالتطوّر الذي تحقق في دور حراس المرمى الذي يقومون “بالمزيد من الأشياء اليوم”، لكنه يشدّد على أن “الأساسي يبقى” و هو الدفاع عن عرين فرقهم.

و في مقابلة مع وكالة فرانس برس قبيل انطلاق مونديال قطر الأحد، بغياب منتخب بلاده الذي فشل في التأهل الى النهائيات للمرة الثانية توالياً، أبدى حامل الرقم القياسي بعدد المباريات مع أبطال العالم أربع مرات (176 مباراة) أسفه لتجاهل حراس المرمى في السباق على جائزة الكرة الذهبية، كما حصل مع نظيره البلجيكي تيبو كورتوا هذا الموسم.

 

ما هو شعورك أنه بعد أربعة أعوام على خيبة 2018 ستكون إيطاليا غائبة مجدداً عن كأس العالم؟

هذا أمر محزن. لكن من يشعرون به (الحزن) أكثر من الآخرين هم اللاعبون. لقد اختبرت ذلك (مونديال 2018). عندما تبدأ كأس العالم و أنت جالس في منزلك، فهذه معاناة كبيرة. ثقل ستحمله دائماً.

مهما حققت فيما تبقى من مسيرتك، فهذا شيء (المشاركة في كأس العالم) حُرِمَ منه الجمهور، الشعب الإيطالي. إنه أصعب ما يجب تقبله.

إذا عدنا بالزمن إلى الوراء.. كيف تفسّر الهزيمة المفاجئة لإيطاليا أمام مقدونيا الشمالية في الملحق الفاصل؟

هذا أمر لا يمكن تصوّره، لكنه يجعلك تفهم مدى أهمية الجانب النفسي في الرياضة. لعبت إيطاليا على الأرجح مع الشعور بخيبة أمل ناجمة عن فشلها في تصدر مجموعتها، عن ركلات الجزاء الضائعة (ضد سويسرا). هذه النواحي السلبية جعلت من مباراة مفترض أن تكون سهلة، عقبة لا يمكن تجاوزها.

 

بعد تتويجك بمونديال 2006.. أخبرنا إلى أي درجة يمكن للفوز بكأس العالم أن يغير حياة لاعب؟

إنها بطولة إذا كانت نتائجك فيها أقل من المتوقع منك، ستجد نفسك مع الشعور بأنك محاصر من الجميع. لكن إذا ذهبت بعيداً، كما حصل معنا عام 2006، فستجد نفسك في حالة نشوة تدوم لأشهر. إنه شعور مذهل. تعي بأنك وسيلة هامة لإسعاد الناس. إنه أجمل شيء في العالم.

منذ بدايتك عام 1995 يواصل دور حراس المرمى في التطوّر مع ازدياد اللعب بالقدمين.. كيف ترى هذا التطور؟

ساعد هذا التطوّر على تحسين كرة القدم، اللعب و الوتيرة، لكن أيضاً الحراس. بات الحارس اليوم يعرف كيفية القيام بالمزيد من الأشياء و من الجيد أن نراه يعيش المباراة مع الفريق بأكمله.

لكن كما هو الحال في كل شيء، لا يجب المبالغة. من المهم أن يتمتع الحارس بقدرة التعامل مع الكرة بقدميه و القيام بتمريرات جيدة، لكن الشيء الأساسي يبقى أن يعرف كيف يقوم بالتصديات، حارس المرمى الذي يقوم بالتصديات أولاً، هو يقوم بعمله الأساسي: جعل الفريق يشعر بالأمان.

 

هل تعتقد أنك شخصياً قدمت أي شيء إلى هذا المركز؟

أعتقد أني برزت و استحققت مكاني في تاريخ هذا المركز. لكن عما قدمته فلا أعرف. ما هو جيد أني بدأت عام 1995 و مازلت ألعب على الرغم من أن كرة القدم في تطور دائم. هذا يعني أنني تمكنت من التكيف.

أعرب تيبو كورتوا مؤخراً عن أسفه لأنه غالباً ما يتم نسيان حراس المرمى في جائزة الكرة الذهبية.. هل من المستحيل على حارس المرمى أن يفوز بهذه الجائزة؟

أعتقد أن الأمر ممكن. لكن يجب أن تكون هناك ظروف استثنائية مرتبطة بسياق اجتماعي أو سياسي أو أي سياق آخر (كي يفوز حارس بالجائزة).

من المنطقي أن يشعر بالاستياء: اعتُبِرَ أفضل حارس مرمى في دوري الأبطال، لكنه لم يحصل على أفضل من المركز السابع في ترتيب الكرة الذهبية، و هذا ما لا يمكن تفسيره.

في 2003، حصلت على لقب أفضل حارس مرمى، و أيضاً على لقب أفضل لاعب في دوري أبطال أوروبا، و نلت المركز التاسع في الكرة الذهبية. هذا الأمر يعني أن هناك خطأ ما.. هذا رأيي.

 

أنشأت أكاديمية منذ عامين.. ما هي النصيحة التي تقدّمها لحراس المرمى الشباب؟

النصيحة الأولى على الدوام: الاستمتاع. إنه المكوّن الحقيقي الوحيد الذي يمكن أن يجعلك تواصل اللعب رغم أنك في الرابعة و الأربعين من عمرك. هذا المشروع يجلب لي الكثير من الرضا، و ردود الفعل إيجابية للغاية.

في غضون عامين، قمنا بمعسكرات تدريبية في أستراليا، بلغاريا، الولايات المتحدة، و الصين.. الدعوات تأتي إلينا من كل مكان.

 

من تراه يفوز بكأس العالم؟.

أرى أن الأرجنتين و البرازيل هما فريقان قويان جداً. على الصعيد الفردي، تبدو فرنسا بالنسبة لي الدولة الأوروبية الوحيدة التي يمكنها المنافسة، لكن كفريق لا أدري.. فرنسا، مثل إيطاليا إلى حد ما، تتعرض للهزائم في بعض الأحيان و لا تحصل على النتائج التي يمكن أن تحققها. و ربما بلجيكا (كمرشحة للمنافسة على اللقب)، لأني أحب كورتوا كثيراً.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.