مقتل خاشقجي وخطايا الحكومات العربيه

بقلم وفاء العشري

جريمة قتل الصحفى السعودى جمال خاشقجي التى تشغل الرأى العالمى والعربى خلال الفتره الأخيره ومازلت تتصدر المشهدالأعلامى والسياسي .

هذه الجريمه كشفت العديد من الخطايا التى أحاطت بمنطقتنا العربيه .
وقى مقالى هذا اتناول ثلاثه من أهم الخطايا التى كشفت عنها جريمة قتل جمال خاشقجي.
١- الأعلام :-
—————حيث أن الأعلام بكل أبهاره وتأثيره وحرفيته وتقنيته لا يستطيع أن يخلق حقائق على الأرض أو يخفيها فالحقائق ستظهر حتماً من خلال وسائط أخرى ..فى ظل السماوات المفتوحه على المنابر الأعلاميه وهى بذلك تعتقد أنها تستطيع أن تشكل عقول شعوبها وتجعلهم يرون فى زعمائهم أنهم أصحاب قدرات غير عاديه وأنه لا أمل فى استقرار بلادهم وتقدمها بدون بقاء واستمرار هؤلاء الحكام فى الحكم .
وأختلف الأعلام العربى فى تناول قضية قتل خاشقجي بأختلاف مواقف الحكومات العربيه من المملكه السعودية.
فالأعلام المختلف مع السعوديه وتحديداً الأعلام القطرى قام بتغطية الحادث تغطيه واسعه وسارع بألقاء المسؤليه على السعوديه قبل أن تظهر الحقيقه وحشد كل إعلامه لمهاجمة حكام السعودية لمدة ٢٤ ساعة فى اليوم وجعل من تلك القضيه فرصة للأنتقام من حكام السعودية.
أما الدول الحليفه للسعوديه فى بداية الأمر تجاهلت الخبر وكانت تنقل عن السلطات السعوديه ما تبثه وأنطلق الأعلام مهاجماً الأعلام الغربى واتهمه بأنه يشن حرباً ظالمه ضد السعوديه وبعد اعتراف السعوديه بمقتل خاشقحي داخل قنصليتها تغير تماماً اتجاه هذا الأعلام وأشاد بحكمة السعوديه وشجاعتها ، خلاصة القول فلا يوجد فى متطقتنا العربيه للأسف أعلام مهنى محترم يحترم عقلية المواطن العربى وهذا ما كشفت وأكدت عليه قضية مقتل خاشقجي.
٢- الديمقراطية:-
—————-‘من الخطايا الكبيره التى تحيط بمنطقتنا العربية وأظهرتها جريمة قتل خاشقجي هى غياب الديمقراطية فى عالمنا العربي هناك حكام مستبدون قضيتهم الأولى البقاء فى السلطة وقهر شعوبهم ، فقتل خاشقجي كان بأمر من مسئولين يعتقدون أن الرأى المعارض والمخالف خطر شديد على استقرار الدوله وأمنها ، فلا خلاف مسموحاً به مع مايقوله الحاكم فهى ثقافة بلادنا وهى ثقافة لا تنتمى لهذا العصر.ثقافة أخذت من الجاهليه أسؤ مافيها العصبيه والسمع والطاعة.
هذه الجريمه البشعة تعطى درساً للحاكم العربى فى كيفية التعامل مع الأصوات المعارضه فالصوت المعارض قد يكون افضل للحاكم من الأصوات المؤيدة تأييداً مطلقاً ، كما يجب التعامل مع الأصوات المخالفة فى الرأى بأنصات وثقافة الرأى والرأى الأخر وأعتبار الصوت المعارض هو صوت وطني يحب بلده ولكنه له رؤيه مختلفه وقد تكون سليمه ،
لذلك اتمنى أن أرى بلادي العربيه متقدمه ومتحضره وتضاهى الأمم وهى لن تكون كذلك ألا أذا مارست الديمقراطية والحرية.، وعرف شعوبها حرية الرأى والتعبير والعدل بلا خوف ولا قمع ، وتخلصنا من ثقافة الجاهليه والسمع والطاعة، وادركنا أن الولاء يكون للوطن وليس للحاكم .
٣- القضيه الفلسطينية:-
————————— قد يبدو للوهله الأولى أنه لا توجد ثمة علاقه بين قضية مقتل خاشقجي و القضيه الفلسطينية، وهى القضيه التى تعتبر بالنسبة لى ولكل المؤمنين بالقوميه العربيه هى القضيه المحوريه والمركزيه للأمه العربيه .
ففى رأى أن أخطر ما كشفت عنه قضية مقتل خاشقجي هى الحكام العرب وخاصة الدول النفطية.، فقد سبق أن كتبت فى مقال عن نقل السفارة الأمريكية إلي القدس أن العرب يملكون أوراق ضغط.كبيره يستطيعون استعمالها للضغط على أمريكا حتى تتراجع عن قرار نقل السفارة والأعتراف بالقدس عاصمه للكيان الصهيونى ، ولكن امريكا ترامب لم تقف عند ذلك بل تمادى ترامب وقرر أغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية فى واشنطن كما احكموا الحصار على غزه والسلطه الفلسطينية، كما أصدر ترامب بوقف تمويل وكالة غوث للاجئين الفلسطينين (الأونروا)،
كل خطوه من تلك الخطوات محسوبه ومقصوده وتمهد لما بعدها والفصل بينها خطأ فادح فى تقدير الموقف وتداعياته ، الهدف هو تركيع الشعب الفلسطينى وفرص صفقة القرن بدون الشريك الفلسطينى ،
كما أن ترامب أعلنها صراحة أن الولايات المتحده لا تستطيع قطع علاقتها بالسعوديه نظراً لوجود مصالح أقتصاديه واستراتيجية كبيره معها فهناك صفقة اسلحه ثمنها ١١٠ مليار دولار لو توقفت فسوف تضر بشركات الأسلحة الأمريكية وهناك صفقات أقتصاديه تبلغ ثمنها ٤٦٠مليار دولار ، وأزيد أنا أيضاً بأن هناك أموال طائله سعودية وخليجية فى البنوك الأمريكيه وكذلك استثمارات هائله ، كل تلك المصالح التى تكلم عنها ترامب بكل صراحة، تجعله غير قادر على أتخاذ قرار يضر علاقته بالمملكه السعوديه، تكشف من ناحية أخرى أن الحكام العرب كانوا يملكون أوراق ضغط على الولايات المتحدة الامريكية ورئيسها البرجماتى ، تجعله يتراجع عن نقل سفارة بلاده إلى القدس ، ولكن الحكام العرب لم يفعلوا ولم يلوحوا بأستخدام ورقة ضغط واحدة لجعل ترامب يتراجع .
أن القضيه الفلسطينية تضيع يوم بعد يوم بينما العرب يسلمون مقادير مستقبلهم لأعدائهم مع أبتسامة ود وعرفان .هذا أخطر ما كشفت عنه قصية مقتل خاشقجي فالحكومات العربيه تملك أوراق ضغط قويه على أمريكا لا تريد أن تستعملها من أجل انقاذ القدس والوقوف بجانب الشعب العربى فى الفلسطينى .
وأخيراً :-
———-فأن قضية مقتل خاشقجي التبريرات التى تصدر والتى تدين ولاتبرئ ، تشكل سابقه لا مثيل لها تضاف إلى مصائبنا العربيه العظام ، كما ستبقى من خاشقجي الصورة المحبة للوطن والصوت الحالم لهامش ولو ضئيل من الحريه.
———————–

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.