مكافحة التنمر ..

FB_IMG_1581491672122

مكافحة التنمر ..

بقلم .د/شيماء عراقى

في ظل المشاكل التى تواجه المجتمع وتهدد استقراره وأمنه النفسي والاجتماعى… 

يتصدر إلينا مصطلح غريب عن أذهان الجميع …والبعض يتسأل ماهو التنمر وكيف نحمى أبناءنا منه ..وما هى طرق العلاج التى يمكن أن نتبعها..

من هنا نبدأ ..بالتعريف بخطورة تلك الظاهرة والحد منها وسبل الوقاية .. والعلاج ..
التنمر أصبح مشكله شائعة وخطيرة تهدد أبناءنا وخاصة بالمدارس..
تؤكد الأبحاث مدى الآثار السلبية التى تبقي فى ذاكرة الطفل
وتؤثر في صحته النفسية علي المدى البعيد ..نتيجه تعرضه للتنمر في طفولتة…

قبل أن نبدأ بالتعرف علي سبل الوقاية والعلاج..نعود إلى التعرف علي جوانبه التاريخية …
يحضر مصطلح التنمر إلي الأذهان..ذاكرة مؤلمه لا يمكن نسيان المواقف التى مر بها تنمر ..لاسيما اذا مر الشخص في حياته بإحدى تجارب التهديد والتعذيب او إذلال أو غيظ ..

قليلا نعود إلي الماضى …منذ خمسمائة عام …كان كلمه التنمر Bulling،معنى مضاد للمعنى الذى نعرفه اليوم ، حيث اشتقت جذور كلمه Bullingمن الكلمة الألمانية ” بول ” بمعنى الاخر المحبوب ،الصديق ،أو فرد من العائلة الحبيبة …
واذا تتبعنا المعنى الحديث للتنمر تتبعا منهجيا نجد أنها اشتقت من مظاهره واشكاله ..
تنوعت صور التنمر مع اختلاف الأزمنة التاريخية ..
فمر التنمر من مرحله الحب والاحتواء الي مرحلة التهديد والإذلال والقتل البشرى ،فنجد أن أكثر الأنواع شيوعا في الأزمنة الاولي كان العنف الجسدي ..نعود بالذاكرة قليلا ..حيث كان التنمر يتجسد مع تنمر السادة علي العبيد
فكنا نجد العبيد ، يعاملون بالعنف والقهر والإذلال…والظلم …
الي ان جاء الدين الاسلامى وفتح باب واسع لتحرير العبيد والعتق ..حتى كاد الرق والعبودية ان تتلاشى..
وطالما …سنبدأ معا في مكافحة التنمر …علينا هنا ان نشير إلى أول من أشار إلي مصطلح التنمر في المدارس وهو النرويجى..(دان أولريس)
وذلك عام ١٩٧٨ ،حيث درس المشكلات التى يتعرض لها المتنمرون وضحاياهم..وقد ركز أبحاثه في المدارس… 
ومن ذلك الحين ..اصبح التنمر موضوع جديرا بالبحث علي مستوى العالم…
فى الولايات المتحدة الأمريكية كان اول من تحدث عن سلوك التنمر بين التلاميذ في المدارس هو العالم “دوج “
حيث أقرت وزارة التربية الأمريكية بأن ٧٧ من طلاب المدارس المتوسطة والثانوية مارسوا التنمر طوال مسيرتهم التعليمية …
ونظرا لتزايد القلق من الجرائم العنيفه في أوساط الاطفال والمراهقين الناتجة عن التنمر يحاول الآباء والمدارس والمجتمع المحلي الحد من سلوكيات التنمر ..

يمكن للتنمر ان يترك أثاره ثابته طويله الأمد…وهنا تتشكل خطورته…
مثالا على ذلك…نجد انخفاض تقدير الذات والاكتئاب والقلق للضحايا …
ان بعض ضحايا التنمر قد يتجه إلي سلوكيات خطيرة كاللجوء إلي الانتحار وسيله للهروب من شده الألم النفسي الذى ترك أثره التنمر …
هنا لا نكتفي ولا يجد ان ننسي ان المتنمر ايضا ضحية..ويجب بدء العلاج معه حيث تكمن خطورة الأمر في تحول ذلك المتنمر إلى للممارسة السلوك الإجرامي.. والتخريب والسرقه والقتل …والانخراط في أوساط المدمنين..

والاتجار بالمخدرات والمواد غير المشروعه..

ومعا في المقالة القادمة سنرفع الغطاء عن معنى التنمر وانواعه وسبل الوقاية ونسلط الضوء علي أليات العلاج والحد من ظاهرة الانتشار …

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.