ملوك من الزمن الماضي 2: بقلم سهله المدني

ملوك من الزمن الماضي 2:

بقلم سهله المدني

 

في الجزء الأول تحدثنا عن سبب سقوط الدولة الأموية وكيف حصلت الدولة العباسية على الحكم بدل منها وبذلك استغلت نقاط ضعف الأمويين ومن خلالها سقطت وحصلت على الحكم، وسنكمل ما بدأنا به في الجزء الثاني ،و في الحضارات السابقة وملوك من الزمن الماضي عندما نقرأ تاريخهم ونبحث فيه كل ذلك يجعلنا نقف أمام تاريخ عظيم،و نحتاج أن نقف بقوة و نقرأ كل حرف به بقلوبنا نعم، عندما نبحث في أعماق ملوك من الزمن الماضي نحتاج أن نشعر بما يشعروا به، و نحتاج أن نتعلم منهم كيف نكون أقوياء،و نحتاج أن ندرك نقاط قوتنا لكي نصل للقمة التي نريد أن نقف عليها، المغول لم يستطيعوا أن يسقطوا الدولة العباسية إلا بسبب الوزير الذي خان الملك وقدمه لهم على طبق من ذهب ، كل ذلك يجعلنا ندرك أن الخيانة ليست للحب فقط بل هي للوطن تكون، هل الدول السابقة كانت تعتقد بأنها ستموت وستكون ذكرى؟ لا كل ملوك في الزمن الماضي وحكموا العالم لم يدركوا أن ملكهم سينتهي ويكون ذكرى رغم قوته، والأسباب كثيرة في سقوط ملكهم وكل ملك يختلف سبب سقوطه عن الآخر ،والسبب في نهايته تعود إلى الخيانة والقتال بين أفراد الأسرة المالكة للحصول على الملك، و جميعهم ماتوا ،وقبل موتهم لم يدركوا أنه يمكن أن يموت معهم ولن يكون له أثر في العالم ويبقى ذكرى لا وجود له، سؤال يطرح نفسه هل تحتاج لكي تصبح ملك أن يكون حلم يراودك لكي تصل له؟ نعم هذه حقيقة كل ملك حكم العالم كان هذا حلم يحلم به وهو أن يصبح ملك، وكل ملوك الماضي راودهم هذا الحلم، ووصلوا له وكتبهم التاريخ، وكل ملك منهم له قدرة وقوة وصفات تختلف عن الآخر، والصفة التي جمعتهم الإرادة والعزيمة هي من صنعت منهم ملوك ،وإيمانهم من صنع لهم ذلك، و الملك النمرود الذي حكم العالم وأمرهم أن يعبدوه في زمن النبي إبراهيم عليه السلام، الملك نمرود بن كنعان ،حكم لمدة أربعمئة سنة وكان جبار وطغى في الأرض، هو أول من وضع التاج على رأسه من الملوك، وهو أول ملك يكون ساحر ويتحالف مع الشيطان من أجل الوصول للملك، وفي فترة حكمه كانت عبادة الأصنام فألغى تلك العبادة وأمرهم بعبادته ،وكان يؤمن بعلم الفلك، وكانت هناك رؤية قالها له علماء الفلك بأن هناك طفل سيقضي عليه، وشعر بالخوف وكل امرأة أنجبت طفل أمر بقتله ,ووالدة النبي إبراهيم أخفت حملها به، ولم يعلم أحد بذلك، كان النمرود يؤمن بأنه هو من يستحق العبادة وأعطاه الله الحكم والقوة وطغى وتجبر في الأرض، ومع ذلك الله أعطاه فرص كثيرة وأرسل له احد يؤمره بعبادة الله ثلاث مرات، وفي كل مرة كان يرفض إلى أن سلط الله عليه ذبابة دخلت في أنفه مدة اربعين سنة، وهي تجعله يضرب رأسه لكي يرتاح من الألم الذي تسببه له، وأضعف مخلوقات الله هي من قضت عليه والكبر والغرور هو من كتب نهاية النمرود وجعله يخسر كل شيء وايمانه بأن القوة له ونسي بأن القوة الله سبحانه وتعالى ، وسنكمل ما بدأنا به في الجزء الثالث.

قد يعجبك ايضآ

التعليقات مغلقة.