ملوك من الزمن الماضي 4:
ملوك من الزمن الماضي 4:
سهله المدني
في الجزء الرابع سنكمل ما بدأنا به ، عندما نسأل التاريخ عن الملوك الماضي سنجد اجابات كثيرة بعضها واقعي وبعضها الآخر كاذب ،التاريخ هناك من يزور صفحاته ،وهناك من يكتب على هواه ويجهل قيمة التاريخ وما يحويه،الملوك أين هم ؟ و أين ملكهم الذي بعضهم وصل ملكه من المشرق إلى المغرب ،وبعضهم ملك الدنيا بأكملها وأصبحت في قبضت يده مثل النمرود الذي تحدثنا عنه في السابق ،وبعضهم ملك جزء بسيط من الدنيا ومع ذلك فترة حكمه كانت فترة تعج بالتغيرات الكبيرة التي كان لها أثر سلبي وايجابي لدى البعض ،كل الصفحات لن تكفي لكي نصل لهذا التاريخ العظيم الذي فيه من الأسرار التي لم تكتب لأن هناك من لم يكن لديه قوة ليكتبها أما جهل منه أو ضعف منه لأنه يخاف من كتابة الحقيقة لأن الحقيقة أحياناً تكون سبب في دمارك أو خوف من أن تكون السطور التي كتب سبب في موته ،كل هذا جعل حقيقة ملوك من الماضي تموت بموتهم ،لو كان هناك شجاع لا يخاف من قول الحقيقة لكان لدينا كتب وتاريخ نفخر به ونتعلم منه ،ملوك من الماضي صفحات نبحث عنها ونقرأ كتب تتحدث عنهم ولا نعلم هي حقيقة أم سراب، أم هي حروف تنتهي بنهاية آخر سطر في الكتاب ، و عندما نبحث عن تاريخهم الذي نظل دائما واقفين أمامه بتعجب وكأننا نرى شيء غريب نجهله أو لا نريد أن ندرك حقيقته ، و أبرز ما يواجههم هو الحاشية التي حولهم تتفوه بالكذب وتفعل أي شيء محرم من أجل اثبات الولاء لهم ،وحديثها يحوي بنعم حتى وأن كان شيء لا يقبله دين أو عقل وهذا عندما يحدث يدل بأن الملك أختار من لا يستحق أن يعطيه الثقة والأمان ولا أن يقربه منه لأنه بذلك جنى على نفسه ، لأن من لم يفعل ما أمره الله به فلن يكون معك، فمجرد سقوطك سيتخلى عنك وهذا ما حدث لملوك من الزمن الماضي الاقرب اليهم هم الذين كانوا سبب في هلاكهم، ودائما يبعدوا عنهم من يعمل لصالحهم ويخلق عداوات معه ،لذلك من كان يرتكب الفواحش التي نهى خالق الكون عنها توقع منه أنه لن يكون تحت اوامرك وسيأتي اليوم الذي يتمرد عليك فيه مهما طال الزمن،
و عندما نبحث في التاريخ الدولة العباسية وهي لها تاريخ عريق جمعينا نعرفه ونقرأ مابين السطور نجد بأن الدولة العباسية عندما بدأت في الصعود إلى حكم العالم لم تفعل ذلك إلا عندما اسقطت حكم الدولة الأموية، وذلك بمساعدة ابو مسلم الخرساني وهو من ساهم في سقوط الدولة الأموية وقتل آخر ملوكها ،كان ابو مسلم الخرساني يتصف بالغدر وفعل المستحيل من أجل الوصول لأهدافه، بذلك وصل لدولة العباسية بالكذب والنفاق والقوة والذكاء والقدرة على جذب العقول وجعلها تعمل لصالحه وذلك عندما لم تكن تحكم العالم فهو من ساهم في جعلها تصل إلى ما وصلت له ،ومع ذلك كان ابو جفعر المنصور وهو ثاني ملوك الدولة العباسية لا يثق به ولا يحبه، وعندما أصبح ملك بعد موت أول ملوك الدولة العباسية قرر التخلص منه، وذلك سببه أنه شعر بأنه يريد قتله أيضاً ،ابو مسلم الخرساني استغل النفوذ الذي وصل له وأصبح لديه قاعدة شعبية كبيرة تحبه وتؤمن به، وبذلك أصبح يشكل خطر على الدولة العباسية، وأصبح يريد أن يستولي على الحكم، وشعر بذلك أبو جعفر المنصور وقرر التخلص منه وقتله ،وبموته خسرت الدولة العباسية قوة كبيرة جداً ،وهذا سبب في سقوط الملوك ونهاية حكمهم لأن من يكون من حاشيتهم يشه ابو مسلم الخرساني وهذا ساهم في ضعفها والقضاء عليها ،ملوك من الزمن الماضي تاريخهم كبير ونحتاج لأعوام كثيرة لكي ندرك ما يحويه حتى وأن لم يكن موجود فقلوبنا تراه وتشعر به .
التعليقات مغلقة.