منزلة الصديقية ومن هم الصديقون؟ بقلم فضيلة الشيخ أحمد تركى
منزلة الصديقية ومن هم الصديقون؟
بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى
مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
أولياء الله تعالى هم الأتقياء من خلقه ، فكل من كان تقيا كان لله وليا ، وتتفاوت الولاية بحسب إيمان العبد وتقواه ، وأعلى درجاتها بعد منزلة النبوة : منزلة الصديقية ، وأصحابها هم الصديقون ؛ قال الله تعالى : (ومن يطع الله والرسول فأولـئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولـئك رفيقا) النساء/ 69 .
وقال تعالى : (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم) الحديد/ 19.
أتباع الرسل هم
قال الخازن رحمه الله :” الصديق : الكثير الصدق … والصديقون هم أتباع الرسل الذين اتبعوهم على مناهجهم بعدهم ، حتى لحقوا بهم ، وقيل الصديق هو الذي صدق بكل الدين ، حتى لا يخالطه فيه شك ” انتهى من ” تفسير الخازن ”
وقال القرطبي رحمه الله :” الصديق : فعيل ، المبالغ في الصدق أو في التصديق ، والصديق هو الذي يحقق بفعله ما يقول بلسانه ، وقيل: هم فضلاء أتباع الأنبياء الذين يسبقونهم إلى التصديق كأبي بكر الصديق ” انتهى من ” تفسير القرطبي ”
وقال السعدي رحمه الله :” الصديقون : هم الذين كملوا مراتب الإيمان والعمل الصالح ، والعلم النافع ، واليقين الصادق ” انتهى من ” تفسير السعدي ”
مراتب الصدق
وقال ابن القيم رحمه الله :” أعلى مراتب الصدق : مرتبة الصديقية ، وهي كمال الانقياد للرسول صلى الله عليه وسلم ، مع كمال الإخلاص للمرسل ” انتهى من” مدارج السالكين”
ومن اتبع الصديقين على ما هم عليه من الصدق والتصديق ، والتقوى والصلاح : كان منهم ، وحشر معهم ، قال تعالى : (ومن يطع الله والرسول فأولـئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولـئك رفيقا) النساء/ 69 .
فمن أراد تحري هذه المنزلة ، وأن يمن الله بها عليه ، ويكون من أهلها : فعليه بالصدق التام في القول والفعل ، وبتقوى الله في السر والعلن .