ينتظر الشعب العربي في مختلف بلدان الوطن العربي مائدة الدراما الرمضانية التي تمثل لهم عنصرا” هاما” في رمضان كوجبة الفطور تماما” وما إن يبدأ الشهر الفضيل إلا وترى الشعب العربي ممسكا” بالريمونت كونترول الخاص بجهاز الريسيڤر والتلفاز البيتي مقلبا” بين المحطات مشاهدا” أجزاء بسيطة من مسلسلات تمهيدا” لإختياره الأفضل وما إن يقرر ما يختاره إلا ويكتشف بأن البرومو التسويقي لهذا العمل المطروح قبل العرض بأيام قد كان أكثر متعة حيث أنه قد تم طرح البرومو بشكل يجمع أهم اللقطات في بضع دقائق ،ليكتشف مشاهدنا أيضا” بأنه قد أجيز لعمل ما أن يعرض بالرغم من تجاوزات لفظية أو حركية في حين أنه قد منع غيره من الأعمال التي لا تستحق المنع،سيلاحظ انتشار أعمال التهريج والإستظراف البعيدة كل البعد عن الكوميديا الحقيقية،سيلاحظ مواد آكشين مقدمة بطريقة مضحكة أشبه ما تكون بالسبيس تون ،كما وسيلاحظ مشاهدنا على الأغلب تكرر الوجوه التي تطل بكل رمضان و تأطير الممثل بنوعية أدوار معينة،وسيلحظ بأن تشابه القصص المطروحة شيء منتشر، إلا قلة من الأعمال ستنجو بعين المشاهد من ما سبق وستكون جديرة بالمتابعة،أعتقد أن أيام زمان كانت أجمل حينما كان يتم طرح عدد محدود جدا” من المسلسلات تستحق دخول بيوتنا وتستحق المشاهدة وشاملة ومنوعة بدلا” من تقديم كم هائل من الأعمال التي لا تضيف للمشاهد شيء،لم يسلم عمل فني على مستوى وطننا العربي من أغلب ما ذكرت سواء مسرحي ،سينمائي،أم تلفزيوني إلا نسبة قليلة منها فالعمل الجيد المتكامل سيفرض نفسه نهاية”،فرفقا” بموائد درامانا التي ننتظرها من عام إلى عام لتكون وجبة لذيذة مشبعة .
منقذ الأسود