من أفضل 100 مدرب برمجة بالعالم… مصري مولود بإعاقة شبه كاملة 

من أفضل 100 مدرب برمجة بالعالم… مصري مولود بإعاقة شبه كاملة 

عبد الوهاب الذي حصد الأسبوع الماضي جائزة “Senior Coach Award” في المسابقة العالمية للبرمجة “ICPC” التي عقدت لأول مرة في روسيا.

شاب مصري يعاني إعاقة كبيرة عبارة عن شلل تام في كامل جسده عدا رأسه فقط، لكنه استطاع التخرج من كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة القاهرة بتقدير ممتاز ليتم تعيينه مدرسا فيها. ليس هذا فحسب، بل استطاع أن يحصد جائزة عالمية في البرمجة لم يسبقه إليها إلا 19 شخصا فقط على مدى 70 عاما.

 

ووفقا لبيان من كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة القاهرة فقد تم تصنيف محمد عبد الوهاب من أحسن 100 مدرب برمجة على مستوى العالم، وأفضل المدربين في الوطن العربي.

 

تجدر الإشارة إلى أن مسابقة البرمجة الجامعية الدولية هي مسابقة برمجة حسابية لطلاب الجامعات، تعمل خلالها الفرق المكونة من ثلاثة أفراد والتي تمثل جامعاتها، على حل أكثر مشاكل العالم الحقيقي من المسائل الرياضية من خلال البرمجة، والتي من أهدافها تعزيز التعاون والإبداع والابتكار والقدرة على الأداء تحت الضغط.

 

الشاب المصري عبد الوهاب دخل بهذه الجائزة قائمة قصيرة يتنافس فيها مع العشرين مبرمجا الذين حصدوا نفس الجائزة من أجل الحصول على أعلى جائزة في المسابقة وهي “Lifetime Coach Award”. وتستمر المنافسات على مدى الخمس سنوات المقبلة.

 

تخرج من كلية حاسبات القاهرة عام 2001، ولكن الموضوع بدأ معه وهو في الصف الثالث الابتدائي، حيث كان في زيارة لأحد أقاربه وكان عنده كمبيوتر وكانوا يلعبون عليه، وبالصدفة وجد كتابا بجوار الكمبيوتر، يشرح أشياء بسيطة في البرمجة، فأخذ الكتاب وقرأ بعض صفحاته، وبدأ ينقل الأكواد المدونة فيه، ومن هنا بدأ حبه للموضوع وشعر أنه يريد أن يعرف أكثر”.

 

وكان والده  يلاحظ اهتمامه بالأمر، وأنه الوحيد بين إخواته وأقاربه الذي يجلس على الكمبيوتر ويعمل أشياء مختلفة غير الألعاب، فبدأ يدعمه وبالفعل أحضر له شخصا يشرح له أساسيات البرمجة، وحصل معه على 5 حصص عرّفه خلالها على الأساسيات . ومنذ ذلك الحين أدرك أن هذه هي الحاجة التي يرغب في دراستها وأكمل بقية حياته فيها”.

 

وكان “أول قرار أخذه في حياته ان  يدخل الثانوية  ودراسة المواد التي أحبها ولها علاقة بالمجال الذي سيكمل به حياته..وأول مشكلة كانت معه في المدرسة انه لن يدرس بيولوجيا، فعوضوها له بمواد لها علاقة بعلوم الكمبيوتر”.

 

وكان ضمن ثاني دفعة تدخل كلية حاسبات القاهرة،و كانت الأمور سهلة جدا بالنسبة له، لأنه كان متقدما في البرمجة، فكان يشرح لزملائه وبساعدهم… ومع الوقت أصبح الشخص الذي يلجأ له أي شخص يواجه مصاعبا ما.. وفي الفرقة الرابعة عُرضت عليه المشاركة باسم الكلية في مسابقة ECPC على مستوى مصر والوطن العربي، وفعلا شارك وحصد المركز الثالث على مستوى الجمهورية، والرابع على مستوى الدول العربية، بدون أي فترة تدريب قبلها. 

 

وخلال دراسته بمرحلة تمهيدي الماستر عُرضت عليه المشاركة مرة أخرى بنفس المسابقة، وحصد هذه المرة المركز الأول على مصر، والمركز الأول على مستوى الدول العربية كلها، ثم سافر للمشاركة بالمسابقة العالمية للبرمجة في أميركا ICPC. وفي العام التالي عرض عليه اثنان من الفريق المشارك بالمسابقة أن يدربهما بما أن له خبرة 3 سنوات فيها.. وفعلا بدأ التدريب لأول مرة في سنة 2003، وكانت الفرق تحصد المراكز الأولى دائما”.

و “في عام 2006 بدأت جامعات أخرى في مصر تنافس وتهتم بالمسابقة وتدرب طلابها من بداية السنة، منها الجامعة الأميركية والأكاديمية البحرية، وهنا كانت نقطة التحول الأول، حيث بدأ يغير أسلوبه، وبدأ تطوير التدريبات الخاصة به لتكون مدتها أطول وفعلا حصدت الفرق التي دربها المراكز الأولى في المسابقة، وفي عام 2011 كانت نقطة التحول الثانية، حيث حصل خلاف بينه وبين الكلية، وبدأ التدريب في كليات أخرى مثل الجامعة الأميركية والأكاديمية البحرية، وبعد ذلك بدأ تكوين فريق خاص به وضم له العناصر الجيدة من أي مكان أيا كانت جامعته”.

 

و في عام 2013 كانت نقطة تحول ثالثة في تفكيره، حيث عُرض عليه السفر لسوريا لتدريب فريق سوري تأهل للمسابقة العالمية للبرمجة icpc، ومن هنا فكر في التدريب على مستوى دولي خارج مصر، وفعلا أصبح مدربا لفرق من دول عربية كثيرة، ودرب في سوريا والأردن والمغرب وتونس ولبنان، وما زل مستمرا حتى الآن “.

 

واما نصائحه للشباب الراغب في اقتحام البرمجة، قال  “وقت الدراسة ثمين جدا، حيث لا تكون عليك مسؤوليات كثيرة، أهلك في الغالب ينفقون عليك ووقتك ملكك وليس مطلوبا منك أشياء كثيرة، فالطالب الذي يريد تحسين مستقبله لابد أن يأخد قرارا ويعمل عليه بجد”.

 

 “لو اخترت الـproblem solving تكون هي الشيء الذي تتميز فيه، فأنا أضمن لك أنها ستوصلك لمكان مرموق جدا”.

 

واخيرا قال محمد عبد الوهاب واكد على أن: “الـproblem solving أفضل شيء يمكن للمبرمجين تعلمه أثناء الكلية، ونصيحتي أن هذا المجال لا ينفع معه اليأس أو تجاهل نصائح الخبراء الأقدم فيه أو المدربين، ومن يلتزم بذلك سيكون في قمة المبرمجين في وقت قصير جدا

قد يعجبك ايضآ

التعليقات مغلقة.