من إنتفاضة ١٩٧٧ لكورونا ٢٠٢٠ : كيف تعامل النجوم مع حظر التجول
من إنتفاضة ١٩٧٧ لكورونا ٢٠٢٠: كيف تعامل النجوم مع حظر التجول
– في ١٩٧٧ راقبوا الأحداث عن بعد ثم عبروا عنها بهذه الطريقة بعدها.
– دموع جورج سيدهم بعد إحتراق مسرحه عام ١٩٨٦ وكيف تغلب علي الإزمة.
– دبدبات وحظر تجول عمرو عبدالجليل وعمرو سعد في ” حين ميسرة” .
– إختلافات الفنانين وكسرهم لحظر تجول ٢٥ يناير وتحديهم لمبارك علانية.
– غالبية الفنانين رحبوا بحظر تجول ٢٠١٣ ضد الأخوان وهكذا فعلوا وقالوا وقتها .
– كورونا ٢٠٢٠ اجبرت الفنانين علي الجلوس في بيوتهم فماذا يفعلون.
خالد فؤاد
———–
ماذا كان يفعل نجوم ونجمات الفن في اوقات حظر التجول في كل المرات السابقة التي تم فيها إتخاذ ، مثل هذا القرار الصعب إبتداء بعام ١٩٧٧ الشهيرة بإنتفاضة الخبز ومرورا بعام ١٩٨٦ الشهيرة ، بأحداث الأمن المركزى ثم أحداث ٢٥ يناير و٣ يونية وإنتهاء بهذا الحدث الإستثنائي والمختلف الذى نعيشها الأن؟
سؤال وجدناه يفرض نفسه علينا بشدة ونحن نتابع اخبار كل النجوم والنجمات فنستمع لكل منهم، وهو يتحدث عما يفعله ويقوم به هذه الأيام بداخل بيته ليتغلب علي حالة الملل والرتابة، التي يعيشها بعد أن وجد نفسه ولأول مره مجبرا علي قضاء ساعات طويلة في منزله وهو بالطبع لم يكن معتادا علي هذا ، من قبل فكان يقضي معظم الساعات مابين بلاتوهات التصوير اوالسهرات والمناسبات والحفلات ومع الأصدقاء والسفر لأى دولة كيفما شاء دون ثمة موانع اوقيود.
وهو ما أصبح مستحيلا فعله في الوقت الحالي من منطلق أن الأزمة لاتخص بلد بعينة اوحتي قارة بذاتها بينما كل دول العالم بلا إستثناء ؛ ومن ثم لايوجد أي مكان أمن سوى بيته ولاشئ سواه.
ومن هنا رحنا نتابع اخبارهم وماذا يفعلون في تلك الساعات الطويلة التي يجلسون فيها في بيوتهم وكيف يتغلبون علي حالة الملل.
وابتكارات كل منهم سواء بممارسة الرياضة اواللعب مع الأولاد اوتدبير المقالب لأبنائهم واصدقائهم اوإعداد وطهي الأطعمة المختلفة او … او … او ….. .
ليعود السؤال ليفرض نفسه ..
هل كان الأمر كذلك وبنفس الشكل لدي نجوم ونجمات السبعينات والثمانينات حينما تم فرض حظر التجول ايضا لأسباب مختلفة.
في رحلة البحث التي قمنا بها وجدنا أن الأمر كان مختلفا من كافة الوجوه ؛ ليس من منطلق أن حظر التجول ، الذى تم فرضه في كل المرات السابقة كان لمدد قصيره فحسب بينما أيضا لكون الظروف والأحداث بل وإهتمامات الشعب المصري كانت مختلفة بشكل كامل عما هي عليه الأن.
والملفت حقا إنه لم يكن هناك ثمة إهتمام لدى الصحافة بوجه خاص ، والإعلام التقليدى بوجه عام لمتابعة أخبار الفنانين والنجوم في مثل هذه الإحداث .
بل أن الفنانين انفسهم كانوا يلتزمون الصمت الكامل في هذه الأوقات فلايقم أي منهم بالإدلاء بأي تصريحات وقت الحظر فكانوا يراقبون الأحداث عن بعد وبحواسهم الفنية يقومون بتسجيلها للتعبير عنها في اعمالهم الفنية بعد سنوات من وقوع الأحداث وهو ماشهدناه في الكثير من الأفلام والمسلسلات التي قدمت خلال الثلاثين عاما الماضية.
إنتفاضة 1977
تماما كما حدث في تلك المظاهرات العنيفة التي وقعت في يومي 18 و19 يناير 1977 في عدة مدن مصرية ضد الغلاء، رفضا لمشروع ميزانية رفع الأسعار لبعض السلع الأساسية ، وتطورت الانتفاضة إلى أعمال شغب، حيث حدثت الكثير من مظاهر العنف وحرق أبنية ووسائل خدمات عامة بل ومجموعة من أقسام الشرطة من بينها أقسام ” الأزبكية والسيدة زينب والدرب الأحمر وإمبابة والساحل وحتى مديرية أمن القاهرة”
ولم يكن هناك بديلا للسيطرة علي الموقف سوى إتخاذ الحكومة لقرار حظر التجول، حيث نزل الجيش للتصدى للمظاهرات وأعلنت حالة الطوارئ وحظر التجول من السادسة مساءً حتى السادسة صباحا.
ولم تسعي أي وسيلة إعلامية وقتها لإستطلاع اراء النجوم والفنانين وقام الكثيرين منهم بعدها بالتعبير عنها في الأفلام والمسلسلات التي قدمت بعد هذا ومن بينها ” الهجامة” لليلي علوي وهشام سليم إخراج محمد النجار و” الأخر” ليوسف شاهين و” زوجة رجل مهم” لأحمد زكي وميرفت أمين و”أيام السادات” لأحمد زكي وغيرها وعبر كل فيلم منها عما حدث في هذا الوقت برؤيته الخاصة مابين مؤيدين لها اوالعكس.
حظر ١٩٨٦ ودموع جورج سيدهم
وهو نفسه تقريبا ماحدث في أحداث
الأمن المركزي التي وقعت عام 1986
في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك تحديدا في 25 فبراير 1986م، حيث تظاهر عشرات الآلاف من مجندي الأمن المركزي في معسكر الجيزة بطريق الإسكندرية الصحراوي؛ احتجاجًا على تسرب شائعات عن وجود قرار سري بمد سنوات خدمة المجندين من ثلاث إلى خمس سنوات.
فحدثت حالة من الانفلات الأمني بضعة أيام فشلت الحكومة في السيطرة عليها فتم إعلان “حظر التجول” حيث انتشرت قوات الجيش في شوارع القاهرة ؛ لإنقاذ المنشإت العامة والخاصة ووسائل المواصلات التي امتدت لها يد التخريب وايضا التزم الفنانين الصمت حيالها ولم يتم إستطلاع رأي أي منهم فيما حدث وكان اكثر المتضررين من هذه الأحداث الفنان جورج سيدهم ومعه شقيقه أمير الذى اتهم فيما بعد بالتسبب في مرضه حينما باع في غفلة من الزمان المسرح والفرقة واملاك اخرى لم تكن جميعها ملكا له وهرب للخارج بعد ان وثق شقيقه به ؛ فقد كان المسرح الوحيد الذى تم حرقه في احداث ١٩٨٦ هو مسرح الهوسابير الذى شهد اجمل وأهم عروض فرقة ثلاثي اضواء المسرح وبكى يومها جورج سيدهم وهو يري النيران تلتهم المسرح وراح يتساءل عن السر في الهجوم علي مسرحهم وحرقه بهذا الشكل ؛ وبسرعه تمالك نفسه هو وشقيقه وقاموا بإعادة ترميمه دون مساعده من الحكومة والغريب إنه ورغم التداعيات الكثيرة لهذا الحدث الجلل تجاهلته الشاشة الفضية فلم يتم التعرض له سوى من خلال جملة عابرة لعمرو عبدالجليل في فيلم ” حين ميسرة” حينما قال لعمرو سعد بطريقة اداءة في الفيلم التي حقق بها شهرة كبيرة وتساقط الحروف من الكلمات التي ينطقها : زمان حصلت عركة كبيرة قوي في البلد ايام الأمن المركزى والدبدبات نزلت الشارع وعملوا حظر تجول .. أخوك رضا ماهمهوش كان قلبه جامد نزل الشارع وانا كمان قولت انزل اشوف ايه حظر التجول ده ؟
ومشينا وسط الدبدبات لاحد قالنا انتوا مين ولاحس بينا حتي .. تخلل
.. أخوك رضا قاللي : ايه ده أحنا مش باينين ؟
والظاهر علينا ياعادل يا أخويا دخلنا الدنيا وهنخرج منها واحنا مش باينين.
ورغم مرور نحو ٣٤ عاما علي هذا الحدث الجليل لم يتم التحقيق في احداثه حتي اليوم.
حظر تجول ٢٥ يناير
ولأول مره نشهد إختلافات جوهرية وعنيفة بين نجوم ونجمات الفن عند إشتعال أحداث ٢٥ يناير وادت لفرض الرئيس الراحل حسني مبارك بصفته الحاكم العسكري لمصر حظر التجوال في القاهرة والإسكندرية والسويس ونزول الجيش ؛ فحدث لأول مرة وكما شاهدنا الكثير من الفنانين يقومون بكسر هذا الحظر فلم يلتزموا به وراحوا يقضون اوقاتهم بميدان التحرير والخيم التي تم إقامتها وتعالت اصواتهم رافضين للحظر بل وراحوا يدلون بتصريحات عنيفة ضد مبارك والحكومة وطالبوا مع المتظاهرين بميدان التحرير برحيل النظام والرئيس ؛ وكان صوتهم في هذا الوقت أعلي بكثير من الفنانين المؤيدين لمبارك ؛ وسيطرت علي هؤلاء المعارضين حالة من السعادة الكبيرة يوم إعلان مبارك تنحيه عن حكم البلاد .
وقامت بعض الأفلام والمسلسلات بتناول احداث ٢٥ يناير من بينها فيلم ” بعد الموقعة” عن موقعة الجمل و” فرش وغطا” عن موقعة فتح السجون وهروب المساجين و” تك تك بوم” لمحمد سعد ودرة.
حظر تجول ٢٠١٣
وحدث الأمر ذاته من قبل الفنانين والمعارضين ايضا حينما قام الرئيس السابق محمد مرسي بفرض حظر تجول 2013 حيننا اندلعت أعمال عنف في مدن القناة سقط خلالها 50 قتيلا، ولم يمتثل المتظاهرون والكثير من الفنانين والإعلاميين حيث خرجوا وخرقوا حظر التجول وتعالت الأصوات وبشكل صريح برفض نظام حكم الآخوان.
رابعة والنهضة
وعقب احداث العنف التي شهدها الشارع المصرى وإحتلال الأخوان لميادين رابعة والنهضة بعد إزاحتهم عن حكم مصر عام 2013 تم فرض حظر تجول جزئي في 14 محافظة وإعلان حالة الطوارئ .. وعاد حظر التجول ليتم تطبيقه بشكله المعهود أي بقوه وحزم والتزم ملايين المصريين وايده غالبية الفنانين وقتها ووجدوا إنه ضرورة وتحدث بعضهم كما يحدث هذه الأيام عن اوقاتهم الجميلة وقت الحظر وكيف يستمتعون بقضاء اوقات طويلة مع ابنائهم والمقربين منهم ؛ والكثيرين منهم اعلنوا عن السفر للخارج سواء لقضاء اجازة من العمل او القيام بالتزامات فنية سبق لهم تأجيلها .
مطبخ ورياضة
وهو مالم يتمكنوا من فعله في الظروف الراهنة حيث إنه لايوجد بلد علي مستوى العالم يمكنهم السفر له اوقضاء اوقاتهم فيه فالكل في الوباء سواء ومن ثم مضطرين وكما نرى للبقاء بين اولادهم وفي منازلهم والتعامل مع الأزمة بالطرق والأشكال التي يتحدثون عنها سواء باللعب مع الأولاد او ممارسة رياضات مختلفة اوالمكوث في المطابخ بالساعات لإعداد وتجهيز الأطعمة بدلا من الزوجات والخادمات .
خالد فؤاد
