من الماضي.. بقلم/ جمال القاضي.

سأجلس هنا بانتظارك
وأظل بين جدراني صامتا
سألملم من الماضي ذكرياتي
ومن الوريقات المبعثرة صفحاتي
سأجمع كل رسائلك وكلماتك
سأقرأ مافيها على مهل
سأجعلها كلها بين أحضان قلبي
ليسمع ترجمة مافيها
من عبارات
ويقرأ مافوق سطورها
من كلمات
ثم أمسك بقلمي ليعيد عزبها
اليك وما فيها من محتويات
رسائلا بالمساء لتعلمك
بمدى اشتياقي اليك
سأجعلها مع النسمات
عبيرا تسوقه الرياح اليك
وتستقبل شذاه رئتيك
سأجعل الطيور العابرة من أمامي
تحمل فوق أجنحتها
عطر حروفي وشذا عباراتي
سأجعلها الرسول الذي
بيني وبينك في كل مساء
ثم يمضي النهار ويأتي الليل
وبين طيات ظلامه سأجعل
طيفي يرافقك ويداعب أحلامك
فتستيقظي والى نافذتك مسرعة
تنظرين الى تجمعات النجوم
والقمر بارقا بينها بوسط السماء
ليظل عقلك وعيناك ساهرة مثلي
ثم تسافر روحي وروحك
في فضائه الواسع بالخيال
والذي مازال يجمعنا فيه
أقطف من السماء نجومها
وأجعلها ورودي التي
أهديها اليك ثم نتبادلها معا
سأقتبس من القمر انواره
وأطبع من تلك الأنوار
قبلة على خديك لتصبح
نورا يرشدني اليك والى مكانك
فيسير قلبي على دربها دون
وقوعا بطريقه أو عثرات
سأجعل قلبي في هذه الليله
يبيت بين أحضانك وليلة
لاينساها بقربك وذاكرة لاتمحى
مهما غاب طيفك أو أتى الزمان
ومعه القدر ليفرقنا
سأقف أمامك وأنظر اليك
ففي وجهك القمر الذي
كم سهرت الليل من أجله
وفي قلبك واحة من الخيال والتي
مازال فيها عقلي سارحا
دون التفات لغيرك أو انتباه
سأبقى من عيني لعينك
عمقا وطولا للنظرات
وسأظل هكذا حتى الصباح
ليصير ذلك الطيف واقعا
وهذا الخيال جسدا أتلمسه
أداعب وجناتك أسمع ضحكاتك
أتغني بهمساتك بلحن يطربني
وصوت من قلبك يشدو به قلبي
أحبك حيا ولايفرقنا فيه سوى الممات