من تأثيره أقوى على الآخر !!! العقل أم الجسد؟
من تأثيره أقوى على الآخر !!! العقل أم الجسد؟
بقلم د.هيام عزمي النجار
العقل والجسد يُؤثر كل منهما على الآخر
عندما يُفكر العقل يتعب الجسد، وذلك لأن الفكر يُؤثر على الذهن والحواس والجسد والأحاسيس والسلوك والنتائج، أثبتت العلوم الحديثة أن أكثر من ثلاثة وتسعون في المائة من المرضى يرجع مرضهم إلى العقل الذي يُسمى سيكو، ويُؤثر على الجسد الذي يُسمى سومو أي (سيكوسومو).
تعالى معي نتخيل فكرة أن معك مسمار وتحك به على لوح زجاج، فإن جسمك يشعر وقتها بالقشعريرة، بالرغم من عدم وجود المسمار والزجاج، بل وجد هذا الإحساس لمجرد فكرة فكر فيها الإنسان فأثرت على ذهنه وأحاسيسه وجسده.
وأيضاً أشارت العلوم الحديثة إلى أهمية وضع الإنفصال والإتصال، أي أنه عند مرورك بتجربة ما، لابد وأن تنفصل عن التجربة لفترة لأن الإنفصال عن التجربة يعني خمسون في المائة من علاجها، ثم بعد ذلك الإتصال مرة أخرى بعد أن تكون تعلمت كيفية التعامل مع التجربة بعد إضافة مهاراتك وخبراتك وتغيير وجهة نظرك وإدراكك تجاه ما حدث لك من مواقف وتجارب، وهذا ما أكده رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه عن الشخص الغضبان، فقال فيما معناه على الشخص الغاضب أن يُغير من هيئته، فإذا كان جالساً فليقف وإن كان واقفاً فليجلس، وعليه أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويتوضأ لأن الشيطان مخلوق ناري، وماء الوضوء تطفئ نار الغضب، ثم عليه أن يُصلي ركعتين لله تعالى حتى يهدأ من غضبه.
ولنتذكر أيضاً قول رسول الله صلى الله عليه وسلم – إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، وإعمل لآخرتك كأنك تموت غداً – فما معنى ذلك؟ وكيف نتصل وننفصل في نفس الوقت؟ وهنا يأتي الحكمة في التعامل مع أمور حياتنا، وضرورة أن نتصل بالدنيا بطريقة يرضى بها الله عنا، ويكون الغاية من تحقيق أهدافنا بالحياة دائماً هي مرضاة الله عز وجل، ونعيش حياة الدنيا حتى يستقبلنا الله لنعيش حياة الآخرة، فيتحق الإتزان في المعادلة، فنعيش في الدنيا نفعل فيها الروحانيات لنتجه بها إلى الآخرة، ونذهب إلى الآخرة لنعيش حياة جديدة تماماً لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.
لذا أيها الإنسان لاحظ ما تقوله لنفسك، ولاحظ ما تقوله للآخرين، ولاحظ ما يقوله لك الآخرين لأنه يُؤثر على أحاسيسك وسلوكك ونتائجك وواقع حياتك.
كاتبة المقال
د.هيام عزمي النجار
مدربة قوة الطاقة البشرية