من فك السحر لعلاج الضعف الجنسي “من يتصدىٰ لفوضىٰ الإعلانات القاتله”

من فك السحر لعلاج الضعف الجنسي “من يتصدىٰ لفوضىٰ الإعلانات القاتله”.

 

بقلم: إيمان سامي عباس

 

للأسف هناك فوضى في سوق الإعلانات التليفزيونية خاصة عن المنتجات والسلع التي لها علاقة بصحة المواطنين، حيث يتم الترويج لأدوية ومستحضرات ما أنزل الله بها من سلطان ولم تحصل على تراخيص من الجهات المعنية ولم يتم الاعتراف بفاعليتها ولا بمدى خطورة أعراضها الجانبية السلبية، ويصل الأمـر في بعض الأحيان إلى أنها تتسبب في وفاة من يستخدمها.

 

مواد مجهولة المصدر:-

 

بعد شهور طويلة من تداول منتجاته وتناول المرضى لعقاقير ودهانات غير مرخصة، فوجئنا بالإعلان عن القبض على صيدلي أطلق عليه الناس ” طبيب ” وذلك للتحقيق معه بتهمة الترويج وحيازة مـواد عشبية وأدويـة مجهولة المصدر بغرض تحقيق أرباح غير مشروعة.

 

ضحايا الإعلانات:-

 

والسؤال المهم كم من المواطنين سقطوا ضحية باستخدامهم لهذه المنتجات؟

والسؤال الأهـم لمـاذا تم ترك هذا الرجل يغرق الفضائيات بإعلاناته حتى تحول إلى نجم مشهور وأصبح طبيبًا وخبيرًا في علاج الأمراض المستعصية؟

 

نعلم جميعًا مدى تأثير الإعـلام على الناس خاصة في ظل وجود نسبة أمية مرتفعة بالريف في بحري والصعيد، ولأن المريض الذي يعاني من الآلام ” يتمسك بقشة، ويسأل المجرب ولا يسأل الطبيب ” فإنه يسارع بالحصول على هذا الدواء الذي يشاهده على القناة الفضائية والتي يثق أنها صادقة وأنها تأكدت من جدية صاحب الإعلان وحصوله على كل ما يلزم من تراخيص للترويج لبضاعته .

 

الإتجار بصحة المواطنين:-

كانت الإعلانات عن منتجاته تتفاخر بأنها تستحوذ على أكثر من ٤ ملايين مشاهدة، وأن منتجاتها ” لا أقـول أدويتها ” هي أسرع مسكنات للآلام ثم تعرض مداخلات لمرضى تم شفاؤهم بعد تناولها، ويمدحون في هذا الطبيب ويدعون له.

وبالطبع نحن لا يمكن لنا أن نتأكد من صحة ذلك ولا بمدى فاعلية تلك الوصفات التى يقدمها، لأنه من المفترض أن هناك جهات متخصصة هي التي تحدد صلاحية أى دواء أو عقار أو مستحضر طبى وتضمن عدم وجود أى خطورة على تناوله.

ومن المفترض أيـضـًا ألا تسمح أى قناة فضائية بـالإعـلان إلا بعد إظهار ترخيص هذه الجهات، وكذلك بالنسبة للمواقع الإلكترونية.

كما يحدث في الصحافة الورقية حتى لا يتم خداع المواطنين أو التسبب في تعرض صحتهم للخطر.

نتائج فوضي الإعلانات:-

فوضى الإعـلانـات التليفزيونية تحتاج إلـى تنظيم لأنها لا تتوقف عند إعلانات هـذا الصيدلي، وإنما هناك العشرات أمثاله الذين يروجون لأعشاب وتركيبات تستخدم لعلاج السكر والقلب والضغط والسرطان.

وهناك العشرات من الإعلانات عن مستحضرات لغذاء الأطفال أو لتنعيم وتبييض البشرة، وهي ليست أقل خطورة حيث ثبت أن بعضها يضر الأطفال أو يؤدى إلى تشويه السيدات اللواتى وقعن فريسة لها.

وهناك مستحضرات أيضًا للشعر، التى تلعب على أوتار إعادة الشباب وعـلاج الضعف الجنسي فحدث ولا حرج،
ولم يعد هناك أى مراعاة للذوق العام ولو من باب الخجل والحياء.

 

وليت الأمر توقف عند هذا الحد ولكن هناك إعلانات تتدخل فى الغيبيات وفك السحر وربـط العمل وزرع الحب فى قلب الزوجة أو القضاء على العنوسة.

ورؤية الفنجان وقراءة الطالع من مشايخ لهم باع طويل في فتح المندل وحبس الشياطين من دول عربية وأفريقية وآسيوية، والعجيب أنهم يتدخلون لإغاثة الملهوف ولا ندرى كيف!؟

خبراء تجميل وإنقاص وزن:-

والسؤال الآن أين هذا العاقل الذي يصدق أن آلامه في الركب والمفاصل يمكن أن تختفى خلال ١٠ دقائق من استخدامه لدهان أو عقار، ومن التي يمكن أن تتصور نفسها تتحول إلى هيفاء وهبى أو كيم كارديشيان بمجرد أن تذهب لخبير التجميل الـذي أحيانًا لا يكون طبيبًا.

وهل يمكن أن يفقد الإنسان ٤٥ كيلو من وزنه في أسبوع على يد خبيرة في التخسيس أو بمجرد تناولة لأدوية تم تركيبها واستخلاصها من الأعشاب، على الأقل دون أن يتسبب ذلـك فى مضاعفات خطيرة على أجهزة الجسم، وقـد يؤدي الاستمرار في تناولها دون استشارة الطبيب إلى الوفاة التي تعتبر فى هذه الحالة قتلاً مع سبق الإصرار والترصد.

 فهل نبدأ فورًا في تنظيم سوق الإعلانات أم اننا نتحرك دائمًا عندما يسقط ضحايا وبعد فوات الأوان .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.